بطلان حديث أبي ذر الذي يتناول مسألة غياب الشمس:
مرسل: الثلاثاء يوليو 23, 2024 2:02 pm
بطلان حديث أبي ذر الذي يتناول مسألة غياب الشمس:
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا ابن أبي عمرو بن علان كتابة، أنَّ حنبلاً أخبرهم، نا هبة الله بن محمد، نا أبو علي بن المذهب، نا أبو بكر القطيعي، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، نا يزيد، حدثنا سفيان بن حسين، عن الحكم، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: كنتُ مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حمار عليه برذعة أو قطيفة، وذلك عند غروب الشمس، فقال لي: ((يا أبا ذر هل تدري أين تغيب هذه؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنها تغرب في عينٍ حمئة تنطلق حتى تخرَّ ساجدة تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع، فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغـرب حبسها، فتقول يا رب إنَّ مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غربت)). إسناده حسن].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
شاذ باطل تقدَّم تخريجه برقم (72). وجميع طرقه دائرة على إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه، ووقع في إسناد رواية مسلم (159): ((حدثنا يونس عن إبراهيم التيمي سمعه فيما أعلم عن أبيه)) فهذا يفيدنا الشك في اتصال السند ويشير إلى وجود انقطاع وقد تفرَّد بهذا الحديث إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر وهو مشكل، وله رواية عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعاً لكن بتتبع ألفاظها يمكن الحكم عليه أنه في غير هذه القضية وابن عمرو من رواة الإسرائيليات، وقد ورد في روايته عند أبي داود (4310) وأحمد ما نصه: ((ثمَّ قال عبدالله: وكان يقرأ الكتب)) فهذا تصريح بأنَّ هذه الفكرة نقلها من الكتب القديمة التي هي مصدر الإسرائيليات. وقد ذكرنا أن الشمس لا تذهب ولا تغيب عن وجه الأرض ولا لحظة واحدة. وقد أنكر ما جاء في هذا الحديث أقوام من أهل العلم كما ذكر الحافظ ابن حجر في شرحه في ((الفتح)) (6/299) حيث قال: [قال ابن العربي: أنكر قوم سجودها وهو صحيح ممكن، وتأوله قوم على ما هي عليه من التسخير الدائم، ولا مانع أن تخرج عن مجراها فتسجد ثمَّ ترجع، قلت: إن أراد بالخروج الوقوف فواضح وإلا فلا دليل على الخروج، ويحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكَّل بها من الملائكة أو تسجد بصورة الحال فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين]. فتأمل!!
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أخبرنا ابن أبي عمرو بن علان كتابة، أنَّ حنبلاً أخبرهم، نا هبة الله بن محمد، نا أبو علي بن المذهب، نا أبو بكر القطيعي، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، نا يزيد، حدثنا سفيان بن حسين، عن الحكم، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: كنتُ مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حمار عليه برذعة أو قطيفة، وذلك عند غروب الشمس، فقال لي: ((يا أبا ذر هل تدري أين تغيب هذه؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنها تغرب في عينٍ حمئة تنطلق حتى تخرَّ ساجدة تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع، فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغـرب حبسها، فتقول يا رب إنَّ مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غربت)). إسناده حسن].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
شاذ باطل تقدَّم تخريجه برقم (72). وجميع طرقه دائرة على إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه، ووقع في إسناد رواية مسلم (159): ((حدثنا يونس عن إبراهيم التيمي سمعه فيما أعلم عن أبيه)) فهذا يفيدنا الشك في اتصال السند ويشير إلى وجود انقطاع وقد تفرَّد بهذا الحديث إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر وهو مشكل، وله رواية عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعاً لكن بتتبع ألفاظها يمكن الحكم عليه أنه في غير هذه القضية وابن عمرو من رواة الإسرائيليات، وقد ورد في روايته عند أبي داود (4310) وأحمد ما نصه: ((ثمَّ قال عبدالله: وكان يقرأ الكتب)) فهذا تصريح بأنَّ هذه الفكرة نقلها من الكتب القديمة التي هي مصدر الإسرائيليات. وقد ذكرنا أن الشمس لا تذهب ولا تغيب عن وجه الأرض ولا لحظة واحدة. وقد أنكر ما جاء في هذا الحديث أقوام من أهل العلم كما ذكر الحافظ ابن حجر في شرحه في ((الفتح)) (6/299) حيث قال: [قال ابن العربي: أنكر قوم سجودها وهو صحيح ممكن، وتأوله قوم على ما هي عليه من التسخير الدائم، ولا مانع أن تخرج عن مجراها فتسجد ثمَّ ترجع، قلت: إن أراد بالخروج الوقوف فواضح وإلا فلا دليل على الخروج، ويحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكَّل بها من الملائكة أو تسجد بصورة الحال فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين]. فتأمل!!