بطلان الأثر الوارد عن ابن مسعود الذي جاء بلفظ:( من قال سبحان الله والحمد لله والله أكبر تلقاهنَّ ملك فعرج بهنَّ إلى الله
مرسل: الاثنين يوليو 22, 2024 12:14 pm
بطلان الأثر الوارد عن ابن مسعود الذي جاء بلفظ:( من قال سبحان الله والحمد لله والله أكبر تلقاهنَّ ملك فعرج بهنَّ إلى الله..):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[وأخرج أبو أحمد العسَّال بإسناد صحيح عن ابن مسعود أنه قال:
من قال سبحان الله والحمد لله والله أكبر تلقاهنَّ ملك فعرج بهنَّ إلى الله فلا يمـرُّ بملأ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهنَّ حتى يحيي بهنَّ وجه الرحمن عزَّ وجل].
أقول في بيان بطلان هذا الأثر:
واهٍ منكر. وهذا منطق إسرائيلي، رواه ابن جرير في تفسيره (22/120) والحاكم في "المستدرك" (2/425) والطبراني في "الكبير" (9/266/9144) والدارمي في "الرد على بشر المريسي" (2/718). وفي إسناده المسعودي وكان قد اختلط وأمره مشهور، وعبدالله بن المخارق بن سُليم شبه مجهول. له ترجمة في ((الجرح والتعديـل)) (5/179) وفيها قال ابن مَعِين: ((مشهور)). وهذا ليس توثيقاً، وذكره ابن حِبَّان في ((الثقات)) (7/54) وهذا أيضاً ليس بتوثيق. ولم يروِ له أحد من الستة، وقال الحافظ ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة والده المخارق: وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة أيضاً. ورواه أبو نُعَيم في "الحلية" (4/268) فقال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ).. به، قلت: وعون بن عبد الله بن عتبة روايته عن أبيه منقطعة! قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (8/153): (عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي الزاهد روى عن أبيه وعمه مرسلاً). فهذه رواية ضعيفة الإسناد ولا تصح. وهذه الكلمات من جملة أعمال العبد التي يكتبها الملكان في صحيفة العبد قال الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ق: 18، وقال تعالى: {وإنَّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون} الانفطار: 11. وجاء في حديث الموطأ (442) والبخاري (757) وغيرهما أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لمن قال في الصلاة خلفه: سمع الله لمن حمده: ((رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها)). فالمقرر في الكتاب والسنة الصحيحة أنَّ الأعمال تكتب في الصحف ليجزى بها العبد يوم القيامة، وصعود الذكر والدعاء إلى الله تعالى كناية عن القبول، وإلا فماذا يستفيد الله منها وأعمال الخلق جميعاً لا تنفعه سبحانه ولا تضره وهو عليم بها من قبل صدورها من أصحابها وحال صدورها!! فهل ترفع إليه ليعلمها ويعرفها أم ماذا؟!
وبهذا التقرير يندفع وَيَبْطُلُ استدلال المصنّف بمثل هذه الموقوفات المنبثقة من الفكر الإسرائيلي المبني على التشبيه والتجسيم!! لا سيما والمصنّف أخفى سند العسَّال فطواه ولم يذكره فربما كان في السند حماد بن سلمة أو غيره من الضعفاء أو ممن لا يقبل خبرهم في مثل هذه المضائق!!
وأما العسال وما أدراك ما العسال فهو وإن أثنى عليه بعض الحفاظ فهو كثناء الحفاظ ومنهم ابن حِبَّان على ابن خزيمة وهو ثناء لا ينفع، فابن حِبَّان مثلاً مُنَزِّه مؤوِّل وابن خزيمة في كتابه "التوحيد" مشبه مجسم! قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص (125): [سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: ((مَنْ لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته، فهو كافر بربه يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وأُلْقِيَ على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته، وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم]. وهذا إسناد صحيح! وهذا كلام وتكفير شنيع جداً من ابن خزيمة وهو من جملة غلطاته وكوارثه! ومع ذلك يلقبه الإمام النووي المُنَزِّه في كتبه بِـ (إمام الأئمة) – وأظن أنه لا يعلم حاله هذا - ويقول الحافظ ابن حِبَّان عنه في كتابه "الثقات" (9/156): [ومات محمد بن إسحاق... سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.. وله ثمان وثمانون سنة، وكان رحمه الله أحد أئمة الدنيا علماً وفقهاً وحفظاً وجمعاً واستنباطاً حتى تكلم في السنن بإسناد لا نعلم سبق إليها غيره من أئمتنا مع الاتقان الوافر والدين الشديد إلى أن توفى رحمه الله]. فاقرأ وتعجب! هذا مع ندم ابن خزيمة على ما كتبه في التوحيد والعقائد كما بيناه في غير ما كتاب فيما رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" وغيره. والعسَّال كابن خزيمة جرفتهم الروايات المتشابهات دون أن تضبطهم المحكمات وكم في كتبهم من الواهيات والموضوعات والمستشنعات!
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[وأخرج أبو أحمد العسَّال بإسناد صحيح عن ابن مسعود أنه قال:
من قال سبحان الله والحمد لله والله أكبر تلقاهنَّ ملك فعرج بهنَّ إلى الله فلا يمـرُّ بملأ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهنَّ حتى يحيي بهنَّ وجه الرحمن عزَّ وجل].
أقول في بيان بطلان هذا الأثر:
واهٍ منكر. وهذا منطق إسرائيلي، رواه ابن جرير في تفسيره (22/120) والحاكم في "المستدرك" (2/425) والطبراني في "الكبير" (9/266/9144) والدارمي في "الرد على بشر المريسي" (2/718). وفي إسناده المسعودي وكان قد اختلط وأمره مشهور، وعبدالله بن المخارق بن سُليم شبه مجهول. له ترجمة في ((الجرح والتعديـل)) (5/179) وفيها قال ابن مَعِين: ((مشهور)). وهذا ليس توثيقاً، وذكره ابن حِبَّان في ((الثقات)) (7/54) وهذا أيضاً ليس بتوثيق. ولم يروِ له أحد من الستة، وقال الحافظ ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة والده المخارق: وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة أيضاً. ورواه أبو نُعَيم في "الحلية" (4/268) فقال: (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ).. به، قلت: وعون بن عبد الله بن عتبة روايته عن أبيه منقطعة! قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (8/153): (عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي الزاهد روى عن أبيه وعمه مرسلاً). فهذه رواية ضعيفة الإسناد ولا تصح. وهذه الكلمات من جملة أعمال العبد التي يكتبها الملكان في صحيفة العبد قال الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ق: 18، وقال تعالى: {وإنَّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون} الانفطار: 11. وجاء في حديث الموطأ (442) والبخاري (757) وغيرهما أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لمن قال في الصلاة خلفه: سمع الله لمن حمده: ((رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها)). فالمقرر في الكتاب والسنة الصحيحة أنَّ الأعمال تكتب في الصحف ليجزى بها العبد يوم القيامة، وصعود الذكر والدعاء إلى الله تعالى كناية عن القبول، وإلا فماذا يستفيد الله منها وأعمال الخلق جميعاً لا تنفعه سبحانه ولا تضره وهو عليم بها من قبل صدورها من أصحابها وحال صدورها!! فهل ترفع إليه ليعلمها ويعرفها أم ماذا؟!
وبهذا التقرير يندفع وَيَبْطُلُ استدلال المصنّف بمثل هذه الموقوفات المنبثقة من الفكر الإسرائيلي المبني على التشبيه والتجسيم!! لا سيما والمصنّف أخفى سند العسَّال فطواه ولم يذكره فربما كان في السند حماد بن سلمة أو غيره من الضعفاء أو ممن لا يقبل خبرهم في مثل هذه المضائق!!
وأما العسال وما أدراك ما العسال فهو وإن أثنى عليه بعض الحفاظ فهو كثناء الحفاظ ومنهم ابن حِبَّان على ابن خزيمة وهو ثناء لا ينفع، فابن حِبَّان مثلاً مُنَزِّه مؤوِّل وابن خزيمة في كتابه "التوحيد" مشبه مجسم! قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص (125): [سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: ((مَنْ لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته، فهو كافر بربه يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وأُلْقِيَ على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته، وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم]. وهذا إسناد صحيح! وهذا كلام وتكفير شنيع جداً من ابن خزيمة وهو من جملة غلطاته وكوارثه! ومع ذلك يلقبه الإمام النووي المُنَزِّه في كتبه بِـ (إمام الأئمة) – وأظن أنه لا يعلم حاله هذا - ويقول الحافظ ابن حِبَّان عنه في كتابه "الثقات" (9/156): [ومات محمد بن إسحاق... سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.. وله ثمان وثمانون سنة، وكان رحمه الله أحد أئمة الدنيا علماً وفقهاً وحفظاً وجمعاً واستنباطاً حتى تكلم في السنن بإسناد لا نعلم سبق إليها غيره من أئمتنا مع الاتقان الوافر والدين الشديد إلى أن توفى رحمه الله]. فاقرأ وتعجب! هذا مع ندم ابن خزيمة على ما كتبه في التوحيد والعقائد كما بيناه في غير ما كتاب فيما رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" وغيره. والعسَّال كابن خزيمة جرفتهم الروايات المتشابهات دون أن تضبطهم المحكمات وكم في كتبهم من الواهيات والموضوعات والمستشنعات!