صفحة 1 من 1

بيان بطلان زيادة لفظة العرش في حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( إنَّ الله يقول: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرش

مرسل: الثلاثاء يوليو 23, 2024 2:06 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان زيادة لفظة العرش في حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( إنَّ الله يقول: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث فليح، عن أبي طوالـة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إنَّ الله يقول: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي)). وقد ورد في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر ].


أقول في بيان بطلان ونكارة هذا الزيادة:

صحيح الإسناد دون ذكر (العرش) فإنَّ ذكره منكر. رواه مالك في الموطأ (1776) دون ذكر العرش عن أبي طوالة عن ابن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً ولفظه: ((اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)) وكذا رواه بهذا اللفظ مسلم في الصحيح (2566) والإمام أحمد في مواضعين (2/237و535)، والدارمي (2757). ولفظ مالك مقدّم على لفظ فليح، لكن فليح لم يروه إلا بلفظ مالك فرواه أحمد عنه في ثلاثة مواضع في مسنده (2/370و338و523) والطيالسي (2335) من طريق فليح بلفظ مالك، ولا أعلم لفليح في الكتب التسعة رواية إلا بلفظ مالك. والذي رواه بلفظ (في ظل عرشي) أحمد في ((المسند)) (4/128) من حديث العرباض بن سارية وإسناده ضعيف فهو منكر لمخالفته الأسانيد الصحيحة. وذكر الترمذي في سننه (2390) أن الحديث يروى عن غير هؤلاء من الصحابة إذ قال: ((وفي الباب عن أبي الدرداء وابن مسعود وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وأبي مالك الأشعري)) فلنستعرض روايات بعضهم مما وقفنا عليه لنتأكد من نكارة ذكر العرش في هذا الحديث فنقول:
1- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال: هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا انتساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون})). وليس فيه ذكر الظل ولا العرش، وهو صحيح رواه النسائي في الكبرى (6/362) وأبو يعلى (10/495) وابن حِبَّان في صحيحه (2/332)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/485) وغيرهم. فتبين بوضوح كيف يتصرف الرواة ويروون بالمعنى!
2- معاذ بن جبل: (الذي ذكر الترمذي هذا الكلام عنده) (2390): ((قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)). قال الترمذي: ((حسن صحيح)). ورواه أحمد في (5/233) بلفظ ((المتحابون في الله في ظل العرش..)) وهو من حديث شهر بن حوشب عن معاذ، ولا يثبت إسناده لأنَّ شهراً لم يسمعه من معاذ كما جاء عقبه عن شعبة في هذا الحديث وشهر متروك الرواية عند شعبة وهو كثير الأوهام. ورواه مالك في الموطأ (1779) وأحمد (5/233و247) وليس فيه ذكر العرش وإسناده صحيح، فما روي عن سيدنا معاذ وفيه ذكر (ظل العرش) منكر.
3- ورواه أبو سعيد الخدري عند أحمد (3/87) وليس فيه ذكر العرش والظل.
ومعنى (في ظلي) أي في كنفي وحمايتي أُنزل عليهم الطمأنينة {لا يحزنهم الفزع الأكبـر} {وهم من فزع يومئذ آمنون} {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. وقد استقصينا أكثر طرق حديث المحبة والمتحابون هذا في التعليق على النص رقم (210) فارجع إليه إن شئت الاستزادة.
وأقـول: الأحاديث التي فيها ذكر (ظل العرش) إما أنها لم تصح أو لم يصح ذلك اللفظ فيها ولم يثبت!! فدعوى أنها متواترة دعوى باطلة بعيدة عن الصحة جداً.