صفحة 1 من 1

بيان بطلان استدلال المجسمة بحديث أنس الذي جاء بلفظ:( كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر، ويقـول: إنه حدي

مرسل: السبت يوليو 13, 2024 10:51 am
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان استدلال المجسمة بحديث أنس الذي جاء بلفظ:( كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر، ويقـول: إنه حديث عهد بربه..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[قرأت على عمر بن عبد المنعم، عن أبي اليمن الكندي، أخبرنا أبو الفتح البيضاوي، أنبأ أبو الحسين البزار، أنبأ عيسى بن علي، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا أبو كامل الجحدري، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس أن رسول الله :
((كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر)) ويقـول: ((إنه حديث عهد بربه)). أخرجه مسلم وأبوداود من حديث جعفر الضبعي].


أقول في بيان بطلان استدلال المجسمة بهذا الحديث:

ظاهر إسناده أنه حسن لكنه حديث معل لا يصح! رواه مسلم (898) وقد أورده الحافظ ابن عمار الشهيد (ت317هـ) في الكتاب الذي صنفه في علل أحاديث في صحيح مسلم الحديث (15) هناك حيث قال: [وهذا حديث تفرَّد به جعفر بن سليمان من بين أصحاب ثابت؛ لم يروه غيره. وأخبرني الحسين بن إدريس، عن أبي حامد المخلدي، عن علي بن المَدِيني، قال: (لم يكن عند جعفر كتاب، وعنده أشياء ليست عند غيره). وأخبرنا محمد بن أحمد بن البراء، عن علي بن المَدِيني قال: (أما جعفر بن سليمان فأكثر عن ثابت، وكتب مراسيل، وكان فيها أحاديث مناكير). وسمعت الحسين يقول: سمعت محمد بن عثمان يقول: (جعفر ضعيف)]. انتهى كلام الحافظ ابن عمار الشهيد. قال الذهبي في ترجمة ابن عمار في "السير" (14/540): [ورأيت له جزءاً مفيداً فيه بضعة وثلاثون حديثاً من الأحاديث التي بيَّنَ عللها في صحيح مسلم]. والحديث ضعفه الألباني المتناقض في "إرواء الغليل" (3/143-144) فقال: (ضعيف)، وذكر هناك أن البيهقي قال بأنه منقطع! والذي قال عنه البيهقي بأنه منقطع هو الحديث الذي بعده وليس هذا الذي نحن بصدده. انظر "سنن البيهقي" (3/359).
ولا دلالة فيه لما يريد الذهبي وهو مع كونه معللاً فهو آحاد لم يرو إلا عن سيدنا أنس!! وكنت قد تكلَّمت في مقدمـة ((دفع شبه التشبيه)) ص (57) في بيان معناه وإزالة الشبهة التي يروِّجها المجسمة ليوهموا أنَّ الحديث دليل لاعتقادهم فقلت هناك ما نصه:
[قال الإمام النووي في ((شرح صحيح مسلم)) (6/195): ((ومعنى (حديث عهـد بربه) أي: بتكويـن ربـه إيَّـاه، ومعنـاه: أنَّ المطر رحمـة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لهـا فيتبرّك بهـا))] اهـ.
قلت: وجميع العقلاء الآن يعرفون أن المطر هو البخار الذي يتصاعد من الأرض فيصبح سحاباً فيسوقه الله تبارك وتعالى إلى البلدة التي يشاء أن يُنزل عليها رحمته هذه، فعندما يتكاثف هذا البخار بخلق الله تعالى بجعله ماءً وينزل، استحبَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصيبه شيء منه لمَّا حسر عن منكبيه إظهاراً للافتقار لرحمة الله التي هي حَدِيثة الخَلْق، والخالق هو الله تعالى، وجميع العقلاء يعرفون أنَّ الله سبحانه وتعالى غير موجود في السحاب ولا عليه، لأنَّ السحاب في السماء الدنيا بل قريب منا وأحياناً إذا صعدنا لجبل شاهق مرتفع فإننا نصل إلى السحاب الذي غطى أو عمَّ رأس الجبل، بل لو ركب أحدنا الطائرة أو المراكب الفضائية لوجد أنها تصعد به فوق السحاب ويرى السحاب تحته بمسافة شاسعة!! وهذا المجسم صاحب كتاب ((الرحمن على العرش استوى)) وهو من المعاصرين ما زال يعيش كباقي إخوانه من المشبهة بعقلية العصر الحجري الفرعوني فيظن أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المطر (إنه حديث عهد بربه) يؤيد عقيدته الفاسدة التي تقول: إنَّ المطر كان عند الله الذي يسكن في السماء وفي السحاب وأنَّ المطر إذا نزل فإنه يكـون قد فارق الرب من وقت قصير جداً!! فهو حديث العهد بربه!! ومتى ركب هذا المجسم في الطائرة وصار فوق السحاب صار فوق ربه (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) ويلزم من ذلك أن يكون هو الأعلى لا معبوده الذي يتخيله ويتصوَّره!! وعقيدته هذه نفس عقيدة فرعون المجسم الذي أمر أن يُصْنَعَ له صرح أي برج عال ليصل إلى الله تعالى!!]. والله الهادي إلى سواء السبيل.