بطلان أثر ابن عباس الذي جاء فيه:( عباس {ومن الأرض مثلهنَّ} قال: سبع أرضين، في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم، ونوح كنوح،
مرسل: السبت يوليو 20, 2024 12:36 pm
بطلان أثر ابن عباس الذي جاء فيه:( عباس {ومن الأرض مثلهنَّ} قال: سبع أرضين، في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ ورواه عطاء بن السائب مطوَّلاً بزيادة، غير أننا لا نعتقد ذلك أصلاً، فقال البيهقي: أنا الحاكم، أنا أحمد بن يعقوب الثقفي، نا عبيد ابن غنام، حدثنا علي بن حكيم، حدثنا شريك، عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس {ومن الأرض مثلهنَّ} قال: سبع أرضين، في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى.
شريك وعطاء فيهما لين لا يبلغ بهما رد حديثهما، وهذه بلية تحير السامع، كتبتها استطراداً للتعجب، وهو من قبيل اسمع واسكت ].
أقول في بيان بطلان هذا الأثر:
كيف لا تعتقد ذلك (؟!) مع أنك ترويه في كتابك وقد قال به ابن عباس وهو من أئمة السلف بل جاء في حديث عن النبي صلـى الله عليه وآله وسلم (لأنَّ هذا على ما يقال: لا يقال من قِبَـلِ الرأي) (؟!) فهل يجوز أن لا نعتقد بما جاء في الحديث وعن السلف يا ذهبي؟! وخاصة أنك اعترفت عقيب هذا الأثر بأنه لا يبلغ بهما اللين أن يُرَدَّ حديثهما!!
[تنبيـه]: قاعدة تصحيح رفع بعض الآثار الموقوفة بقولهم: هذا له حكم الرفع لأنه لا يقال من قبل الرأي قاعدة باطلة بل هي من أبطل الباطل!! وهي مهدومة ومنتسفة بأدلة كثيرة جداً حيث تبين أن تلك الأحاديث منقولة من الإسرائيليات أو عن مثل كعب الأحبار كحديث التربة وحديث النعمان بن بشير في دوي التسبيح عند العرش وغيره. بل العكس هو الصواب والصحيح وهو الحُكْمُ على كثير من المرفوعات والتي صُرِّحَ في الإسناد برفعها بقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو عنه أو نحو ذلك بأنها من المردودات لأنها منقولة عن أهل الكتاب وليست عن النبي صلى الله عليه وآله وسلـم!! ويجب إفراد هذا المبحث برسالة خاصة والله الموفق.
والأثر موضوع إسرائيلـي منقول عن أهل الكتاب. رواه الحاكم في ((المستدرك)) (2/493) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (389) وقال البيهقي عقبه: ((إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح وهو شاذ بمرة)). وذكر الحافظ البيهقي عقبه مباشرة ما يثبت أخذ ابن عباس وتلقيه بعض الأخبار عن كعب الأحبار!! فروى بإسناده عن عبدالله بن خبيب قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يسأل تُبَيْعَاً هل سمعت كعباً يذكر السحاب بشيء؟ وتُبَيع (على وزن زُبَير كما في تاج العروس) هو كما قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى في التعليق هناك: هو ابن امرأة كعب الأحبار من مصادر الإسرائيليات في الإسلام، سكتوا عنه فَعُدَّ مستوراً حتى راجت رواياته. وقال السيوطي في ((تدريب الراوي)) (1/233) عن هذا الحديث: ((ولم أزل أتعجب من تصحيح الحاكم له حتى رأيت البيهقي قال: إسناده صحيح وهو شاذ بمرة)).
قال ابن كثير في تفسيره (3/379) أثناء تفسير سورة النمل الآية (41-44) بعدما ذكر حديثاً يتعلق بسيدنا سليمان عليه السلام قال عنه ابن أبي شيبة: ((ما أحسنه من حديث)) [نقلاً عن تفسير ابن أبي حاتم (9/2896)] فردَّ ابن كثير عليه فقال: [قلت: بل هو منكر غريب جداً ولعله من أوهام عطاء بن السائب على ابن عباس والله أعلم، والأقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب مما وجد في صحائفهم كروايات كعب ووهب سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان وما لم يكن ومما حرف وبُدّل ونُسخ، وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ولله الحمد والمنة]. وتذكروا هذا عن ابن كثير في رواية عطاء بن السائب وأمثاله عن الصحابة رضي الله عنهم.
وأما تُبَيع الحميري: فقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/446): [تُبَيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار كنيته أبو عبيدة .. روى عن كعب ... وقال أحمد بن محمد بن عيسى في "تاريخ الحمصيين" في الطبقة العليا التي تلي الصحابة: .. كان دليلا للنبي F فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفي النبي F وأسلم مع أبي بكر وقد كان يقص عند أصحاب رسول الله F وقال ابن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: تُبَيع ابن امرأة كعب، وكان عالماً قد قرأ الكتب وسمع من كعب علماً كثيراً. وقال: حسين بن شفي كنت جالساً عند عبد الله بن عمرو فأقبل تُبَيع فقال عبد الله: أتاكم أعرف مَنْ عليها.. توفي بالإسكندرية سنة 101]. فهذا يهودي الأصل وراوي إسرائيليات وهو من تلامذة كعب الأحبار وعرض عليه النبي الإسلام فلم يسلم ولا نعرف ما هي الظروف التي حدثت حتى أسلم زمن أبي بكر وكان يقص على الصحابة الخرافات الإسرائيلية ومجَّده عبد الله بن عمرو بن العاص بأنه أعرف أي أعلم من على وجه الأرض وهو تمجيد ومدح مردود! ألم يكن في الصحابة رضي الله عنهم صاحب علم ومن هو أعلم منه؟!
وأقول: ما شاء الله على مذهب (اسمع واسكت)! ونحن نعلم أن الشرع ينص على اسمع وصدِّق أو اسمع وأنكر!!
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ ورواه عطاء بن السائب مطوَّلاً بزيادة، غير أننا لا نعتقد ذلك أصلاً، فقال البيهقي: أنا الحاكم، أنا أحمد بن يعقوب الثقفي، نا عبيد ابن غنام، حدثنا علي بن حكيم، حدثنا شريك، عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس {ومن الأرض مثلهنَّ} قال: سبع أرضين، في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى.
شريك وعطاء فيهما لين لا يبلغ بهما رد حديثهما، وهذه بلية تحير السامع، كتبتها استطراداً للتعجب، وهو من قبيل اسمع واسكت ].
أقول في بيان بطلان هذا الأثر:
كيف لا تعتقد ذلك (؟!) مع أنك ترويه في كتابك وقد قال به ابن عباس وهو من أئمة السلف بل جاء في حديث عن النبي صلـى الله عليه وآله وسلم (لأنَّ هذا على ما يقال: لا يقال من قِبَـلِ الرأي) (؟!) فهل يجوز أن لا نعتقد بما جاء في الحديث وعن السلف يا ذهبي؟! وخاصة أنك اعترفت عقيب هذا الأثر بأنه لا يبلغ بهما اللين أن يُرَدَّ حديثهما!!
[تنبيـه]: قاعدة تصحيح رفع بعض الآثار الموقوفة بقولهم: هذا له حكم الرفع لأنه لا يقال من قبل الرأي قاعدة باطلة بل هي من أبطل الباطل!! وهي مهدومة ومنتسفة بأدلة كثيرة جداً حيث تبين أن تلك الأحاديث منقولة من الإسرائيليات أو عن مثل كعب الأحبار كحديث التربة وحديث النعمان بن بشير في دوي التسبيح عند العرش وغيره. بل العكس هو الصواب والصحيح وهو الحُكْمُ على كثير من المرفوعات والتي صُرِّحَ في الإسناد برفعها بقوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو عنه أو نحو ذلك بأنها من المردودات لأنها منقولة عن أهل الكتاب وليست عن النبي صلى الله عليه وآله وسلـم!! ويجب إفراد هذا المبحث برسالة خاصة والله الموفق.
والأثر موضوع إسرائيلـي منقول عن أهل الكتاب. رواه الحاكم في ((المستدرك)) (2/493) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (389) وقال البيهقي عقبه: ((إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح وهو شاذ بمرة)). وذكر الحافظ البيهقي عقبه مباشرة ما يثبت أخذ ابن عباس وتلقيه بعض الأخبار عن كعب الأحبار!! فروى بإسناده عن عبدالله بن خبيب قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يسأل تُبَيْعَاً هل سمعت كعباً يذكر السحاب بشيء؟ وتُبَيع (على وزن زُبَير كما في تاج العروس) هو كما قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى في التعليق هناك: هو ابن امرأة كعب الأحبار من مصادر الإسرائيليات في الإسلام، سكتوا عنه فَعُدَّ مستوراً حتى راجت رواياته. وقال السيوطي في ((تدريب الراوي)) (1/233) عن هذا الحديث: ((ولم أزل أتعجب من تصحيح الحاكم له حتى رأيت البيهقي قال: إسناده صحيح وهو شاذ بمرة)).
قال ابن كثير في تفسيره (3/379) أثناء تفسير سورة النمل الآية (41-44) بعدما ذكر حديثاً يتعلق بسيدنا سليمان عليه السلام قال عنه ابن أبي شيبة: ((ما أحسنه من حديث)) [نقلاً عن تفسير ابن أبي حاتم (9/2896)] فردَّ ابن كثير عليه فقال: [قلت: بل هو منكر غريب جداً ولعله من أوهام عطاء بن السائب على ابن عباس والله أعلم، والأقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب مما وجد في صحائفهم كروايات كعب ووهب سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان وما لم يكن ومما حرف وبُدّل ونُسخ، وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ولله الحمد والمنة]. وتذكروا هذا عن ابن كثير في رواية عطاء بن السائب وأمثاله عن الصحابة رضي الله عنهم.
وأما تُبَيع الحميري: فقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/446): [تُبَيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار كنيته أبو عبيدة .. روى عن كعب ... وقال أحمد بن محمد بن عيسى في "تاريخ الحمصيين" في الطبقة العليا التي تلي الصحابة: .. كان دليلا للنبي F فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفي النبي F وأسلم مع أبي بكر وقد كان يقص عند أصحاب رسول الله F وقال ابن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: تُبَيع ابن امرأة كعب، وكان عالماً قد قرأ الكتب وسمع من كعب علماً كثيراً. وقال: حسين بن شفي كنت جالساً عند عبد الله بن عمرو فأقبل تُبَيع فقال عبد الله: أتاكم أعرف مَنْ عليها.. توفي بالإسكندرية سنة 101]. فهذا يهودي الأصل وراوي إسرائيليات وهو من تلامذة كعب الأحبار وعرض عليه النبي الإسلام فلم يسلم ولا نعرف ما هي الظروف التي حدثت حتى أسلم زمن أبي بكر وكان يقص على الصحابة الخرافات الإسرائيلية ومجَّده عبد الله بن عمرو بن العاص بأنه أعرف أي أعلم من على وجه الأرض وهو تمجيد ومدح مردود! ألم يكن في الصحابة رضي الله عنهم صاحب علم ومن هو أعلم منه؟!
وأقول: ما شاء الله على مذهب (اسمع واسكت)! ونحن نعلم أن الشرع ينص على اسمع وصدِّق أو اسمع وأنكر!!