بطلان حديث ابن مسعود الذي جاء بلفظ:( ذاك يوم ينزل الله على عرشه...):

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان حديث ابن مسعود الذي جاء بلفظ:( ذاك يوم ينزل الله على عرشه...):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان حديث ابن مسعود الذي جاء بلفظ:( ذاك يوم ينزل الله على عرشه...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا عبدالرحمن بن المبارك، عن الصعق بن حزن، عن علي بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: قال رجل يا رسول الله؛ ما المقام المحمود؟ قال: ((ذاك يوم ينزل الله على عرشه)) وذكر الحديث. رواه أبو الشيخ الحافظ في ((كتاب العظمة)) وعثمان ضعيف].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

كذب موضوع. رواه الدارمي صاحب السنن (2800) والحاكم (2/397) وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (2/595) بهذا اللفظ المستقبح! ولم يذكره الذهبي بتمام لفظه! وتمام لفظه المستشنع عند الدارمي هو: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: قِيلَ لَهُ مَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ؟ قَالَ: ((ذَاكَ يَوْمٌ يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى كُرْسِيِّهِ يَئِطُّ كَمَا يَئِطُّ الرَّحْلُ الْجَدِيدُ مِنْ تَضَايُقِهِ بِهِ وَهُوَ كَسَعَةِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَيُجَاءُ بِكُمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ..))). وقد رواه غير هؤلاء بغير هذا اللفظ، فرواه أحمد (1/398) والبزار (4/339) وأبو نُعَيم في "الحِلْية" (4/238) والطبراني في "الكبير" (10/81) وليس فيه هذا اللفظ المستشنع الذي فيه النزول والكرسي والأطيط! ولفظه عندهم" (وَمَا ذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ؟ قَالَ: ذَاكَ إِذَا جِيءَ بِكُمْ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ..). قال البزار عقبه: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ من حديث علقمة عن عبد الله إلا من هذا الوجه وقد روى الصعق بن حزن ، عن علي بن الحكم ، عن عثمان بن عمير ، عن أبي وائل ، عن عبد الله هذا وأحسب أن الصعق غلط في هذا الإسناد). الصعق بن حزن صدوق يَهِمُ كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب". وقال الدارقطني في "التتبع" (ص167النص41): ليس بالقوي. ووثقه آخرون ومع ذلك فهو حسن الحديث مالم يأت بمنكر أو يخالف، انظر ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (13/175). وعثمان بن عمير هو البَجَلي أبو يقظان الكوفي الأعمى. قال الحافظ ابن حجر عنه في "تهذيب التهذيب" (7/132): [(قال أحمد): ضعيف الحديث كان ابن مهدي تَرَكَ حديثه... وقال الدوري عن ابن مَعِين: ليس حديثه بشيء. وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن عثمان بن عمير فضعَّفه، قال: وسألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث منكر الحديث كان شعبة لا يرضاه ... ذكره البخاري في "الأوسط" في فصل من مات ما بين العشرين ومائة إلى الثلاثين، وقال: منكر الحديث ولم يسمع من أنس، وقال في الكبير: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه ... وقال البرقاني عن الدارقطني: متروك. وقال الحاكم عن الدارقطني: زائغ لا يحتج به. وقال ابن عبد البر: كلهم ضعَّفَهُ. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن حِبَّان: اختلط حتى كان لا يدري ما يقول لا يجوز الاحتجاج به..]. وانظر ((تهذيب الكمال)) (19/469-472). وهذا الحديث مخالف لما ثبت في الصحيحين من تفسير المقام المحمود بالشفاعة. فمن تأمَّل في متنه في الكتب التي بين أيدينا كسنن الدارمي (2/325) استنكره وحكم ببطلانه ومتنه كما قدَّمنا: ((ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يَئِطُّ كما يئط الرَّحْلُ الجديد من تضايقه به …)). ولابن عساكر جزء في بطلان أحاديث الأطيط سماه "تبيان الوهم والتخليط فيما أخرجه أبو داود من حديث الأطيط" وصرّح الذهبي في "العلو" هنا (النص 57) بقوله: (ثمَّ لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت). وقال الألباني المتناقض في ((ضعيفته)) (2/307/في تخريج الحديث رقم 906): ((ولا يصح في الأطيط حديث مرفوع)). ولا يسعني إلا أن أقول: تعالى الله عن ذلك علوَّاً كبيراً. وقد حكم الألباني المتناقض في ضعيفته (5166) بأن هذا الحديث منكر وباطل.
أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“