بطلان الزيادة الواردة في حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه
مرسل: الجمعة يوليو 19, 2024 7:18 pm
بطلان الزيادة الواردة في حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[فليح: حدثني هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
((من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقاً على الله أن يدخله الجنة هاجر أو جلس في أرضه، قالوا: يا رسول الله: أولا ننبىء الناس بذلك؟ قال: إنَّ الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة)). أخرجه البخاري].
أقول في بيان بطلان هذه الزيادة:
صحيـح ولا دلالة فيه وجملة العرش شاذة مردودة. رواه البخاري في الصحيح في موضعين (2790) و (7423). وفي سنده فُلَيح بن سليمان، ضعَّفه غير واحد، وابنه محمد متكلَّم فيه أيضاً، قال يحيى بن مَعِين: فليح ليس بثقة ولا ابنه، وقال في رواية: ضعيف، وفي روايـة أخرى: لا يُحْتَجّ بحديثه. وتقدّم قول الحافظ البيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (355) في تخريج الحديـث رقـم (100) وهو حديث قتادة بن النعمان مرفوعاً ((لـمّـا فرغ الله من خلقه استوى على عرشه)): ((فهذا حديث منكر ولم أكتبه إلا من هذا الوجه، …… فإذا كان فُلَيح بن سليمان المدني مختلفاً في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت بروايته مثل هذا الأمر العظيم..)).
قلت: وخالف حديث فليح وأبي هريرة هذا أبو سعيد الخدري كما في صحيح مسلم (1884) وسنن النَّسائي (3131) فلم يذكر فيه العرش البتة ولا أنه سقف الجنة، وكذلك خالف أبو هريرة أيضاً أبو الدرداء كما في سنن النَّسائي (3132) فلم يذكر فيه العرش أيضاً.
ثمَّ إنَّ حديث أبي هريرة هذا قد جاء فيه في "صحيح البخاري" (2790) ما يشكك إضافة ذكر العرش لأصل الحديث ولكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه قال هناك: ((أُراهُ فوق عرشه)) فهذا يفيد عندنا بيان أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو على الأقل الشك في نسبته إليه، وقد رواه أحمد (2/292) والترمذي (2528) من طريق أخرى عن أبي هريرة وليس فيه ذكر العرش. وهذا كله يؤكِّد تأكيداً صريحاً أنَّ ذكر العرش فيه مضاف ودخيل وغير ثابت. وهو من زيادات الرواة ولا يدخل في باب زيادة الثقة بل يدخل في باب الزيادات الإسرائيلية.
وقد جاء هذا الحديث من رواية عُبَادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وفيهما ذكر العرش وأنه سقف الجنة لكن إسناد حديثيهما ضعيف وقد طعن الترمذي في رواية عُبَادة بن الصَّامت واعتبر أن أحد الرواة قد غلط فبدل أن يرويه عن عطاء بن يسار عن معاذ رواه عن عطاء عن عبادة ثمَّ بين أنه منقطع بين عطاء ومعاذ لأنه لم يدركه وهذا نص كلامه من سننه (2529): ((وهذا عندي أصح من حديث همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت، وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل، ومعاذ قديم الموت مات في خلافة عمر)). وقد روى أحمد في مسنده (5/240) حديث سيدنا معاذ مرفوعاً دون ذكر العرش وهذا لفظه: ((من صلى الصلوات الخمس وحج البيت الحرام وصام رمضان ولا أدري أذكر الزكاة أم لا كان حقاً على الله أن يغفر له إن هاجر في سبيلـه أو مكث بأرضه التي ولد بها، فقال معاذ يا رسول الله أفأُخبر الناس؟ قال: ذر الناس يا معاذ. في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة سنة والفردوس أعلى الجنة وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس)).وهذا لفظ تام منتظم لا نكارة فيه. ومن هذا التحقيق تبين لي أن القضية أو الفكرة القائلة بأنَّ العرش سقف الجنة لا أصل لها من الصحة. وهي خرافة إسرائيلية دخلت في بعض الروايات الشاذة.
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[فليح: حدثني هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
((من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقاً على الله أن يدخله الجنة هاجر أو جلس في أرضه، قالوا: يا رسول الله: أولا ننبىء الناس بذلك؟ قال: إنَّ الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة)). أخرجه البخاري].
أقول في بيان بطلان هذه الزيادة:
صحيـح ولا دلالة فيه وجملة العرش شاذة مردودة. رواه البخاري في الصحيح في موضعين (2790) و (7423). وفي سنده فُلَيح بن سليمان، ضعَّفه غير واحد، وابنه محمد متكلَّم فيه أيضاً، قال يحيى بن مَعِين: فليح ليس بثقة ولا ابنه، وقال في رواية: ضعيف، وفي روايـة أخرى: لا يُحْتَجّ بحديثه. وتقدّم قول الحافظ البيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (355) في تخريج الحديـث رقـم (100) وهو حديث قتادة بن النعمان مرفوعاً ((لـمّـا فرغ الله من خلقه استوى على عرشه)): ((فهذا حديث منكر ولم أكتبه إلا من هذا الوجه، …… فإذا كان فُلَيح بن سليمان المدني مختلفاً في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت بروايته مثل هذا الأمر العظيم..)).
قلت: وخالف حديث فليح وأبي هريرة هذا أبو سعيد الخدري كما في صحيح مسلم (1884) وسنن النَّسائي (3131) فلم يذكر فيه العرش البتة ولا أنه سقف الجنة، وكذلك خالف أبو هريرة أيضاً أبو الدرداء كما في سنن النَّسائي (3132) فلم يذكر فيه العرش أيضاً.
ثمَّ إنَّ حديث أبي هريرة هذا قد جاء فيه في "صحيح البخاري" (2790) ما يشكك إضافة ذكر العرش لأصل الحديث ولكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه قال هناك: ((أُراهُ فوق عرشه)) فهذا يفيد عندنا بيان أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو على الأقل الشك في نسبته إليه، وقد رواه أحمد (2/292) والترمذي (2528) من طريق أخرى عن أبي هريرة وليس فيه ذكر العرش. وهذا كله يؤكِّد تأكيداً صريحاً أنَّ ذكر العرش فيه مضاف ودخيل وغير ثابت. وهو من زيادات الرواة ولا يدخل في باب زيادة الثقة بل يدخل في باب الزيادات الإسرائيلية.
وقد جاء هذا الحديث من رواية عُبَادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وفيهما ذكر العرش وأنه سقف الجنة لكن إسناد حديثيهما ضعيف وقد طعن الترمذي في رواية عُبَادة بن الصَّامت واعتبر أن أحد الرواة قد غلط فبدل أن يرويه عن عطاء بن يسار عن معاذ رواه عن عطاء عن عبادة ثمَّ بين أنه منقطع بين عطاء ومعاذ لأنه لم يدركه وهذا نص كلامه من سننه (2529): ((وهذا عندي أصح من حديث همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبادة بن الصامت، وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل، ومعاذ قديم الموت مات في خلافة عمر)). وقد روى أحمد في مسنده (5/240) حديث سيدنا معاذ مرفوعاً دون ذكر العرش وهذا لفظه: ((من صلى الصلوات الخمس وحج البيت الحرام وصام رمضان ولا أدري أذكر الزكاة أم لا كان حقاً على الله أن يغفر له إن هاجر في سبيلـه أو مكث بأرضه التي ولد بها، فقال معاذ يا رسول الله أفأُخبر الناس؟ قال: ذر الناس يا معاذ. في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة سنة والفردوس أعلى الجنة وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس)).وهذا لفظ تام منتظم لا نكارة فيه. ومن هذا التحقيق تبين لي أن القضية أو الفكرة القائلة بأنَّ العرش سقف الجنة لا أصل لها من الصحة. وهي خرافة إسرائيلية دخلت في بعض الروايات الشاذة.