صفحة 1 من 1

بيان أن حديث عبدالله بن عمرو وأن هذا الحدية من الإسرائيليات:

مرسل: الأحد يوليو 14, 2024 2:38 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان أن حديث عبدالله بن عمرو وأن هذا الحدية من الإسرائيليات:

قال الذهبي في كتابه " العلو"
:[حديث رَوْح بن عبادة، ثنا السائب بن عمر، ثنا مسلم بن ينّاق، سمعت عبدالله بن عمرو قال: جعل الله فوق السماء السابعة الماء، وجعل فوق الماء العرش، والذي نفسي بيده إنَّ الشمس والقمر ليعلمان أنهما سيصيران إلى النار يوم القيامة، هذا موقوف].

أقول في بيان كون هذا الحديث من الإسرائيليات:

هذا موقوف وهو من الإسرائيليات. وهو أصل الحديث الذي تقدَّم برقم (58) هنا في هذا الكتاب فهو ليس عن ابن مسعود وإنما هو عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وتقدّم النقل موثّقاً أن عبدالله بن عمرو يكثر من الرواية من كتب أهل الكتاب. والمتن لا دلالـة فيه على العلـو، ولم أقف على مَنْ رواه بهذا اللفظ وقد رواه البيهقي بهذا الإسناد في "الأسماء والصفات" (2/292) بلفظ: (أخبرنا مسلم بن ينّاق قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول ـ وهو ينظر إلى السماء ـ فقال: تبارك الله ما أشد بياضها، والثانية أشد بياضاً منها، ثم كذلك حتى بلغ سبع سماوات، ثم قال: خلق الله سبع سماوات وخلق فوق السابعة الماء، وجعل فوق الماء العرش، وجعل في السماء الدنيا الشمس والقمر والنجوم والرجوم). وقد روى البخاري في صحيحه (3200) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((الشمس والقمر مكوَّران يوم القيامة)). وقد رواه غير البخاري بزيادة: (الشمس والقمر مكوران - أي مجموعان مُظْلِمان - في النار يوم القيامة) رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1/170) وغيره وقد حدَّث به أبو سلمة بن عبد الرحمن (واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ت 94هـ) عن أبي هريرة فأنكر عليه الحسن البصري رحمه الله تعالى، قال الطحاوي هناك: (فقال الحسن: ما ذنبهما؟ فقال: إنما أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسكت الحسن. فكان ما كان من الحسن في هذا الحديث إنكاراً على أبي سلمة..) ورواه الطحاوي هناك أيضاً والطيالسي ص (281) عن أنس بن مالك بلفظ: (الشمس والقمر ثوران عقيران في النار) وإسناده ضعيف. والذي أراه أن كل ذلك من الإسرائيليات خاصة ما رواه وحكاه عبد الله بن عمرو بن العاص. قال الحافظ ابن حجر في كتاب ((النكت على كتاب ابن الصلاح)) (2/532) شارحاً قول الحافظ ابن الصلاح (إذا كان الصحابي ينظر في الإسرائيليات فلا يُعطى تفسيره حكم الرفع) ما نصه: [وكعبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب أهل الكتاب فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة، حتى كان بعض أصحابه ربما قال له: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا تحدثنا عن الصحيفة...].والله المستعان. وكيف يعلم الجماد ما سيصير إليه؟ وهل العلم من صفات الجماد؟! والله تعالى على كل شيء قدير.