بيان بطلان حديث ابن عباس الذي ورد فيه أن الله تعالى استوى على السماء ثم نزل إلى الأرض فدحاها، تعالى الله عن ذلك البهتان:
مرسل: السبت يوليو 13, 2024 10:53 am
بيان بطلان حديث ابن عباس الذي ورد فيه أن الله تعالى استوى على السماء ثم نزل إلى الأرض فدحاها، تعالى الله عن ذلك البهتان:
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن، أنبأ محمد بن خلف وعبد الرحمن بن إبراهيم، وأنبأ التاج عبد الخالق، أنبأ عبد الرحمن قالا: أخبرتنا شهـدة الكاتبة أنبأ محمد بن عبد السلام (ح) وأنبأ العز ابن الفراء، أنبأ الإمام أبو محمد بن قدامة، سنة ست عشرة وستمائـة، أنبأ ابن البَطِّي، أنا ابن خيرون، قالا أنبأ أحمد بن محمد بن غالب الحافظ، قرأت على أبي العباس بن حمدان، حدثكم محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد ابن أبي أنيسـة، عن المنهال بـن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
جاء رجل فقال يا ابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليَّ، فقد وقع ذلك في صدري، فقال ابن عباس: أتكذيب؟ قال: ما هو بتكذيب ولكن اختلاف. قال فهلمَّ ما وقع في صدرك. فقال له الرجل: أَسْمَعُ الله يقول: فذكر أشياء ثمَّ قال: وفي قوله: {أم السماء بناها رفع سمكها فسوّاها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها} فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض وقال في الآية الأخـرى: {وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، ثمَّ استوى إلى السماء وهي دخان} الآيـة. فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء.
فقال ابن عباس: أما قوله {أم السماء بناها رفع سمكها فسواها} الآيات، فإنه خلق الأرض في يومين قبل السماء، ثمَّ استوى إلى السماء فسوَّاهنَّ في يومين آخرين، ثمَّ نزل إلى الأرض فدحاها، قال: ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى.
أخرجه البخاري عن يوسف بن عدي فعلَّق المتن أولاً].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
لم يروه البخاري بهذا اللفظ! وهو موضوع من جملة الأكاذيب. فلا وجود لجملة (ثم نزل إلى الأرض فدحاها) - التي أتى بها الذهبي ليستدلَّ بها على العلو - في "صحيح البخاري" البتة ولا في صحيح مسلم، وهذا تدليس لا يليق بمثله؟ ولا ندري ما حكم من يفعل هذا وما رأي أهل العلم دون مجاملة فيمن اقترف مثل هذا؟!!
وهذا الأثر دون الألفاظ المستشنعة رواه البخاري في أوَّل تفسير سورة (حم السجدة ـ فصلت / 41) الفتح (8/555) وقال البخاري عقبه: (حدثنيه يوسف بن عَدِي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بهذا) وهو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس . ورواه بإثبات اللفظ الذي يريده المصنِّف الطبراني في "الكبير" (10/302/10594) وهو موضوع لأنَّ شيخ الطبراني هو أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين المصري كذَّاب. قال الحافظ ابن حجـر في ((لسان الميزان)) (1/280): ((قال ابن عَدِي: كذَّبوه وأُنْكِرَتْ عليه أحاديث. قلت: فمن أباطيله رواية الطبراني وغيره عنه...)) وذكر حديثاً آخر. فتأمل فيما صنع الذهبي ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم. وعند الطبراني أحاديث كوارث وطامات في الصفات!
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن، أنبأ محمد بن خلف وعبد الرحمن بن إبراهيم، وأنبأ التاج عبد الخالق، أنبأ عبد الرحمن قالا: أخبرتنا شهـدة الكاتبة أنبأ محمد بن عبد السلام (ح) وأنبأ العز ابن الفراء، أنبأ الإمام أبو محمد بن قدامة، سنة ست عشرة وستمائـة، أنبأ ابن البَطِّي، أنا ابن خيرون، قالا أنبأ أحمد بن محمد بن غالب الحافظ، قرأت على أبي العباس بن حمدان، حدثكم محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد ابن أبي أنيسـة، عن المنهال بـن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
جاء رجل فقال يا ابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليَّ، فقد وقع ذلك في صدري، فقال ابن عباس: أتكذيب؟ قال: ما هو بتكذيب ولكن اختلاف. قال فهلمَّ ما وقع في صدرك. فقال له الرجل: أَسْمَعُ الله يقول: فذكر أشياء ثمَّ قال: وفي قوله: {أم السماء بناها رفع سمكها فسوّاها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها} فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض وقال في الآية الأخـرى: {وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، ثمَّ استوى إلى السماء وهي دخان} الآيـة. فذكر في هذه خلق الأرض قبل السماء.
فقال ابن عباس: أما قوله {أم السماء بناها رفع سمكها فسواها} الآيات، فإنه خلق الأرض في يومين قبل السماء، ثمَّ استوى إلى السماء فسوَّاهنَّ في يومين آخرين، ثمَّ نزل إلى الأرض فدحاها، قال: ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى.
أخرجه البخاري عن يوسف بن عدي فعلَّق المتن أولاً].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
لم يروه البخاري بهذا اللفظ! وهو موضوع من جملة الأكاذيب. فلا وجود لجملة (ثم نزل إلى الأرض فدحاها) - التي أتى بها الذهبي ليستدلَّ بها على العلو - في "صحيح البخاري" البتة ولا في صحيح مسلم، وهذا تدليس لا يليق بمثله؟ ولا ندري ما حكم من يفعل هذا وما رأي أهل العلم دون مجاملة فيمن اقترف مثل هذا؟!!
وهذا الأثر دون الألفاظ المستشنعة رواه البخاري في أوَّل تفسير سورة (حم السجدة ـ فصلت / 41) الفتح (8/555) وقال البخاري عقبه: (حدثنيه يوسف بن عَدِي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بهذا) وهو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس . ورواه بإثبات اللفظ الذي يريده المصنِّف الطبراني في "الكبير" (10/302/10594) وهو موضوع لأنَّ شيخ الطبراني هو أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين المصري كذَّاب. قال الحافظ ابن حجـر في ((لسان الميزان)) (1/280): ((قال ابن عَدِي: كذَّبوه وأُنْكِرَتْ عليه أحاديث. قلت: فمن أباطيله رواية الطبراني وغيره عنه...)) وذكر حديثاً آخر. فتأمل فيما صنع الذهبي ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم. وعند الطبراني أحاديث كوارث وطامات في الصفات!