صفحة 1 من 1

بطلان حديث ثابت البناني الذي جاء فيه عن سيدنا داود :( .. ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء إ، نظر العبيد لى أربابها

مرسل: الثلاثاء يوليو 16, 2024 4:45 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث ثابت البناني الذي جاء فيه عن سيدنا داود : ( .. ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء إ، نظر العبيد لى أربابها يا ساكن السماء...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا ابن علوان، أنا ابن قدامة، أنا أبو بكر ابن النقور، أنبأنا أبو بكر الطريثيثي، أنا أبو القاسم الطبري، أنا عيسى بن علي أنا البغوي، نا علي بن مسلم، نا سيار، نا جعفر بن سليمان، نا ثابت البناني، قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة ثم يركع ثمَّ يرفع رأسه إلى السماء ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء إ، نظر العبيد لى أربابها يا ساكن السماء. إسناده صالح].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

ابن النقور ، اسمه: عبدالله بن محمد بن أحمد بن النقور.
الطريثيثي هذا جاء في ترجمة: قال شجاع الذهلي: مجمع على ضعفه. وقال ابن ناصر: كان كذاباً. وقال ابن النجار: أجمعوا على ترك الاحتجاج به. انظر ((لسان الميزان)) (1/245-246) و ((سير أعلام النبلاء)) (19/160).

أبو القاسم الطبري ، هكذا وقع في المخطوطة والصواب: أبو القاسم عبدالرحمن بن عبيد الله بن عبدالله بن محمـد البغدادي الـحَرْبي الحُرْفي، وكـان سماعه في بعض ما رواه مضطربـاً كمـا قال الخطيب في ((تاريـخ بغـداد)) (10/303-304)، وانظر ترجمته في ((سير أعلام النبلاء)) (17/411).
عيسى بن علي، هو عيسى بن علي بن عيسى بـن داود بن الجراح أبو القاسم البغدادي مترجم في ((سير أعلام النبلاء)) (16/549) و ((لسان الميزان)) (4/ 465) وكان عمره لمَّا مات شيخه في هذا السند 15 سنة.

وسيار هو سيار بن حاتم العنزي، قال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام. لكن من يقرأ ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (12/307) ربما يترجح عنده ضعفه.
والحديث موضـوع. أخرجه ابن قدامة في "العلو" ص (96) واللالكائي برقم (669) وهذه من كتب المجسمة!! وكذلك رواه ابن أحمد في كتاب "الزهد" (ص88 برقم452) من غير طريق أبيه، وابن الجعد في مسنده (برقم 1388) عن مالك بن دينار وهذا كلام تابعي منقول من الإسرائيليات ولم يرفعه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. فهو في حكم الموضوعات، وتعالى الله أن يسكن في السماء وهي بعض خلقه وجل مقدار نبي كسيدنا داود عليه السلام أن يصف الله تعالى بما يستحيل عليه ولا يليق به. ولما كان الكلام متعلّقاً بأحد أنبياء بني إسرائيل على جميع الأنبياء الصلاة والسلام علمنا أنَّ هذا الكلام من صناعتهم. ومثل هذا لا يحتج به إلا المفلسون!! وجعفر بن سليمان الضبعي قال في ترجمته ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/481): [قال علي بن المَدِيني: أكثر جعفر يعنى ابن سليمان عن ثابت وكتب مراسيل وفيها أحاديث مناكير عن ثابت]. وفي كتاب "الضعفاء" لابن عَدِي (2/144): [كان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه، وفي موضع آخر: كان يحيى بن سعيد لا يروي عن جعفر بن سليمان وكان يستضعفه] ووثقه ابن مَعِين. وأما ثابت البناني فيروي عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري وأبو بردة تعلَّم عند عبدالله بن سلام الإسرائيلي، ومالك بن دينار يروي عن ثابت البناني كما يجد ذلك من يراجع تراجمهم في كتب الرجال. ومن ذلك تحقق لنا وانكشف أن هذا منقول عن أهل الكتاب وهو من جملة الإسرائيليات.