صفحة 1 من 1

بيان بطلان الزيادة الواردة في حديث أبي هريرة والتي جاءت بلفظ:( فهو عنده فوق العرش..):

مرسل: الجمعة يوليو 12, 2024 1:43 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان الزيادة الواردة في حديث أبي هريرة والتي جاءت بلفظ:( فهو عنده فوق العرش..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال رسول الله :
((لـمَّا قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي سبقت غضبي)).
وفي لفظ عن أبي هريرة سمعت رسول الله  يقول:
((إنَّ الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق: إنَّ رحمتي سبقت غضبي فهو عنده فوق العرش))
ولفظ حديث الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه قال:
((لـمَّا خلق الله الخلق كتب في كتاب كتبه على نفسه فهو مرفوع فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي)).
وفي حديث صفوان بن عيسى، ثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي  قال: ((لمَّا خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه أنَّ رحمتي تغلب غضبي))].


أقول في بيان بطلان هذه الزيادة:

صحيح دون لفظة (العندية) و (العرش) أي دون (فهو عنده فوق العرش).
أقول: لاحـظ أنَّ الذهبي أشار لذلك حيث ذكر له عدة ألفاظ بعضها فيه ما يدل على موضوع عنوان كتابه (العلو) وبعضها لا يدل!! وهذا منه إشارة إلى أنَّ هذا اللفظ مضطرب!! وبعد البحث في طُرُقِهِ وجدته في مسلم (2751) من طريق أبي الزناد عن الأعرج ليس فيه ذكر العرش والعندية ولفظه: (قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي)، وكذا في ابن ماجه (189) من حديث ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، وكذا عند أحمد (2/397) من طريق شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وكذا عند أحمد (2/466) من طريق وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
ورواه بذكر العندية دون العرش مسلم (2751) من طريق عطاء بن ميناء عن أبي هريرة عقبه ولفظه: (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه: فهو موضوع عنده إن رحمتي تغلب غضبي). وربما كان خطأ والصواب عطاء بـن يسار، وابن عاصـم (609) من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة.
ورواه بذكر العندية والعرش البخاري (7422) و (7453معلقاً) من طريق مالك وشعيب كلاهما عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، والبخاري (7554) من طريق قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة، والبخاري (7404) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وهذا كله يفيد الاضطراب في قضية العندية والعرش والاضطراب يوجب الضعف فلا حجة في هذه القطعة، لا سيما والحديث لا يروى إلا عن أبي هريرة ولم يروه غيره من الصحابة فيما أعلم.