صفحة 1 من 1

بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( والذي نفسي بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على اللـه):

مرسل: السبت يوليو 20, 2024 12:33 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( والذي نفسي بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على اللـه):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخـرج البيهقي من طريق آدم بن أبي إياس، نا شيبان، نا قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((تدرون ما هذه التي فوقكم؟)) قالوا الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنها الرقيع سقف محفوظ، وموج مكفوف، هل تدرون كم بينكم وبينها؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام، وبينها وبين السماء الأخرى مثـل ذلك)) حتى عدَّ سبع سماوات وغِلْظُ كل سماء مسيرة خمسمائة عام. ثمَّ قال:
((هل تدرون ما فوق ذلك؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنَّ فوق ذلك العرش، وبينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام)). ثمَّ قال: ((هل تدرون ما هذه التي تحتكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإنها الأرض وبينها وبين الأرض التي تليها مسيرة خمسمائة عام)) حتى عدَّ سبع أرضين وغلظ كل أرض خمسمائة عام. ثمَّ قال: ((والذي نفسي بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على اللـه)) ثمَّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} الحديد: 3.
رواته ثقاتوقد رواه أحمد في مسنده عن شريح بن النعمان عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة، وهو في جامع الترمذي، لكن الحسن مدلس والمتن منكر لا أعرف وجهه، وقوله (لهبط على الله) يريد معنى الباطن. ألا ترى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث كيف تلا ذلك وذلك مطابق لقولـه تعالى {وهـو معكم} الحديد:4. أي بالعلم، وفيه تباين الأرضين بأبعد مسافة وهذا لا يُعْقَل، وله نظير وهو: ]

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

حديث موضوع منكر. اعترف الذهبي بأنه منكر وأنَّ فيه ما لا يعقل والحديث الذي فيه هذه الصفات يكون موضوعاً جزماً وإن كان رواته ثقات. والحديث رواه أحمد في مسنده (2/370) والترمذي (3298) وضعَّفه قائلاً عقبه: ((هذا حديث غريب من هذا الوجه، ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة، وفسَّر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا: إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه)). قلت: بعض أهل العلم هم بعض المجسمة من المحدِّثين الذين كانوا في عصره أو قبله (لأنهم أثبتوه ثم تأولوه) وهذا تأويل منهم للحديث وبذلك يثبت أنَّ بعض أهل العلم من السلف كانوا يؤولون!! وهذا مما يجب أن يُلزم به متمسلفو العصر!! وقد اعتبر ابن تيمية الحَرَّاني أن ما نقله الترمذي في تأويل وتفسير هذا الحديث (لو دليتم بحبل لهبط على الله) بأنه من تأويلات الجهمية فقال في "مجموع الفتاوى" (6/573): [فانَّ الترمذى لما رواه قال: وفسَّره بعض أهل الحديث بأنه هبط على علم الله ... وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد من جنس تأويلات الجهمية]! ثم نعلم من تضعيف الحفاظ لهذا الحديث أن السند قد يكون رجاله ثقات والحديث ضعيف أو موضوع باطل!
وروى الحديث أيضاً البيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (400) وقال: ((وفي رواية الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه انقطاع ولا يثبت سماعه من أبي هريرة، وروي من وجه آخر منقطع عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً)). قلت: ثمَّ رواه البيهقي ص (402) عن عبدالله بن عمرو بن العاص - المتخصص في رواية الإسرائيليات -، والقضية يهودية إسرائيلية وحاول أصحابها أن يلزقوها بالصحابة تارة وبالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أخرى واجتهدوا بذلك بأي طريقة!! لا سيما والحديث رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (28/154) من حديث قتادة مرفوعاً دون ذكر الحسن البصري وأبي هريرة في الإسناد وهو الصواب، والله تعالى أعلم. وقد ضعَّفه متناقض!! عصرنا في "ضعيف الترمذي" ص (422) وفي تخريج سنة ابن أبي عاصم ص (255) برقم (578) وفي "ضعيف الجامع وزيادته" برقم (6107) وانتبه لتغيير الأرقام هناك!!