بطلان أثر أبي هريرة الذي جاء بلفظ:(... ، وينزل الله تعالى في ظلل من الغمـام من العرش إلى الكرسي...):

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان أثر أبي هريرة الذي جاء بلفظ:(... ، وينزل الله تعالى في ظلل من الغمـام من العرش إلى الكرسي...):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان أثر أبي هريرة الذي جاء بلفظ:(... ، وينزل الله تعالى في ظلل من الغمـام من العرش إلى الكرسي...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث، عن أبي هريرة قال:
يحشر الناس حفاة عراة مشاة قياماً أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء، قد ألجمهم العرق من شدة الكرب، وينزل الله تعالى في ظلل من الغمـام من العرش إلى الكرسي، أخرجه أبو أحمد العسال في كتاب ((المعرفة)) ].


أقول في بيان بطلان هذا الأثر:

موضوع باطل. منقول من كتاب اليهود التلموذ. تقدَّم تخريجه على الحديث رقم (108) من رواية ابن مسعود وأبي هريرة. وحديث أبي هريرة هذا رواه البيهقي في "البعث والنشور" برقم (293) وأبو إسماعيل الأنصاري الهروي المجسم في "الأربعين في صفات رب العالمين" ص (151 برقم146) حيث قال فيه: [وقال أبو العباس السراج في كتاب "الرد على الجهمية" له: نا الحسين بن يزيد الطحان صدوق، نا عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة..] به فذكره. أما عبد السلام بن حرب الملائي فقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (6/282): [وهو عند الكوفيين ثقة ثبت، والبغداديون يستنكرون بعض حديثه والكوفيون أعلم به. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة في حديثه لين، وقال ابن سعد: كان به ضعف في الحديث وكان عسراً]. وأما أبو خالد الدالاني فتقدَّم الكلام عليه ومنه: قال ابن سعد في "الطبقات" (7/310): ((كان منكر الحديث)). وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/105): ((كان كثير الخطأ فاحش الوهم يخالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدىء في هذه الصناعة علم أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا لم يوافق الثقات فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات)). وأما المنهال بن عمرو فصاحب طامات ومدار الحديث عليه: كان يحيى بن مَعِين يضع من حديثه. وقال المغيرة بن مقسم: إنَّ شهادة المنهال على درهمين لا تجوز وكان ينهى الأعمش عن الرواية عن المنهال، وقد غمزه يحيى القطان وتركه شعبة، وقال أبـو الحسن القطان: كان أبو محمد بن حزم يضعّف المنهال. وقال ابن حزم في ((المحلى)) (1/22): ((ليس بالقوي)). وذكره العُقَيلي في "الضعفاء" (4/236/1830). فالحديث مداره على المنهال بن عمرو وهو علته فتارة رواه من حديث أبي هريرة كما هنا وتارة يرويه من حديث عبد الله بن مسعود، وهذا يفيد اضطراب إسناده، مع بشاعة متنه ونكارته، ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/590) بنفس الإسناد عن ابن مسعود دون ذكر موقف الخلق أربعين سنة شاخصة أبصارهم ودون ذكر النزول في غمام. وقال الذهبي عنه في "تلخيص المستدرك" (4/592): ((ما أنكره على جودة إسناده)). مع أن إسناده في الحقيقة غير جيد بل منكر تالف. وحديث ابن مسعود رواه الطبراني (9/361) أيضاً من طريق: [ورقاء هو ابن عمر اليشكري قال: ثنا أبو طبية, عن كرز بن وبرة, عن نُعَيم بن أبي هند, عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود, عن أبيه, عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:..]، وهذا سند لا يصح كما بين ذلك ابن عَدِي في "الضعفاء" (5/257)، وأبو طيبة قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (4/396): [ضعفه يحيى بن مَعِين، وساق له ابن عَدِي عدة مناكير، ثم قال: وأبو طيبة رجل صالح لا أعلم أنه كان يتعمد الكذب لكن لعله شبه عليه.. انتهى وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: يخطىء]. فهو مغفل ضعيف ومنكر الحديث. ورواه ابن جرير الطبري (12/197): [عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة و قيس بن سكن قالا: قال عبد الله وهو يحدث عمر قال: وجعل عمر يقول: ويحك يا كعب ألا تسمع ما يقول عبد الله ؟..]. فهنا دخل كعب الأحبار على الخط وتبين أن المسألة لها علاقة بالإسرائيليات! فلا نعلم كيف دَوَّرها بعض الرواة وحَوَّرها على أنها من قول ابن مسعود وهي في الحقيقة كما أعتقد من جملة الإسرائيليات التي جاء بها كعب الأحبار! وقد تقدم أثر ابن مسعود [في النص رقم (108) من هذا الكتاب]. وسيأتي برقم (187و188). ثمَّ إن هناك ملاحظة مهمة جداً عندي في هذا وهي: أنَّ عبد الحارث الذي في إسناده يقال هو البصري وهناك رجل آخر اسمه عبدالله بن الحارث وهو ابن نوفل بن الحارث القرشي الهاشمي، وهو نزيل البصرة أيضاً بل كان أميراً عليها وهو معاصر للأول ويروي عن كعب الأحبار كما في ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (14/397) فيحتمل أن المنهال رواه عنه لا سيما وأن المنهال موصوف بالوهم!! فالذي أجزم به أن هذا الأثر مصدره كعب الأحبار وهو من جملة الإسرائيليات الملصقة بالصحابة رضي الله عنهم!! وهذا لا بدَّ من المصير إليه وخاصة أن المتن مخالف لقوله تعالى {لا يحزنهم الفزع الأكبر} ولقوله تعالى {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً} ولقوله تعالى {أفنجعل المسلمين كالمجرمين، مالكم كيف تحكمون} فتأمل في هذا جيداً!!
أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“