صفحة 1 من 1

بيان بطلان حديث قتادة بن النعمان الذي جاء بلفظ:( لمَّا فرغ الله من خلقه استوى على عرشه):

مرسل: الأحد يوليو 14, 2024 2:46 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان حديث قتادة بن النعمان الذي جاء بلفظ:( لمَّا فرغ الله من خلقه استوى على عرشه):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث قتادة بن النعمان سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
((لمَّا فرغ الله من خلقه استوى على عرشه))
رواته ثقات رواه أبو بكر الخلال في ((كتاب السنة)) له].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

هذا موضـوع. قلت: لو ذكره المصنِّف بتمامه لما شك عاقل في كونه موضوعاً!! فقد قال الخلال: حدثنا أحمد بن الحسين الرقي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد بن فليح بن سليمان، حدثني أبي، عن سعيد بن الحارث، عن عبيد بن حنين قال: بينما أنا جالس في المسجد إذ جاءني قتادة بن النعمان يحدّث وثاب إليه الناس، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إنَّ الله لـمَّـا فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال: إنها لا تصلح لبشر)). رواه أبو يعلى في "إبطال التأويلات" (1/187برقم179) بإسناده عن الخلال، ورواه قبل ذلك ابن أبي عاصم في سنته (برقم568) والطبراني في "الكبير" (19/13) والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص (355). قلت: محمد بن فليح بن سليمان وأبوه متكلَّم فيهما، قال يحيى بن مَعِين: فليح ليس بثقة ولا ابنه، وقال في رواية: ضعيف، وفي رواية أخرى: لا يُحْتَجّ بحديثه. وانظر الكلام فيه في كتب الجرح. قال الحافظ البيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (355): [فهذا حديث منكر ولم أكتبه إلا من هذا الوجه، …… فإذا كان فليح بن سليمان المدني مختلفاً في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت بروايته مثل هذا الأمر العظيم، وفيه علة أخرى وهي أنَّ قتادة بن النعمان مات في خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وصلى عليه عمر، وعبيد بن حنين مات سنة خمس ومائة، وله خمس وسبعون سنة في قول الواقدي وابن بكير فتكون روايته عن قتادة منقطعـة …… فلا تقبل المراسيل في الأحكام، فكيف في هذا الأمر العظيم؟!]. فهذا سند فيه ضعف وانقطاع، فكيف يقول الذهبي هنا بأنَّ رواته ثقات؟!! قلت: لقد عدَّ الذهبي في "الميزان" (3/365) هذا الحديث من منكرات فُلَيح ثمَّ وقفت على كلام للذهبي قاله فيما بعد في ((سير أعلام النبلاء)) (21/160) حكم على هذا الحديث بأنه منكر وعاب على مَنْ صححه! فهذا من العجب العجاب! وهذا يثبت أو يُبَيِّنُ لنا أن الذهبي تغيَّر وتراجع عما كان عليه في أول حياته عند تصنيف كتابه "العلو" الذي هو من أوائل مؤلفاته وأما كتابه "سير النبلاء" فهو متأخِّر وقد تراجع فيه عما قرره هنا وفي "الميزان" مما كان متحمساً له من تأثيرات شيخه ابن تيمية الحَرَّاني!
[تنبيه]: والأدهى والأمَرّ أن متناقض عصرنا!! أقرَّ الذهبي في "مختصر العلو" ص (98) على كلامه هذا وزاد عليه في الحاشية فقال: (وذكر ابن القيم في "الجيوش الإسلامية" ص 34 أنَّ إسناده صحيح على شرط البخاري)!!!! قلت: تناقض الرجل فحكم على هذا الحديث في ((سلسلته الضعيفة)) (2/177/755) بأنه: (منكر جداً)!! وزاد فقال: (يُسْتَشَمُّ منه رائحة اليهودية) (!) وأزيد بأنَّ فكرة هذا الحديث معارضة للقرآن وهو قوله تعالى راداً على اليهود في ادعائهم بأنَّ الله تَعِبَ بعد خلق السموات والأرض فاستراح واستلقى على العرش في اليوم السابع ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب، فاصبر على ما يقولون ق: 38. وروى الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/361) بإسناد جيد أنه قيل للحسن البصري: قد كان يُكره أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى؟ فقال: ما أخذوا ذلك إلا عن اليهود. ومن هذا كله يستطيع الباحث أن يحكم على هذا الحديث بأنه مكذوب موضوع