بطلان أثر أسماء بنت عميس الذي جاء بلفظ:( أَكِلُكَ إلى يوم يجلس الملك على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم):

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان أثر أسماء بنت عميس الذي جاء بلفظ:( أَكِلُكَ إلى يوم يجلس الملك على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان أثر أسماء بنت عميس الذي جاء بلفظ:( أَكِلُكَ إلى يوم يجلس الملك على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي أسامة، عن زكريا، عن أبي إسحق، عن سعد بن معبد: حدثتني أسماء بنت عميس أنَّ جعفراً جاءها إذ هم بالحبشة يبكي، فقالت: ما شأنك؟ قال رأيت فتى مترفاً من الحبشة شاباً جسيماً مرَّ على امرأة فطرح دقيقاً كان معها فنسفته الريح فقالت: أَكِلُكَ إلى يوم يجلس الملك على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم.
روى نـحوه خالد بن عبدالله الطحان، عن عطاء بن السائب، عن ابن بريدة، عن أبيه، ورواه منصور بن أبي الأسود، عن عطاء بن السائب، فقال: عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه].

أقول في بيان بطلان هذا الأثر:

واهٍ منكـر. وهو كلام امرأة غير مسلمة بل هي إما يهودية وإما نصرانية. رواه ابن أبي شيبة في ((المصنَّف)) (8/315/145) وعنه الدارمي في ((الرد على بشر)) ص (73) وفي السند انقطاع بين أبي إسحق السبيعي وسعد بن معبد، فإنه لم يرو عنه. وانظر ترجمة ابن معبد في ((تهذيب الكمال)) (10/305) فإنه لم يرو عنه إلا ابنه الحسن بن سعد.
وروى الدارمي (المجسم) في "الرد على المريسي" ص (73) عقبه حديثاً آخر فقال: [حدثنا يحيى الحماني، حدثنا خالد بن عبدالله، عن عطاء بن السائب، عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: لـمَّـا قدم جعفر من الحبشة قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما أعجب ما رأيت بالحبشة؟)) قال: رأيت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام. فجاء فارس فأذراه فجلست تجمعه، ثم التفتت، ثم قالـت: ويحك كيف تصنع لو قد وضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم؟ فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعجب من ذلك وقال: ((ما قدَّس الله أُمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها غير متعتـع))].
وفي السند يحيى بـن عبد الحميد الحِمَّاني وليس هو من رجال مسلم وترجمته في ((تهذيب الكمال)) (31/419-434)، وعطاء بن السائب اختلط شديداً، ورواية خالد بن عبدالله كانت زمن اختلاطه كما تجد ذلك في ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (20/90). ورواه الطبراني في "الأوسط" (6/334-336) وفي إسناده أبو الزبير عن جابر، كما أن في إسناده مكي الرعيني قال الحافظ في ترجمته في "لسان الميزان" (6/87): [الرعيني عن سفيان بن عُيَيْنَة له مناكير، قال العقيلي: حديثه غير محفوظ]. وبهذا يسقط احتجاج الذهبي بهـذا الخبر، لا سيما وموضع الشاهد منه كلام امرأة في الحبشة وكان أهل الحبشة يومئذ نصارى!! فهل يؤخذ بقول نصرانية في العقائد؟!! ثمَّ وجدت حديث ((لا قدَّس الله أمة لا يأخذ ضعيفها من قويها حقه ولا يتعتعه)) مروي في غير هذا الحادثة، فعن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبدالمطلب قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسق من تمر لرجل من بني ساعدة فأتاه يقتضيه فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً من الأنصار أن يقضيه فقضاه تمراً دون تمره، فأبى أن يقبله، فقال: أترد على رسول الله F قال نعم؛ ومن أحق بالعدل من رسول الله F فاكتحلت عينا رسول الله بدموعه ثمَّ قال: ((صدق، مَنْ أحق بالعدل مني؟ لا قدَّس الله أُمَّة لا يأخذ ضعيفها من قويها حقه ولا يتعتعه.....)) الحديث وله روايات ذكرها الحافظ الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (4/140). وقال في أحدها: ((رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح)). ومن هذا يتبين فعل الاختلاط عند عطاء بن السائب في هذا الحديث. ويبطل احتجاج الذهبي بما أورده!!

أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“