صفحة 1 من 1

بطلان حديث ابن عباس الذي جاء بلفظ:( يؤتى بالمقتول متعلِّقاً بالقاتل وأوداجه تشخب دماً حتى ينتهي به إلى العرش يقول رب سل

مرسل: الأحد يوليو 14, 2024 2:37 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث ابن عباس الذي جاء بلفظ:( يؤتى بالمقتول متعلِّقاً بالقاتل وأوداجه تشخب دماً حتى ينتهي به إلى العرش يقول رب سل هذا فيم قتلني):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ابن عُيَيْنَة. حدثنا عمّار الدهني ويحيى الجابر، سمعا سالم بن أبي الجعد يقول: قال ابن عباس: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
((يؤتى بالمقتول متعلِّقاً بالقاتل وأوداجه تشخب دماً حتى ينتهي به إلى العرش يقول رب سل هذا فيم قتلني)) ].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث المنكر:

منكر بهذا اللفظ، رواه الحميدي في مسنده (1/228/488) فقال: ثنا سفيان، قال: ثنا عمار الدهني ويحيى بن عبدالله الجابر أنهما سمعا سالم بن أبي الجعد يقول.. فذكره. قلت: هذه رواية ولفظ يحيى بن عبدالله الجابر وهو ضعيف، وذلك لأنَّ النَّسائي وابن ماجه روياه في [السنن الكبرى 2/287و4/250 وابن ماجه برقم2621] من طريق عمار الدهني وهو ثقة من رجال مسلم بدون هذه الزيادة المنكـرة كما تقدَّم ولأنَّ النَّسائي رواه أيضاً كما تقدَّم في تخريج الحديث الذي قبله من رواية ابن مسعود ورجل آخر أيضاً فلم يذكرا فيه تلك اللفظة المنكرة، فصح بذلك بطلانها وسقوطها وعدم صلاحيتها للحجة. ومنه تعلم خطأ المتناقض وقصوره في إيراده هذه الرواية في "مختصر العلو" ص (97).
ثمَّ يجب رد هذه الرواية بالعقل وبيان ذلك: أنَّ العرش أكبر من السموات والأرض ولذلك لا يحيط نظر الإنسان به البتة وهو سقف الجنة - كما يقولون - فلا يعقل بعد هذا أن نتصوره كرسياً يراه الناس في أرض المحشر والله تعالى جالس عليه ويأتي الناس إليه ليكلموا الله تعالى أو يتحاكموا عنده أو نحو ذلك، والفكرة التي تصوِّر أنَّ العرش كرسي أو مقعد فخم يجلس عليه الله تعالى ويأتي العباد إليه يوم القيامة هي فكرة يهودية بحتة، وتنص هذه الفكرة أيضاً أنَّ الله تعالى عندما خلق السموات والأرض تعب فاستلقى على العرش ليرتاح!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وقد ردَّ الله تعالى عليهم هذا الاعتقاد وأبطله في كتابه العزيز!! وهو معلوم ومشهور!!
ثمَّ إنَّ الله تعالى لا يُرى يوم القيامة بل يرى في الجنة عند من يثبت الرؤية، والتحقيق أنه تعالى لا يُرى لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقد شرحت أدلة هذا وبينتها في "صحيح شرح الطحاوية"، وفي رسالة "الرؤية" فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً؟!!