بطلان حديث النعمان بن بشير الذي جاء بلفظ:( في التسبيحة والتحميدة والتهليلة يتعاطفن حول العرش لهنَّ دوي كدوي النحل..):
مرسل: الأحد يوليو 14, 2024 2:34 pm
بطلان حديث النعمان بن بشير الذي جاء بلفظ:( في التسبيحة والتحميدة والتهليلة يتعاطفن حول العرش لهنَّ دوي كدوي النحل..):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث عبدالله بن نمير، عن موسى بن مسلم الطحان، عن عون بن عبدالله، عن أبيه أو أخيه، عن النعمان بن بشير مرفوعاً:
((في التسبيحة والتحميدة والتهليلة يتعاطفن حول العرش لهنَّ دوي كدوي النحل يُذَكّرْنَ بصاحبهنَّ. ألا يحـب أحـدكم أن لا يـزال لـه عن الرحمن ما يُذَكِّرُ به؟)) ].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
إسناده منقطع وهو منكر من الإسرائيليات المروية عن كعب الأحبار. هذا لفظ الحاكم (1/500) في "المستدرك"، ورواه أحمد (4/268و271) وابن ماجه (3809) ولفظه عند ابن ماجه: ((أما يحب أحدكم أن يكون له، أو: لا يزال له من يُذَكِّر به)). فليس فيه ما استدلَّ به الذهبي. وظاهر الإسناد الاتصال والصحة إلا أنه ليس كذلك لأنَّ النعمان بن بشير لا يصح له سماع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الصحيح الراجح عندنا وهذا هو قول أهل المدينة خلافاً لأهل العراق الذين تساهلوا معه في هذا لأنه كان والياً عليهم من قِبَلِ معاويـة!! وقد صرَّح بهذا جهابذة الحفاظ، قال الحافظ المزي في ((تهذيب الكمال)) (29/412) في ترجمة النعمان ابن بشير: ((وقال يحيى بن مَعِين: أهل المدينة يقولون: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل العراق يصححون سماعه منه)). قلت: أهل المدينة التي وُلِد فيها أعلم به من أهل العراق، فيثبت هذا أنه كان من صغار الصحابة وممن له رؤية دون سماع، ولأنهم اختلفوا في عمره عند وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل كان عمره ست أو ثماني سنوات. ثمَّ هو من رجال معاوية!! فقد استعمله معاوية على الكوفة ثمَّ استعمله على حمص، وعاش لخلافة ابن الزبير فدعا له ثم دعا لنفسه فقاتله مروان بن الحكم لعنة الله عليه وقتله سنة خمس وستين.
ومنطق هذا الحديث الذي جاء به النعمان - الذي لا يصح سماعه - إسرائيلي وهو ممن يروي من روايات كعب الأحبار الذي كان مقيماً في حمص وهي البلدة التي تولّى النعمان الولاية فيها بعد وفاة كعب الأحبار اليهودي. قال الحافظ أبو حيان في "البحر المحيط" (9/18): ((وقال كعب: إنَّ لسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لدوياً حول العرش كدوي النحل بذكر صاحبها)). قلت: كلام كعب هذا رواه عنه الحافظ أبو نُعَيم في ((الحلية)) (6/4). ومنه يُعلم مصدر هذا الكلام وأنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقد نقله المصنف هنا في ((العلو)) عن كعب في أقوال التابعين. فتأمل!!
[فائـدة]: ومن تلاميذ النعمان الذين رووا عنه أزهر بن عبدالله الحرازي الحمصي، ناصبي خبيث لم يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة!! وقد جاء في ترجمته في ((تهذيـب التهذيـب)) (1/179) أنه قال: ((كنت في الخيل الذين سَبَوا أنس بن مالك فأتينا به الحجاج)). وكان لعنه الله تعالى يشتم سيدنا علياً رضي الله عنه. وقال الحافظ المزي في ترجمة النعمان أيضاً أنَّ رجلاً قال له: ((كأني بك أتيت الشام أتيت معاوية فدخلتَ عليه فانتسبت له، فقلت: أنا النعمان بن بشير بن سعد، وخالي عبدالله بن رواحة، فتقول له أقاويل وتحدّثه بالخرافات فيستعملك على مدينة، إما أن تهلكهم وإما يهلكوك)). انظر "تهذيب الكمال" للمزي (29/412).
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث عبدالله بن نمير، عن موسى بن مسلم الطحان، عن عون بن عبدالله، عن أبيه أو أخيه، عن النعمان بن بشير مرفوعاً:
((في التسبيحة والتحميدة والتهليلة يتعاطفن حول العرش لهنَّ دوي كدوي النحل يُذَكّرْنَ بصاحبهنَّ. ألا يحـب أحـدكم أن لا يـزال لـه عن الرحمن ما يُذَكِّرُ به؟)) ].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
إسناده منقطع وهو منكر من الإسرائيليات المروية عن كعب الأحبار. هذا لفظ الحاكم (1/500) في "المستدرك"، ورواه أحمد (4/268و271) وابن ماجه (3809) ولفظه عند ابن ماجه: ((أما يحب أحدكم أن يكون له، أو: لا يزال له من يُذَكِّر به)). فليس فيه ما استدلَّ به الذهبي. وظاهر الإسناد الاتصال والصحة إلا أنه ليس كذلك لأنَّ النعمان بن بشير لا يصح له سماع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الصحيح الراجح عندنا وهذا هو قول أهل المدينة خلافاً لأهل العراق الذين تساهلوا معه في هذا لأنه كان والياً عليهم من قِبَلِ معاويـة!! وقد صرَّح بهذا جهابذة الحفاظ، قال الحافظ المزي في ((تهذيب الكمال)) (29/412) في ترجمة النعمان ابن بشير: ((وقال يحيى بن مَعِين: أهل المدينة يقولون: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل العراق يصححون سماعه منه)). قلت: أهل المدينة التي وُلِد فيها أعلم به من أهل العراق، فيثبت هذا أنه كان من صغار الصحابة وممن له رؤية دون سماع، ولأنهم اختلفوا في عمره عند وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل كان عمره ست أو ثماني سنوات. ثمَّ هو من رجال معاوية!! فقد استعمله معاوية على الكوفة ثمَّ استعمله على حمص، وعاش لخلافة ابن الزبير فدعا له ثم دعا لنفسه فقاتله مروان بن الحكم لعنة الله عليه وقتله سنة خمس وستين.
ومنطق هذا الحديث الذي جاء به النعمان - الذي لا يصح سماعه - إسرائيلي وهو ممن يروي من روايات كعب الأحبار الذي كان مقيماً في حمص وهي البلدة التي تولّى النعمان الولاية فيها بعد وفاة كعب الأحبار اليهودي. قال الحافظ أبو حيان في "البحر المحيط" (9/18): ((وقال كعب: إنَّ لسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لدوياً حول العرش كدوي النحل بذكر صاحبها)). قلت: كلام كعب هذا رواه عنه الحافظ أبو نُعَيم في ((الحلية)) (6/4). ومنه يُعلم مصدر هذا الكلام وأنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقد نقله المصنف هنا في ((العلو)) عن كعب في أقوال التابعين. فتأمل!!
[فائـدة]: ومن تلاميذ النعمان الذين رووا عنه أزهر بن عبدالله الحرازي الحمصي، ناصبي خبيث لم يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة!! وقد جاء في ترجمته في ((تهذيـب التهذيـب)) (1/179) أنه قال: ((كنت في الخيل الذين سَبَوا أنس بن مالك فأتينا به الحجاج)). وكان لعنه الله تعالى يشتم سيدنا علياً رضي الله عنه. وقال الحافظ المزي في ترجمة النعمان أيضاً أنَّ رجلاً قال له: ((كأني بك أتيت الشام أتيت معاوية فدخلتَ عليه فانتسبت له، فقلت: أنا النعمان بن بشير بن سعد، وخالي عبدالله بن رواحة، فتقول له أقاويل وتحدّثه بالخرافات فيستعملك على مدينة، إما أن تهلكهم وإما يهلكوك)). انظر "تهذيب الكمال" للمزي (29/412).