صفحة 1 من 1

بطلان حديث أبي أُمامة الذي جاء بلفظ:( ... فلا ترتج حتى تصلى هذه الصلاة فأحب أن يصعد مني إلى ربي في تلك الساعة خير):

مرسل: الأحد يوليو 14, 2024 2:27 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث أبي أُمامة الذي جاء بلفظ:( ... فلا ترتج حتى تصلى هذه الصلاة فأحب أن يصعد مني إلى ربي في تلك الساعة خير):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[قال آدم بن أبي إياس في كتاب "الثواب": ثنا عبدة، عن ابن المبارك، ثنا يحيى بن أيوب، عن ابن زَحْر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال أبو أيوب: نزل عليَّ رسول الله  شهراً فارتقبت عمله فرأيته إذا زالت الشمس فلو كان في يده عمل الدنيا رفضه، وإن كان نائماً فكأنما يوقظ، فيقوم فيغتسل أو يتوضأ ثمَّ يركع أربع ركعات يتمهنَّ ويحسنهنَّ ويتمكن فيهنَّ فسألته عن ذلك فقال:
((إنَّ أبواب السماء وأبواب الجنان تُفتح في تلك الساعة فلا ترتج حتى تصلى هذه الصلاة فأحب أن يصعد مني إلى ربي في تلك الساعة خير)) ، إسناده ضعيف من أجل عبيدالله بن زَحْر].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

موضوع منكر، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/150) وهو في كتاب "الزهد" المنسوب لابن المبارك (1297)، أما عبيد الله بن زَحْر فقال ابن حِبَّان في ((المجروحين)) (2/62): ((منكر الحديث جداً يروي الموضوعات عن الأثبات وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات وإذا اجتمع في إسناد خبرٍ عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبدالرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا ممَّا عملت أيديهم)). وقال الدارقطني: ليس بالقوي وعلي (بن يزيد) متروك. انظر ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (19/36).
قلت: وجاء باللفظ المنكر المردود أيضاً من حديث أبي أيوب وهو على اختلاف طرقه رواه عبد الرزاق (3/66) والطبراني (4/168/4031و4038) وأحمد (5/416و418و420) والحميدي (385) والحاكم (3/416) ولم يصححه ولم يذكره الذهبي في مختصره، والبيهقي (2/488-489) وضعفه، ورواه دون اللفظة المنكرة: أبو داود (2/23/1270) وضعّفه، وكذا ابن ماجه (1/366/1157) والطيالسي في مسنده ص (81) برقم (597) وفي أسانيدهم: عبيدة بن مُعَتِّب الضبي وهو متروك.
ورواه أحمد في المسند (3/411) بإسناد صحيح عن السائب ولفظه: ((إنَّ أبواب السماء تفتح فأحب أن أُقدّم فيها عملاً صالحاً)) وهو خلـوٌ مـن تلك اللفظة المنكرة ورواه الترمذي في "السنـن" (478) وقال: حسن غريب ولفظه: ((فأحببت أن يصعد لي فيها عمل صالح)). ولفظ أحمد مقدّم عليه لعلو إسناده وبُعْد لفظه عن النكارة، وإلا فالجميع من تصرّف الرواة ولا يثبت بذلـك شيء!! وقد تقدّم الكلام على تصرّف الرواة في تخريج الحديث رقم (27).
[تنبيـه]: لقد اقترف الألباني تدليساً مشيناً في "مختصر العلو" حيث قال ص (96):
[قلت: لكن لموضع الشاهد منه ما يشهد له من حديث عبدالله بن السائب به مختصراً بلفظ: ((إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح)). أخرجه الترمذي وحسَّنه وأحمد (3/411) وسنده صحيح فلو آثره المصنّف بالذكر لأصاب لصحة سنده واختصار متنه]انتهى.
أقـول: لفظ أحمد (3/411) الذي حكم بصحة سنده ليس فيه ما يصح للذهبي ولا للألباني المتناقض الاستدلال به!! ولم يذكره الألباني لأنه يُحَطِّمُ قوله تحطيماً!! ولفظه كما تقدَّم [..عن عبد الله بن السائب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي قبل الظهر بعد الزوال أربعاً ويقول: أن أبواب السماء تفتح فأحب أن أقدم فيها عملاً صالحاً] فلا ذِكْـرَ للصعود فيه!! فلا تغفلوا عن مثل هذا التدليس من مثل هذا المتناقض!