صفحة 1 من 1

بيان ضعف حديث ابن عباس الذي وردت فيه قصة ماشطة ابنة فرعون والذي جاء فيه:( قالت ـ الماشطة ـ : ربي وربك الذي في السماء..):

مرسل: السبت يوليو 13, 2024 10:49 am
بواسطة عود الخيزران
بيان ضعف حديث ابن عباس الذي وردت فيه قصة ماشطة ابنة فرعون والذي جاء فيه:( قالت ـ الماشطة ـ : ربي وربك الذي في السماء..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا أبو الفضل ابن تاج الأمناء، أنبأ عبد المعز بن محمد، أنبأ تميم بن أبي سعيد، أنبأ محمد بن عبدالرحمن، أنبأ أبو عمرو حمدان، أنبأ أبو يعلى الموصلي، ثنا هدبـة، ثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
((مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة، فقلت: ما هذه الرائحة يا جبريل؟ قال: هذه ماشطة بنت فرعون، كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت: بسم الله، قالت ابنة فرعون: أبي؟ قالت: ربي ورب أبيك، قالت: أقول له إذاً؟ قالت: قولي له قال لها: أَوَلَكِ رب غيري؟ قالت: ربي وربك الذي في السماء، فأحمى لها بقرة من نحاس فقالت: إنَّ لي إليك حاجة، قال: وما حاجتكِ؟ قالت: أن تجمع عظامي وعظام ولدي قال: ذلك لكِ علينا لما لكِ علينا من الحق. فألقى ولدها في البقرة واحداً واحداً فكان آخرهم صبي فقال: يا أُمّه اصبري فإنك على الحق))، قال ابن عباس: فأربعة تكلموا وهم صبيان: ابن ماشطة فرعون، وصبي جريج، وعيسى ابن مريم، والرابع لا أحفظه. هذا حديث حسن الإسناد].


أقول في بيان ضعف هذا الحديث:

حديث ضعيف الإسناد. واللفظة التي استدل بها الذهبي اضطرب فيها الرواة فبعضهم رواها بلفظ (ربي وربك الذي في السماء) وبعضهم بلفظ (ربي وربك الله). والحديـث رواه أحمـد (1/310) والبزار (1/37 كشف الأستار) والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/389) والطبراني في "الكبير" (11/450) وابن حِبَّان في صحيحه (7/164) وأبو يعلى في مسنده (4/394).
وعطاء بن السائب اختلط وفيه كلام مشهور، وحماد بن سلمة روى عنه في الاختلاط حسي تتبعي والذي روى عنه في غير الاختلاط حماد بن زيد وقد اختلط هذا على بعضهم، وحماد بن سلمة لا تقبل أحاديثه في مثل هذه الأبواب كما بينَّا سابقاً ودلَّلنا عليه وقد روى هذا الحديث عن حماد بلفظ (في السماء) ثلاثة وهم: الحسن بن موسى الأشيب عند أحمد (1/310) وموسى بن إسماعيل عند الدارمي في "الرد على الجهمية" ص (273) وهدبة بن خالد عند ابن حِبَّان (7/165).
وخالفهم أربعة أوثق منهم فرووه بلفظ (ربي وربك الله) وهم: عفان بن مسلم عند أحمد (1/310) وغيره، ويزيد بن هارون عند ابن حِبَّان (7/163) وأبو عمر حفص بن عمر الضرير عند أحمد (1/309) وعبد الملك بن عبد العزيز التَّمَّار عند الطبراني في "الكبير" (11/450).
والترجيح هنا بكثرة الرواة كما هو منصوص عليه، أو يحكم بالاضطراب، وكل ذلك موجب للحكم على لفظة (في السماء) التي أورد المصنّف الحديث لأجلها هنا بالشذوذ والضعف بل بالوهاء والبطلان لأنَّ ضعف الإسناد بحماد وشذوذ اللفظة يبطل القول بتحسين الإسناد أو الحكم على الحديث بالحسن!! والله الموفق.