صفحة 1 من 1

بطلان أثر سلمان الذي جاء بلفظ:( سبعة يظلهـم الله في ظـل عرشه..):

مرسل: الثلاثاء يوليو 23, 2024 2:05 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان أثر سلمان الذي جاء بلفظ:( سبعة يظلهـم الله في ظـل عرشه..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[وقال محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم التيمي، عن إبراهيم، عن الوليد بن عقبة، عن سلمان قال: ((سبعة يظلهـم الله في ظـل عرشه)) الحديث هذا موقوف ضعيف إسناد].

أقول في بيان بطلان هذا الأثر:

واهٍ منكر موقوف . رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة (المجسم) في كتاب "العرش" برقم (56) ورواه سعيد بن منصور في سننه ولم أره في المطبوع منه! قال الحافظ السيوطي في كتابه "تمهيد الفَرْش" ص (1): [وقد ورد من حديث سلمان: قال سعيد بن منصور في (كتاب السنن) له: حدثنا أبو معاوية عن إبراهيم الهجري عن الوليد بن عيينة عن سلمان..]. به. وقد عزاه لسعيد بن منصور الحافظ البوصيري في "اتحاف الخيرة المهرة" (8/67)، والحافظ ابن حجر في "الفتح" (2/144). ونبَّه البوصيري على أن في إسناده (إبراهيم الهجري)، يشير بذلك إلى ضعفه.
وفيه (إسماعيل بن إبراهيم التيمي) وهو ضعيف انظر ((تهذيب الكمال)) (3/39). وشيخه إبراهيم مختلف فيه من هو: ففي ترجمة إسماعيل في "تهذيب الكمال" (3/38) ذكر أنه يروي عن (إبراهيم بن الفضل المخزومي) والمخزومي متروك، وقال الذهبي نفسه في "الكاشف": ((تركه غير واحد)). انظر ((تهذيب الكمال)) (2/166). وحسبما ساق السيوطي إسناده وما حكاه الحافظ البوصيري فهو (إبراهيم بن مسلم الهجري) وكل منهما ضعيف بل متروك وسيأتي الآن الكلام على الهجري إن شاء الله تعالى! و(الوليد بن عقبة) الذي ذكر في هذا الإسناد صوابه (الوليد بن عتيبة الليثي) ووقع عند بعضهم بدل (عتيبة): (عيينة) وهو خطأ، وهو مجهول لم أر أحداً وثقه إلا أن ابن حبان أورده في "الثقات" (5/491). وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (8/149) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/10) وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/234) وأنه يروي عن سيدنا عليٍّ عليه السلام ولم يذكروه بجرح ولا تعديل! فهو مجهول الحال على التحقيق. أما سيدنا (سلمان) رضي الله عنه فكان قد قرأ الكتب القديمة كتب أهل الكتاب وينقل منها أحياناً، قال المزي في ترجمة سيدنا سلمان في ((تهذيب الكمال)) (11/247) نقلاً من ((الطبقات الكبرى)) (6/16-17) للإمام ابن سعد: ((قال محمد بن سعد: أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينةَ، وكان قبل ذلك يقرأ الكتب ويطلب الدِّين، وكان عبداً لقوم من بني قريظة....)). وروى البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (90) من حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان أنه قال: ((أجد في التوراة أنَّ الله حييٌ كريم يستحي أن يرد يدين خائبتين سئل بهما خيراً)). قلت: إن صحَّ أثر سيدنا سلمان هذا الذي أورده الذهبي فإنَّ إضافة العرش أو ذِكْرَه في الحديث منبثق من فكر أهل الكتاب وخاصة اليهود فإنه كان رضي الله عنه عبداً في بني قريظة الذين هم من جملة اليهود كما تقدَّم. وإنما قلتُ (إن صحَّ) لأنَّ الحافظ ابن حجر ذكره في ((الفتح)) (2/144/660) وقال في تأويل ظل الله تعالى: [وقيل المراد بظله: كرامته وحمايته كما يقال: فلانٌ في ظل الملك،... وقيل المراد ظل عرشـه ويـدل عليـه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن ((سبعة يظلهم الله في ظل عرشه))]. أقول: ليس إسناده حسناً! لأن فيه إبراهيم بن مسلم الهجري وقد قال الحافظ ابن حجر نفسه في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (1/143): [وقال ابن مَعِين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو زُرْعَة: ضعيف. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الترمذي: يُضَعَّفُ في الحديث. وقال النسائي: منكر الحديث. وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو أحمد ابن عَدِي: ومع ضعفه يُكْتَب حديثه وهو عندي ممن لا يجوز الاحتجاج بحديثه، وإبراهيم الخوزي عندي أصلح منه.. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان الهجري رفَّاعاً وضعَّفه. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث. وقال السعدي: يُضَعَّف حديثه. وقال الحربي: فيه ضعف. وقال علي بن الحسين بن الجنيد: متروك]. فرجل بهذا الحال وإن قال بعضهم فيه بأنه لا بأس فيه لا يكون حديثه أو إسناد هو فيه حسناً! فقد أخطأ الحافظ ابن حجر في تحسين إسناده وأخطأ الألباني المتناقض في "إرواء الغليل" (887) حينما قلَّد الحافظ ابن حجر في تحسين إسناده! وقد أصاب الذهبي وأنصف هنا – شيئاً ما - حينما قال: (موقوف ضعيف الإسناد). والصواب أنه أثر واهٍ.
والموقوف لا حجة فيه، ثم اعترف بضعفه وهو واهٍ على التحقيق بهذا الإسناد