بطلان أثر عمر بن الخطاب الذي جاء فيه:( هذه امـرأة سمـع الله شكواها من فوق سبع سموات، هذه خولة التي أنزل الله فيها {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}:
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[وفي لفـظ عن عمر رضي الله عنه: أنه مرَّ بعجوز فاستوقفته فوقـف يحدِّثها، فقال رجل: يا أمير المؤمنين حبستَ الناس على هذه العجوز؟ قال: ويلك أتدري من هي؟ هذه امـرأة سمـع الله شكواها من فوق سبع سموات، هذه خولة التي أنزل الله فيها {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}
المجادلة:1. ].
أقول في بيان بطلان هذا الأثر:
منكر موقوف كالذي قبله وهو مخالَفٌ بالرواية الصحيحة التي ليس فيها ما يريد أن يستدلَّ به الذهبي، رواه عمر بن شبة في ((أخبار المدينة)) (2/394و773) وابن قدامة في ((إثبات صفة العلو)) ص (103) من طريق خليد بن دعلج عن قتادة فذكر القصة، وكذا رواه الحافظ ابن حجر في آخر ترجمة خولة بنت مالك بن ثعلبة في "الإصابـة" (4/290-291): ((قال أبو عمر ـ يعني ابن عبد البر ـ: هكذا في الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة وهو وَهَمٌ يعني في اسم أبيها وزوجها، وخليد ضعيف سيء الحفظ)). وقتادة لم يلق عمر فهو منقطع أيضاً. وقد أصاب محقق كتاب ابن قدامة حيث قال هناك ص (104): ((وهذان الإسنادان لا يقوّي أحدهما الآخر نظراً لشدة ضعف الأول)). ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (12/293) قال: [حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ، قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: خَوْلَةُ..] به. وابن زيد هو جرير بن زيد الأزدي لم يلق عمر بن الخطاب ولم يرو عنه! ترجمته في "تهذيب الكمال" للمزي (4/532). وقد تقدَّم قبل قليل في التعليق قبل السابق أن الرواية الصحيحة المتصلة لهذه القصة ليس فيها لفظ: (من فوق سبع سماوات)!
بطلان أثر عمر بن الخطاب الذي جاء فيه:( هذه امـرأة سمـع الله شكواها من فوق سبع سموات، هذه خولة التي أنزل الله فيها {قد سم
-
- مشاركات: 777
- اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm