بطلان الكلام الوارد عن عمر والذي جاء فيه:(... : ألا أراكم ههنا، إنما الأمر من ههنا، وأشار بيده إلى السماء):
مرسل: السبت يوليو 20, 2024 12:46 pm
بطلان الكلام الوارد عن عمر والذي جاء فيه:(... : ألا أراكم ههنا، إنما الأمر من ههنا، وأشار بيده إلى السماء):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا التاج عبدالخالق، نا الشيخ الموفق، نا محمد بن عبدالباقي، نا حمْد، نا أبو نُعَيم، نا عبدالله بن محمد، نا محمد بن شبل، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل هو ابن أبي خالد، عن قيس قال:
لـمَّا قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً يلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر: ألا أراكم ههنا، إنما الأمر من ههنا، وأشار بيده إلى السماء. إسناده كالشمس].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
عبدالله بن محمد؛ مجهول: لم أقف له على ترجمة. وقد ذكر الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (17/454) أنَّ أبا نُعَيم روى عن عبدالله بن محمد بن إبراهيم العُقَيلي، وهذا هو ولم أجد له ترجمة.
و محمد بن شبل؛ مجهول لم أقف له على ترجمة.
والحديث منكر ضعيف جداً. وليس إسناده كالشمس!! بل في السند مجهولان. عبدالله بن محمد وشيخه ابن شبل!! ولفظه الصحيح: (فقالوا له: يا أمير المؤمنين تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذه الحال، قال: فقال: إنَّا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نلتمس العز بغيره)! وهذا اللفظ المنكر الذي أورده الذهبي أخرجه أبونُعَيم في "الحلية" (1/47) بسند ضعيف جداً. لكن رواه ابن أبي شيبة في "المصنَّف" (8/38) و (8/146) بألفاظ أخرى ستأتي إن شاء الله تعالى والصحيح أنَّ قيس بن أبي حازم لا رواية له عن عمر بن الخطاب وهذا الأثر منقطع وهناك روايات تخالفه وإليك ذلك:
1- أدرك قيس جماعة من كبار الصحابة لكنه لم يرو عنهم وإنما حديثه عنهم منقطع وهو مرسل، فقد روى ابن أبي شيبة هناك بعد هذا الأثر الذي نحن بصدد تخريجه في نفس الحادثة (قدوم عمر بن الخطاب إلى الشام) فقال: حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن قيس قال: جاء بلال إلى عمر وهو بالشام وحوله أمراء الأجناد جلوساً … فذكر قصة. وهذا يفيد أنَّ قيساً سمع هذا من سيدنا بلال!! والصواب أنه لم يرو عنه!! وقد صرَّح بذلك الحفاظ!! قال علي بن المَدِيني: ((روى عن بلال ولم يلقه، وروى عن عقبة بن عامر ولا أدري سمع منه أم لا، ولم يسمع من أبي الدرداء، ولا من سلمان)). انظر ((تهذيب الكمال)) (24/13) وطعنوا في روايته عن عبدالرحمن بن عوف.
2- وقيس متكلَّم فيه ناصبي كان منحرفاً عن سيدنا علي نسأل الله تعالى السلامة، وفي أحاديثه مناكير، وقد خَرِفَ وذهب عقله وقد أثبت اختلاطه الراوي عنه هنا وهو إسماعيل بن أبي خالد حيث قال: كبر قيس بن أبي حازم حتى جاز المائة بسنين كثيرة حتى خَرِفَ وذهب عقله.
وقد خالف قيس في هذه الرواية غيره:
ـ فروى ابن أبي شيبة في الموضعين (8/38) و (8/146) قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق ابن شهاب قال: لـمّـا قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وأخذ برأس بعيره يخوض الماء، فقالوا له: يا أمير المؤمنين تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذه الحال، قال: فقال: إنَّا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نلتمس العز بغيره. وليس فيه ذكر السماء.
ـ وروى ابن أبي شيبة أيضاً في الموضعين قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن أسلم مولى عمر، قال: لما قدمنا مع عمر الشام أناخ بعيره وذهب لحاجته فألقيت فروتي بين شعبتي الرَّحل، فلما جاء رَكِبَ على الفروة، فلقينا أهل الشام يتلقُّون عمر فجعلوا ينظرون، فجعلت أشير إليهم، قال: يقول: تطمح أعينهم إلى مراكب من لا خلاق له، يريد مراكب العجم.
وهذه الرواية عن أسلم مولى عمر مقدمة بلا شك على رواية قيس، وهذه والرواية التي قبلها تجعل رواية قيس من باب المنكر المردود للانقطاع والمخالفة في رواية قيس زيادة على ما تقدم من الطعن فيه. وبهذا تم تحقيق هذا الأثر بما يوجب رده وعدم التعويل عليه وهو وإن صحَّ فلا دلالة فيه فكيف وهو بهذا الضعف؟
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا التاج عبدالخالق، نا الشيخ الموفق، نا محمد بن عبدالباقي، نا حمْد، نا أبو نُعَيم، نا عبدالله بن محمد، نا محمد بن شبل، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل هو ابن أبي خالد، عن قيس قال:
لـمَّا قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً يلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر: ألا أراكم ههنا، إنما الأمر من ههنا، وأشار بيده إلى السماء. إسناده كالشمس].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
عبدالله بن محمد؛ مجهول: لم أقف له على ترجمة. وقد ذكر الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (17/454) أنَّ أبا نُعَيم روى عن عبدالله بن محمد بن إبراهيم العُقَيلي، وهذا هو ولم أجد له ترجمة.
و محمد بن شبل؛ مجهول لم أقف له على ترجمة.
والحديث منكر ضعيف جداً. وليس إسناده كالشمس!! بل في السند مجهولان. عبدالله بن محمد وشيخه ابن شبل!! ولفظه الصحيح: (فقالوا له: يا أمير المؤمنين تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذه الحال، قال: فقال: إنَّا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نلتمس العز بغيره)! وهذا اللفظ المنكر الذي أورده الذهبي أخرجه أبونُعَيم في "الحلية" (1/47) بسند ضعيف جداً. لكن رواه ابن أبي شيبة في "المصنَّف" (8/38) و (8/146) بألفاظ أخرى ستأتي إن شاء الله تعالى والصحيح أنَّ قيس بن أبي حازم لا رواية له عن عمر بن الخطاب وهذا الأثر منقطع وهناك روايات تخالفه وإليك ذلك:
1- أدرك قيس جماعة من كبار الصحابة لكنه لم يرو عنهم وإنما حديثه عنهم منقطع وهو مرسل، فقد روى ابن أبي شيبة هناك بعد هذا الأثر الذي نحن بصدد تخريجه في نفس الحادثة (قدوم عمر بن الخطاب إلى الشام) فقال: حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن قيس قال: جاء بلال إلى عمر وهو بالشام وحوله أمراء الأجناد جلوساً … فذكر قصة. وهذا يفيد أنَّ قيساً سمع هذا من سيدنا بلال!! والصواب أنه لم يرو عنه!! وقد صرَّح بذلك الحفاظ!! قال علي بن المَدِيني: ((روى عن بلال ولم يلقه، وروى عن عقبة بن عامر ولا أدري سمع منه أم لا، ولم يسمع من أبي الدرداء، ولا من سلمان)). انظر ((تهذيب الكمال)) (24/13) وطعنوا في روايته عن عبدالرحمن بن عوف.
2- وقيس متكلَّم فيه ناصبي كان منحرفاً عن سيدنا علي نسأل الله تعالى السلامة، وفي أحاديثه مناكير، وقد خَرِفَ وذهب عقله وقد أثبت اختلاطه الراوي عنه هنا وهو إسماعيل بن أبي خالد حيث قال: كبر قيس بن أبي حازم حتى جاز المائة بسنين كثيرة حتى خَرِفَ وذهب عقله.
وقد خالف قيس في هذه الرواية غيره:
ـ فروى ابن أبي شيبة في الموضعين (8/38) و (8/146) قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق ابن شهاب قال: لـمّـا قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وأخذ برأس بعيره يخوض الماء، فقالوا له: يا أمير المؤمنين تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذه الحال، قال: فقال: إنَّا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نلتمس العز بغيره. وليس فيه ذكر السماء.
ـ وروى ابن أبي شيبة أيضاً في الموضعين قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن أسلم مولى عمر، قال: لما قدمنا مع عمر الشام أناخ بعيره وذهب لحاجته فألقيت فروتي بين شعبتي الرَّحل، فلما جاء رَكِبَ على الفروة، فلقينا أهل الشام يتلقُّون عمر فجعلوا ينظرون، فجعلت أشير إليهم، قال: يقول: تطمح أعينهم إلى مراكب من لا خلاق له، يريد مراكب العجم.
وهذه الرواية عن أسلم مولى عمر مقدمة بلا شك على رواية قيس، وهذه والرواية التي قبلها تجعل رواية قيس من باب المنكر المردود للانقطاع والمخالفة في رواية قيس زيادة على ما تقدم من الطعن فيه. وبهذا تم تحقيق هذا الأثر بما يوجب رده وعدم التعويل عليه وهو وإن صحَّ فلا دلالة فيه فكيف وهو بهذا الضعف؟