صفحة 1 من 1

بطلان حديث معاذ بن جبل الذي جاء بلفظ:( إنَّ الله يكره في السماء أن يخطأ أبو بكـر فـي الأرض):

مرسل: الثلاثاء يوليو 16, 2024 4:42 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث معاذ بن جبل الذي جاء بلفظ:( إنَّ الله يكره في السماء أن يخطأ أبو بكـر فـي الأرض):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا في كتابه أحمد بن سلامة، عن خليل بن بدر، أنبأ أبو علي الحداد، حدثنا أبو نُعَيم الحافظ، أنبأ أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث ابن أبي أسامة، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو الحارث الوراق، عن بكر بن خنيس، عن محمد بن سعيد، عن عبادة بن نسي، عن عبدالرحمن بن غَنْم، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ الله يكره في السماء أن يخطأ أبو بكـر فـي الأرض)). أبو الحارث مجهول، وبكر واهٍ، وشيخه المصلوب تالف، والخبر غير صحيح، وعلى باغض الصديق اللعنة، أخرجه الحارث في مسنده].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

موضـوع. رواه أبو نُعَيم في "تاريخ أصبهان" (2/204) والحارث بن أبي أسامـة في مسنده [كما في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للحافظ الهيثمي (2/886/956)] والحافظ ابـن الجوزي في ((الموضوعات)) (1/319) وفي ((العلل المتناهية)) (1/191/297) وذكره السيوطي في ((اللآلي المصنوعة)) (1/300) وعزاه للحارث وابن شاهين في "السنة" والطبراني، وعنه أبو نُعَيم في "فضائـل القرآن"، قال المناوي في "فيض القدير" (2/315): ((ونازعه المؤلف على عادته فلم يأت بطائـل)). وذكره ابن عرَّاق في ((تنزيه الشريعة المرفوعة)) (1/373).
وفي إسناده نصر بن حماد الوراق أبو الحارث كذَّبوه. انظر ((الميزان)) (4/250/9029) وكذا محمد بـن سعيد بن حسان الشامي المصلوب أحد أركان الكذب المشهورين، انظر ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (25/264).
ورواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" (6/217) من حديث سهل بن سعد بلفظ: (يا عمر إنَّ الله يكره أن يخطأ أبو بكر) قال الطبراني هناك: ((لا يروى عن سهل إلا بهذا الإسناد تفرَّد به زيد)). قـال الحافظ الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/46): ((رجاله ثقات)). قلت: كلا، أما شيخ الطبراني علي بن سعيد الرازي فقد ضعَّفه الدارقطني، وقال ابن يونس في تاريخه: ((تكلموا فيـه)) انظر ((لسان الميزان)) (4/265). وزيد بن الحباب العكلي قال أحمد: ((كان صدوقاً وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح ولكن كان كثير الخطأ)) انظر ((تهذيب الكمال)) (10/46). وهذا لم يروه زيد عن معاوية بن صالح وإنما رواه عن عياش بن عقبة الحضرمي، وفي السند اثنان من نواصب الحضارمة، عياش هذا ويحيى بن ميمون الحضرمي أبو عمرة المصري القاضي، وأجزم أنَّ هذا من وضع النواصب وكانوا يضعون في فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه مكايدة منهم للشيعة كما جاء في ترجمة ابن كادش انظر ((سير أعلام النبلاء)) (19/559). ثمَّ إنَّ قوله (وعلى باغض الصديق اللعنة) لا ندري هل تدخل السيدة فاطمة عليها السلام في هذا التعميم أم لا؟! فقد كان بينها وبين سيدنا أبي بكر رضي الله عنه خصومة حتى توفيت عليها سلام الله تعالى ورضوانه