صفحة 1 من 1

بطلان حديث العباس بن عبدالمطلب الذ فيه ذكر السحابة وقد ورد فيه:( والله تعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم

مرسل: الأحد يوليو 14, 2024 2:28 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث العباس بن عبدالمطلب الذ فيه ذكر السحابة وقد ورد فيه:( والله تعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ أخبرنا علي بن علي القرشي، أنبأ أحمد بن مسلمة، أنبأ علي بن الحسن الحافظ (ح)، وكتب إلينا ابن قدامة، أنبأ حنبل، قالا: أخبرنا هبة الله بن محمد، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبدالرزاق، ثنا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد، حدثني سماك بن حرب، عن عبدالله بن عَمِيْرَة، عن عباس بن عبدالمطلب قال: كنا بالبطحاء جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمرَّت سحابة فقال رسول الله :
((أتدرون ما هذا؟)) قلنـا: السَّحاب. قال: ((والمُزْن)) قلنا: والمُزْن. قـال: ((والعَنَان)) فسكتنا، قال: ((هل تدرون كم بين السماء والأرض؟)) قلنـا: الله ورسوله أعلم. قال: ((بينهما مسيرة خمسمائة سنة، من كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكِثَفُ كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم))].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

موضـوع باطل. رواه أحمد في مسنده (1/106) وأبو يعلى (6713) والحاكم (2/501) وفي إسناده يحيى بن العلاء الرازي البجلي قال عنه أحمد بن حنبل: كذَّاب يضع الحديث. وقال الفلاس والنَّسائي والدارقطني: متروك. وسماك كان يتلقن، وعبدالله بن عَمِيْرَة الذي يدور عليه الحديث ذكره العُقَيلي وابن عَدِي في جملة الضعفاء، وقال الذهبي: لا يُعْرَف، وذكره ابن حِبَّان في كتاب "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وقد رواه الحاكم في "المستدرك" (2/501) من طريق (عبد الرزاق ثنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد، قال: حدثني سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب..) به، فيكون الحديث عند من أسقط الأحنف معضلاً إذا بقي ومنقطعاً، لأنه لا يُعْرَف لابن عميرة سماع من الأحنف كما قال البخاري. انظر ((تهذيب الكمال)) (15/386). والحديث باطل المتن من وجوه ذكرناها في ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (351) نقلاً عما استنبطه سيدي الإمام المحدث الحجة عبدالله ابن الصديق أعلى الله تعالى درجته وهي:
1- أنَّ القرآن يفيد أنَّ حملة العرش يوم القيامة ثمانية لا اليوم.
2- أنَّ القرآن نعى على الكفار تسميتهم الملائكة إناثاً، والحديث يفيد أنهم أوعال، والإناث أشرف من الوعل.
3- أنَّ الوعل هو التيس الجبلي، والوصف به يدل على الذم، فقد سمى النبي صلى الله عليه وآله وسلم المحلل تيساً مستعاراً، ووصف الذين يتخلَّفون في نساء المجاهدين بالفاحشة بأنهم ينبون نبيب التيس.
4- أنَّ القرآن والسنة يصفان الملائكة بأنهم ذوو أجنحة، وهذا الحديث جعلهم أوعالاً. انتهى.