بطلان حديث ابن مسعود عن أبيه الذي جاء فيه : (... فينزل الله تعـالى من العـرش إلى الكرسي في ظلل مـن الغمام)). فيه انقطاع محتمل):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء، فينزل الله تعـالى من العـرش إلى الكرسي في ظلل مـن الغمام)). فيه انقطاع محتمل].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
موضـوع باطل. وسيأتي الآن تخريجه مفصلاً. وعندي أنَّ هذا النص منقول من كتاب اليهود (التلمود)، ويدرك ذلك كل من تأمل متنه في هذا الكتاب برقم (149و187-189) وقد كرَّره المصنِّف كثيراً في هذا الكتاب وهو باطل جداً!!
أما الكلام على إسناده فنقول: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، قال الحافظ المزي في ((تهذيب الكمال)) (14/61): ((روى عن البـراء بن عازب وأبيه عبدالله بن مسعود ولم يسمع منه)). وحديث سيدنا ابن مسعود هذا طويل جداً وقد رواه الحاكم (4/592) وليس فيه ذكر النزول من العرش إلى الكرسي من طريق أبي عبيدة عن مسروق عن سيدنا ابن مسعود لكن في سنده أيضاً أبو خالد الدالاني والمنهال وأنكره الذهبي في "تلخيص المستدرك" هناك فقال: ((قلت: ما أنكره حديثاً على جودة إسناده وأبوخالد شيعي منحرف)). أقـول: التشيع ليس بجرح مذموم بل هو من علامات الإيمان الكامل لقوله صلى الله عليه وآله وسلم لسيدنا علي عليه السلام: ((لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)) وهو في صحيح مسلم (78) لكن أبا خالد الدالاني مطعون فيه من جهة أخرى وإليك ذلك:
قال ابن سعد في الطبقات (7/310): ((كان منكر الحديث)). وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/105): ((كان كثير الخطأ فاحش الوهم يخالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدىء في هذه الصناعة علم أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا لم يوافق الثقات فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات)). وقال متناقض عصرنا!! في ((سلسلته الضعيفة)) (4/229) مضعفاً له أيضاً أثناء كلام هناك: [رواه ـ الحاكم (3/73) من طريق أبي خالد الدالاني عن أبي خالد مولى آل جعدة عن أبي هريرة … ـ فذكره وقال الحاكم ـ: صحيح على شرط الشيخين! ووافقه الذهبي! كذا قالا وذلك من أوهامهما، فإنَّ الدالاني هذا وشيخه لم يخرج لهما الشيخان شيئاً ثمَّ الأول منهما ضعيف أورده الذهبي في الضعفاء]. فتأملوا جيداً!! فإذا كان الحديث بهذا الضعف والانقطاع ونكارة المتن حكمنا عليه بأنه موضوع باطل مردود وتعالى الله سبحانه عن صفات المحدثات وأوهام المخلوقات. والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (9/417/9763)، وعزاه ابن كثير في تفسيره (1/256) إلى ابن مردويه في تفسيره ووصفه بأنه من أحاديث فيها غرابة، وتقدّم أنَّ الذهبي استنكره في تعليقه على "المستدرك". والله المستعان.
وأقول: هذا تخريجي للحديث قديماً وهو صواب: وقد أحببت الآن أن أخرجه تخريجاً جديداً أُرَتّبه فأتكلّم على جميع طرقه هنا ليرجع إليه من أراد معرفة هذا الحديث من جميع طرقه المردودة فأقول:
هذا الحديث المروي عن ابن مسعود منكر موضوع وله عن ابن مسعود طرق:
الأولى: من طريق أبي طيبة عن كرز بن وبرة عن نعيم بن أبي هند عن أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعاً.
قال ابن عَدِي في "الكامل في الضعفاء" (5/257) بعد أن ذكر لأبي طيبة عدة أحاديث هذا منها: [وهذه الأحاديث لكرز بن وبرة يرويها عنه أبو طيبة وهي كلها غير محفوظة وأبو طيبة هذا كان رجلاً صالحاً ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب ولكن لعله كان يشبه عليه فيغلط..].
وهذا رواه الطبراني في "الكبير" (9/361) واللالكائي في "السنة" (3/537برقم842) وحمزة الجرجاني في "تاريخ جرجان" (1/351) وغيرهم. فهذا سند ضعيف.
الطريق الثانية: من طريق زيد بن أنيسة وأبي خالد الدالاني عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة ابن مسعود عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعاً.
قال عنه الذهبي في التعليق على "المستدرك" (4/592): (ما أنكره حديثاً على جودة إسناده).
العلة الكبرى لهذا الإسناد المنهال بن عمرو، والراويان عنه متكلم فيهما أيضاً. والحديث مستنكر.
- أما رواية زيد بن أبي أنيسة الجزري فممن رواها: عبد الله بن أحمد في "سنته" (2/521)، والشاشي في مسنده (1/462برقم389)، والطبراني في "الكبير" (9/357/9763).
ورواه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/303/برقم280) موقوفاً على عبد الله بن مسعود.
قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (3/343) في ترجمة زيد بن أبي أنيسة: [وحكى العقيلي عن أحمد أنه قال: حديثه حسن مقارب وإن فيها لبعض النكرة وهو على ذلك حسن الحديث. وقال المروزي: سألته عنه فحرك يده وقال: صالح وليس هو بذاك].
- وأما رواية أبي خالد الدالاني فممن رواها: ابن خزيمة في التوحيد (2/583) والحاكم موقوفاً في الموضع الأول (2/408و4/632)، وغيرهما. وليس فيه (شاخصة أبصارهم) ولا ذكر (النزول من العرش) (!!)
(والدالاني) قال عنه ابن سعد في "الطبقات" (7/310): ((كان منكر الحديث)). وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/105): [كان كثير الخطأ فاحش الوهم يخالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدىء في هذه الصناعة علم أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا لم يوافق الثقات فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات]. وقد اعترف متناقض عصرنا بضعفه فقال في ((سلسلته الضعيفة)) (4/229) مضعفاً له أثناء كلام هناك: [رواه ـ الحاكم (3/73) من طريق أبي خالد الدالاني عن أبي خالد مولى آل جعدة عن أبي هريرة … - فذكره وقال الحاكم -: صحيح على شرط الشيخين! ووافقه الذهبي! كذا قالا وذلك من أوهامهما، فإنَّ الدالاني هذا وشيخه لم يخرج لهما الشيخان شيئاً ثمَّ الأول منهما ضعيف أورده الذهبي في "الضعفاء"].
وهذا الإسناد مداره على (المنهال بن عمرو)، وابن مَعِين وإن وثَّقه في رواية فإنه كان يضع من حديثه كما في رواية أخرى وذمَّ المنهالَ بنَ عمرو. وقال المغيرة بن مقسم: أنَّ شهادة المنهال على درهمين لا تجوز وكان ينهى الأعمش عن الرواية عن المنهال، وقد غمزه يحيـى القطان، وتركه شعبة، وقال أبو الحسن القطان: كان أبو محمد بن حزم يضعّف المنهال، كما في "تهذيب التهذيب" (10/283) و"تهذيب الكمال للمزي (28/570). وقال ابن حزم في "المحلى" (1/22): ((ليس بالقوي)). وذكره العُقَيلي في "الضعفاء" (4/236/1830). قلت: ليس له في البخاري إلا حديث واحد في أحاديث الأنبياء برقم (3120فتح) قال الحافظ في "مقدمة الفتح" ص (446): ((وحديث آخر في تفسير حم فصلت اختلف الرواة هل هو موصول أو معلَّق)). وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (7/483): [تَفرَّد بحديثِ منكرٍ ونكيرٍ عن زاذان عن البراء]. وحديثه في (منكر ونكير) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/355) وقال ابن حجر في "التقريب": (صدوق ربما وهم).
- ورواه ابن جرير الطبري (12/197): [عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة و قيس بن سكن قالا: قال عبد الله وهو يحدث عمر قال: وجعل عمر يقول: ويحك يا كعب ألا تسمع ما يقول عبد الله ؟..]. فهنا دخل كعب الأحبار على الخط وتبين أن المسألة لها علاقة بالإسرائيليات! فلا نعلم كيف دورها بعض الرواة وحوَّرها على أنها من قول ابن مسعود وهي في الحقيقة - كما أعتقد - من جملة الإسرائيليات التي جاء بها كعب الأحبار!
- ومن العجيب الغريب أن المنهال بن عمرو اضطرب فيه فرواه أيضاً عن عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة من قوله أي أنه موقوف وليس مرفوعاً(!!) والراوي عن المنهال هنا هو عبد السلام بن حرب كما عند البيهقي في "البعث والنشور" برقم (293) وغيره.
أما (عبد السلام بن حرب الملائي) فقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (6/282): [..قال يعقوب بن شيبة: ثقة في حديثه لين، وقال ابن سعد: كان به ضعف في الحديث وكان عَسِرَاً].
و(عبد الله بن الحارث): الذي يروي عنه المنهال هنا هو البصري كما في ترجمة المنهال في "تهذيب الكمال" (28/569) وهناك رجل آخر اسمه عبدالله بن الحارث وهو ابن نوفل بن الحارث القرشي الهاشمي، وهو نزيل البصرة أيضاً بل كان أميراً عليها وهو معاصر للبصري ويروي عن كعب الأحبار كما في ترجمته في "تهذيب الكمال" (14/397) وقال البخاري في "التاريخ" (5/63): [عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي سمع ميمونة وكعباً وابن عباس أدرك زمان عثمان] فيحتمل أن المنهال رواه عنه لا سيما وأن المنهال موصوف بالوهم!! فالذي أجزم به أن هذا الأثر مصدره كعب الأحبار وهو من جملة الإسرائيليات الملصقة بالصحابة رضي الله عنهم!! وهذا لا بدَّ من المصير إليه وخاصة أن المتن مخالف لقوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} ولقوله تعالى: {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً} ولقوله تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين، مالكم كيف تحكمون} فتأمل في هذا جيداً!!
وقال الألباني المتناقض في "ضعيفته" (12/626) عن سند حديثٍ هناك - غير هذا - فيه المنهال وهو يفيد روايته للإسرائيليات وخطورة روايتها: [قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير المنهال بن عمرو؛ فهو من أفراد البخاري، وفية كلام يسير، وقال الحافظ في "التقريب": (صدوق ربما وهم). ولذا؛ قال الحافظ ابن كثير: (إسناده إلى ابن عباس قوي؛ لكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما - إن صح عنه - من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام، فالظاهر أنهم يكذبون عليه، ولهذا؛ كان في هذا السياق منكرات: من أشدها ذكر النساء... وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف رضي الله عنهم: كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين، وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب)... قال العلامة الآلوسي في "تفسيره" (12/199): (ومعلوم أن كعباً يرويه عن كتب اليهود، وهي لا يوثق بها،..)..].
أقول: وتقدم قول الذهبي في هذا الحديث الذي نحن بصدده من حديث المنهال: (ما أنكره على جودة إسناده) مع أن إسناده ليس بجيد كما ترى. ثم بعض الرواة رواه موقوفاً وبعضهم مرفوعاً! وأعتقد أن عبد الله بن مسعود بالخصوص بريء منه! فالمنهال مضطرب الأحاديث صاحب أوهام في أحاديثه منكرات خطيرة!
الطريق الثالثة: قول الذهبي في النص الآتي في هذا الكتاب برقم (189): [روى بعضه سفيان الثوري وغيره عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء عن ابن مسعـود وفيه: ((فيتمثل الله للخلق ثمَّ يأتيهم في صورته))]. قلت: هذا ضعَّفه البخاري فقال في "تاريخه الكبير" (5/221): [عبد الله بن هانئ أبو الزعراء الكوفي سمع بن مسعود رضي الله عنه سمع منه سلمة بن كهيل.. روى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الشفاعة ثم يقوم نبيكم رابعهم والمعروف عن النبي F أنا أول شافع ولا يتابع في حديثه]. وكذا نقله الحافظ ابن حجر عن البخاري في "تهذيب التهذيب" (6/56) وزاد: [وقال ابن المَدِيني عامة روايته عن ابن مسعود ولا أعلم روى عنه إلا سلمة]. وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/314) في ترجمة أبي الزعراء: [سمع ابن مسعود وفيه كلام ليس في حديث الناس]. وحديث أبي الزعراء رواه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (1/307/282) وابن أبي حاتم في تفسيره (8/2784)، والحاكم (4/541) موقوفاً.
الطريق الرابعة: ستأتي هنا بعد هذا بحديث برقم (110) وهو ما رواه الدارمي في سننه (2800): [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: ((قَالَ قِيلَ لَهُ مَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى كُرْسِيِّهِ يَئِطُّ كَمَا يَئِطُّ الرَّحْلُ الْجَدِيدُ مِنْ تَضَايُقِهِ بِهِ وَهُوَ كَسَعَةِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَيُجَاءُ بِكُمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا..))]. وكذا رواه الحاكم (2/397) وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (2/595) بهذا اللفظ المستقبح! وقد رواه غير هؤلاء بغير هذا اللفظ، فرواه أحمد (1/398) والبزار (4/339) وأبو نُعَيم في "الحِلْية" (4/238) والطبراني في "الكبير" (10/81) وليس فيه هذا اللفظ المستشنع الذي فيه النزول والكرسي والأطيط! ولفظه عندهم" (وَمَا ذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ؟ قَالَ: ذَاكَ إِذَا جِيءَ بِكُمْ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ..). قال البزار عقبه: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ من حديث علقمة عن عبد الله إلا من هذا الوجه وقد روى الصعق بن حزن ، عن علي بن الحكم ، عن عثمان بن عمير ، عن أبي وائل ، عن عبد الله هذا وأحسب أن الصعق غلط في هذا الإسناد). ومختصر الكلام أنه موضوع منكر سيأتي الكلام عليه بعد قليل في الحديث أو النص رقم (110).
الطريق الخامسة: عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن زياد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة مرفوعاً، وفيه: (ينزل الجبار تبارك وتعالى في ظلل من الغمام والملائكة.. فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرضه ثم يهتف بصوته..)!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً! ورواه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/286/273). وإسحاق بن راهويه في مسنده (1/84/10) والطبراني في "الأحاديث الطوال" (1/266/36) وأبو الشيخ في "العظمة" (3/821) والبيهقي في "كتاب البعث والنشور" ص (336برقم609) وقد استفظعه البيهقي لشناعته فلم يأذن بقراءته! فقد جاء هناك في أوله: [قَالَ الْأُسْتَاذُ: وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَلَمْ يَأْذَنْ فِي قِرَاءَةِ الْمَتْنِ، فَكُتِبَ الْمَتْنُ مِنْ كِتَابِهِ]. وهذا يدل على استفظاعه واستنكاره جداً!
و(إسماعيل بن رافع) قال عنه الذهبي في "الكاشف" (برقم372)" (ضعيف واهٍٍ). وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/260) كما تقدَّم: [محمد بن يزيد بن أبى زياد روى عنه اسمعيل بن رافع حديث الصور، مرسل ولم يصح]. وحديث الصور هو هذا. قال المزي في "تهذيب الكمال" (3/87): [وقال عباس الدوري عن يحيى: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث] وقال النسائي والدارقطني: (متروك). وفي السند مجهول. و(محمد بن يزيد) قال الذهبي في "الكاشف" (5221): [محمد بن يزيد بن أبي زياد الفلسطيني نزيل مصر صاحب حديث الصور عن القرظي ونافع وجماعة وعنه إسماعيل بن رافع وأبو بكر بن عياش ليس بحجة]. وقال أبو حاتم الرازي: (مجهول) كما في "الجرح والتعديل" (8/126). ومحمد بن كعب القرظي قال الحافظ في "التقريب": [قال البخاري إن أباه كان ممن لم ينبت من سبي قريظة]. أي أن أصله من يهود بني قريظة! فهذا من جملة الموضوعات الإسرائيلية.
وقال ابن كثير في "تفسيره" (2/196): [هذا حديث مشهور وهو غريب جداً، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة في بعض ألفاظه نكارة. تفرَّد به إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وقد اختلف فيه، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة، كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرازي، وعمرو بن علي الفَلَّاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك. وقال ابن عَدِي: أحاديثه كلها فيها نظر إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء. قلت: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة، قد أفردتها في جزء على حدة. وأما سياقه، فغريب جدًا، ويقال: إنه جمعه من أحاديث كثيرة، وجعله سياقاً واحداً، فأُنْكِرَ عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنه رأى للوليد بن مسلم مصنفاً قد جمع فيه كل الشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فالله أعلم]. وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/319هجر): [هذا حديث مشهور، رواه جماعة من الأئمة في كتبهم، كابن جرير في تفسيره، والطبراني في الطوالات وغيرها، والبيهقي في كتاب "البعث والنشور"، والحافظ أبي موسى المديني في الطوالات أيضاً - من طرق متعددة، عن إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وقد تُكُلِّمَ فيه بسببه. وفي بعض سياقاته نكارة واختلاف، وقد بينت طرقه في جزء مفرد..].
وقد حاول المجسمة أن يروّجوا هذا الحديث في كتبهم ومنهم الذهبي حيث ساقه مرات عديدة في كتابه "العلو" هذا من طرق عديدة والحديث من جملة الإسرائيليات وكلام القُصّاص!
بطلان حديث ابن مسعود عن أبيه الذي جاء فيه :(... فينزل الله تعـالى من العـرش إلى الكرسي في ظلل مـن الغمام)). فيه انقطاع م
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm