بيان بطلان أثر عبدالله بن عمرو الذي جاء فيه:( قالت الملائكة: يا ربنا منا الملائكة المقربون، ومنا حملة العرش، ومنا الكرام
مرسل: الثلاثاء يوليو 23, 2024 1:55 pm
بيان بطلان أثر عبدالله بن عمرو الذي جاء فيه:( قالت الملائكة: يا ربنا منا الملائكة المقربون، ومنا حملة العرش، ومنا الكرام الكاتبون..):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[قال عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ في كتاب ((النقض على المريسي)): حدثنا عبدالله بن صالح، حدثني الليث، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أنَّ عبدالله بن عمرو قال:
قالت الملائكة: يا ربنا منا الملائكة المقربون، ومنا حملة العرش، ومنا الكرام الكاتبون ونحن نسبح الليل والنهار لا نسأم ولا نفتر، خلقتَ بني آدم فجعلتَ لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة، قال: ثمَّ عادوا فأجتهدوا المسألة فقالوا مثل ذلك. فقال: لن أجعل صالح ذرية من خلقتُ بيدي من قلت له كن فكان. إسناده صالح].
أقول في بيان بطلان هذا الأثر:
موقوف موضوع وهو إسرائيلي صريح. رواه الدارمي في "الرد على بشر المريسي" ص (34) وفي السند عبدالله بن صالح كاتب الليث وفيه كلام. وهشام بن سعد قال الذهبي نفسه في كتاب "المغني في الضعفاء" (2/710): [هشام بن سعد مولى بني مخزوم صدوق مشهور ضعَّفه النَّسائي وغيره، وكان يحيى القطان لا يحدِّث عنه، وقال أحمد: ليس هو مُحْكِمٌ للحديث. وقال ابن عَدِي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن مَعِين: ليس بذاك القوي. قال الحاكم روى له مسلم في الشواهد]. وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/89): [كان ممن يقلب الأسانيد وهو لا يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروي عن الثقات بطل الاحتجاج به وان اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير]. فهذا إن ثبت عن عبد الله بن عمرو فهو مما نقله من الإسرائيليات وقد تقدّم بيان ذلك، قال الحافظ ابن حجـر في كتاب ((النكت على كتاب ابن الصلاح)) (2/532) شارحاً قـول الحافظ ابن الصلاح (إذا كان الصحابي ينظر في الإسرائيليات فلا يُعطى تفسيره حكم الرفع) ما نصه: ((وكعبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب أهل الكتاب فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة، حتى كان بعض أصحابه ربما قال له: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا تحدثنا عن الصحيفة...)).
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[قال عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ في كتاب ((النقض على المريسي)): حدثنا عبدالله بن صالح، حدثني الليث، حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أنَّ عبدالله بن عمرو قال:
قالت الملائكة: يا ربنا منا الملائكة المقربون، ومنا حملة العرش، ومنا الكرام الكاتبون ونحن نسبح الليل والنهار لا نسأم ولا نفتر، خلقتَ بني آدم فجعلتَ لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة، قال: ثمَّ عادوا فأجتهدوا المسألة فقالوا مثل ذلك. فقال: لن أجعل صالح ذرية من خلقتُ بيدي من قلت له كن فكان. إسناده صالح].
أقول في بيان بطلان هذا الأثر:
موقوف موضوع وهو إسرائيلي صريح. رواه الدارمي في "الرد على بشر المريسي" ص (34) وفي السند عبدالله بن صالح كاتب الليث وفيه كلام. وهشام بن سعد قال الذهبي نفسه في كتاب "المغني في الضعفاء" (2/710): [هشام بن سعد مولى بني مخزوم صدوق مشهور ضعَّفه النَّسائي وغيره، وكان يحيى القطان لا يحدِّث عنه، وقال أحمد: ليس هو مُحْكِمٌ للحديث. وقال ابن عَدِي: مع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن مَعِين: ليس بذاك القوي. قال الحاكم روى له مسلم في الشواهد]. وقال ابن حِبَّان في "المجروحين" (3/89): [كان ممن يقلب الأسانيد وهو لا يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروي عن الثقات بطل الاحتجاج به وان اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير]. فهذا إن ثبت عن عبد الله بن عمرو فهو مما نقله من الإسرائيليات وقد تقدّم بيان ذلك، قال الحافظ ابن حجـر في كتاب ((النكت على كتاب ابن الصلاح)) (2/532) شارحاً قـول الحافظ ابن الصلاح (إذا كان الصحابي ينظر في الإسرائيليات فلا يُعطى تفسيره حكم الرفع) ما نصه: ((وكعبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب أهل الكتاب فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة، حتى كان بعض أصحابه ربما قال له: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا تحدثنا عن الصحيفة...)).