صفحة 1 من 1

بطلان أثر ابن عباس ومرة الذي جاء مقتبساً من الروايات الإسرائيلية التي تتناول مسألة الاستواء:

مرسل: الثلاثاء يوليو 23, 2024 2:01 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان أثر ابن عباس ومرة الذي جاء مقتبساً من الروايات الإسرائيلية التي تتناول مسألة الاستواء:

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث: روى إسماعيل السدي، عن مُرَّة الطيب، عن ابن مسعود، وعن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: {ثمَّ استوى إلى السماء} البقرة: 29. قال: ((إنَّ الله تعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئاً قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخاناً فارتفع ثم أيبس الماء فجعله أرضاً، ثمَّ فتقها فجعلها سبع أرضين، إلى أن قال: فلما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش.
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره عن موسى بن هارون، عن عمرو بن حماد، عن أسباط، عن السدي، وأخرجه البيهقي في ((الصفات))].

أقول في بيان بطلان هذا الأثر:

منكر إسرائيلي. رواه ابن جرير في ((تفسيره)) (1/194) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (379). ورجاله متكلم فيهم ومنهم باذام أو باذان أبو صالح الراوي عن ابن عباس ضعيف. انظر ((تهذيب الكمال)) (4/6). وانظر ترجمة السُّدِّي في ((تهذيب الكمال)) (3/137). وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة السُّدِّي في "تهذيب التهذيب" (1/274): [وقال عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت: سمعت الشعبي وقيل له أن السُّدِّي قد أُعْطِيَ حظاً من علم القرآن، فقال: قد أعطيَ حظاً من جهل بالقرآن]. قلت: ولا يشك من يقرأ الحديث من ((الأسماء والصفات)) ص (262و379) أنه من الحكايات المنقولة عن أهل الكتاب والممزوجة بتفسير القرآن الكريم. والمصنِّف كان كحاطب ليل يجمع من هنا وهناك كل ما يتوهم أنه يؤيِّد مراده وما يريد إثباته من عقيدته التجسيمية وهو معذور إذ كان في أوَّل الطلب ثمَّ تراجع عن الكتاب وما فيه من طامات كما أثبتناه في مقدّمة الكتاب، فاللهم غفرانك.