صفحة 1 من 1

بطلان زيادة لفظتي القناديل والعرش في أثر ابن مسعود الذي جاء فيه:( أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في الجنة في أيها شاءت، ث

مرسل: الأربعاء يوليو 24, 2024 1:50 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان زيادة لفظتي القناديل والعرش في أثر ابن مسعود الذي جاء فيه:( أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في الجنة في أيها شاءت، ثمَّ تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث مسروق، عن ابن مسعود في قوله: {بل أحياء عند ربهم يُرزقـون} آل عمران:169. قال: أما إنا سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في الجنة في أيها شاءت، ثمَّ تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فبينا هم كذلك إذ اطّلع عليهم ربك إطلاعة فقال: سلوني ما شئتم
رواه جماعة منهم جرير بن عبدالحميد، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن مسروق، عن عبدالله موقوفاً، أخرجه مسلم والترمذي والقزويني].

أقول في بيان بطلان ما ورد من زيادات:

موقوف ولا يصح فيه ذكر القناديل والعرش. رواه مسلم (3/1502/1887) والترمـذي (3011) وابن ماجه (2801) والدارمي (2410). قلت: ذِكْر العرش في الحديث لا يثبت وهو مستقى من الفكر الإسرائيلي، والدليل عليه أنَّ ابن مسعود رضي الله عنه لم يرفعه، وهو موقوف باعتراف الذهبي، وابن مسعود يقول في لفظ (قالوا) وفي لفظ (قال)، وهو على التحقيق مزيج من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ما أخذوه من الإسرائيليات أو ممن كان من أهل الكتاب ككعب الأحبار، والقسم المأخوذ منه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو ما جاء عن سيدنا كعب بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ أرواح الشهداء في طير خضر تَعْلُقُ من ثمر الجنة أو شجر الجنة)). رواه الترمذي (1641) وغيره وقال: ((حسن صحيح)) وهو كذلك. قال الزبيدي في شرح الإحياء ((اتحاف السادة المتقين)) (10/388):
((تَعْلُقُ بضم اللام أي تأكل العُلْقَة وهي ما يُتَبَلَّغ به من العيش)) وهذا مصداق قوله تعالى: {يُرْزَقون} ومن هذه اللفظة (تَعْلُقُ) وقد أُضِيف وزِيد في الحديث لفظ أو قضية التعلق بالعرش، وقد روى هذا الحديث أبو داود (2520) وأحمد (1/266) عن ابن عباس مرفوعاً وفيه ذكر القناديل والعرش إلا أن ذكرهما دخيل في الحديث فقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4/565) من حديث ابن عباس، وهو في مسند ابن أبي شيبة (برقم495) من حديث كعب بن مالك وبنت البراء بن معرور دون ذكر العرش والقناديل، وذكر سنده أيضاً أحمد في "المسند" (1/266) وروى عقبه عن ابن عباس مرفوعاً: ((الشهداء على بارق نهر الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية)) وسنده حسن، وكل هذه الروايات تُعَكِّرُ على لفظ العرش والقناديل، فذكرهما غير ثابت في الحديث.
وروى البخاري (2809و3982و6550و6567) والترمذي (3174) وأحمد في عدة مواضع في مسنده عن أنس رضي الله عنه قال: لـمَّا قُتِلَ حارثة قالت أُمُّهُ: يا رسول الله: قد علمت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة فأصبر، وإن يكن غير ذلك ترى ما أصنع، فقال لها: ((إنها جنان كثيرة وإنه في الفردوس الأعلى)).
قلت: ولم يذكر القناديل والعرش. وذكر الزبيدي في "شرح الإحياء" (10/388) روايات أخرى عن جماعة من الصحابة في بعضها ذكر العرش والقناديل، وهي إما ضعيفة لا تثبت، أو مما دخلت وأضيفت إليها تلك الألفاظ الدخيلة، لا سيما إذا كان راويها من صغار الصحابة كأبي سعيد أو ممن ذهب إلى الشام التي هي معقل كعب الأحبار.