بيان نكارة حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( ..لا تخيروني على موسى، فإنَّ الناس يصعقون فأكون أوَّل من يفيق فإذا موسى عليه ال
مرسل: الأربعاء يوليو 24, 2024 1:55 pm
بيان نكارة حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( ..لا تخيروني على موسى، فإنَّ الناس يصعقون فأكون أوَّل من يفيق فإذا موسى عليه السلام باطش بجانب العـرش...):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة أنَّ أبا هريرة قال: استبَّ رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين، وقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم عند ذلك يده ولطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره، فقال النبي : ((لا تخيروني على موسى، فإنَّ الناس يصعقون فأكون أوَّل من يفيق فإذا موسى عليه السلام باطش بجانب العـرش، فلا أدري كان ممن صعق فأفاق قبلي، أم كان ممن استثنى الله عزَّ وجل)). وكذا رواه الترمذي وغيره].
أقول في بيان نكارة هذا الحديث:
منكر عندنا، وصحيح عند غيرنا وعلى كلا الحالين لا دلالة فيه على العلو. رواه البخاري (2411و3408و6517و7472) ومسلم (2373) والترمذي (3245) وأبوداود (4671) وأحمد وغيرهم. وإننا نردّه ولا نقبله لأنه معارض لأمور:
1- أثبت الله تعالى في القرآن الكريم تفضيل بعض الأنبياء على بعض في مثل قوله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} وسيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الخلق في الدنيا ويوم القيامة، هذا اعتقادنا جميعاً فهو أفضل من سيدنا موسى عليه السلام، وقد أخبر بذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول مـن ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع)) رواه مسلم (2278) من حديث أبي هريرة ورواه الترمـذي (3615) وأبـوداود (4673) من حديث أبي سعيد.
2- أنَّ سيدنا موسى عليه السلام مدفون أيضاً في قبر مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جاء في صحيح مسلم (2375) [وانظر البخاري (1339)] أن النبي مرَّ به ليلة الإسراء فوجده قائماً في قبره يصلي، وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنه هو أول من تنشق الأرض عنه لا سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
3- أنَّ هذا الصعق يكون يوم القيامة أي بعد النفخة الثانية، ولأنَّ الصعق إنما يكون للأحياء الذين يكونون أحياء عند النفخة الأولى، والأنبياء وخيار الخلق من غيرهم قال الله فيهم {لا يحزنهم الفزع الأكبر} وقال تعالى {وهم من فزع يومئذ آمنون} فكيف يصعقون هنا بعد النفخة الثانية أي يوم القيامة؟ هذا محال عندنا. ولذا قال الحافظ في ((الفتح)) (6/444/3408) عن هذه القضايا: [... وقد اسْتُشْكِل، وجزم المزي فيما نقله ابن القيم في ((كتاب الروح)) أنَّ هذا اللفظ وَهمٌ من راويه وأنَّ الصواب ما وقع في رواية غيره، فأكون أول من يفيق، وأنَّ كونه F أول من تنشق عنه الأرض صحيح، لكنه في حديث آخر ليست فيه قصة موسى انتهى].
4- العرش إن أثبتناه هو جسم كبير جداً كما تقدَّم أكبر وأعظم من السموات والأرض فلا يمكن الأخذ بقوائمه. وورد في أحاديث أنكرناها وصححها الباقون أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر أنه يستأذن على ربه في داره وهي الجنة فيؤذن له فإذا رآه على العرش خرَّ ساجداً والجنة لا يدخلها أحد قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا سيدنا موسى عليه السلام ولا غيره. وقد سبق الكلام على تلك الأحاديث في تخريج الحديث رقم (49).
5- أنَّ العرش سقف الجنة أعلى من الفردوس كما جاء فيما صححوه وأنكرناه، وهي طبقات تتراءى كالكوكب الدري وأعلاها الفردوس والعرش فوق ذلك فكيف يصل إلى ذلك سيدنا موسى عليه السلام وهم بَعْدُ في أرض المحشر ولم يدخلوا الجنة.
فلهذا وغيره نرد قصة سيدنا موسى عليه السلام في هذا الحديث أو نرد الحديث بأسره لإشكاله، وهو على كل حال لا دلالة فيه على العلو الذي يريده الذهبي والسلام.
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة أنَّ أبا هريرة قال: استبَّ رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين، وقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم عند ذلك يده ولطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره، فقال النبي : ((لا تخيروني على موسى، فإنَّ الناس يصعقون فأكون أوَّل من يفيق فإذا موسى عليه السلام باطش بجانب العـرش، فلا أدري كان ممن صعق فأفاق قبلي، أم كان ممن استثنى الله عزَّ وجل)). وكذا رواه الترمذي وغيره].
أقول في بيان نكارة هذا الحديث:
منكر عندنا، وصحيح عند غيرنا وعلى كلا الحالين لا دلالة فيه على العلو. رواه البخاري (2411و3408و6517و7472) ومسلم (2373) والترمذي (3245) وأبوداود (4671) وأحمد وغيرهم. وإننا نردّه ولا نقبله لأنه معارض لأمور:
1- أثبت الله تعالى في القرآن الكريم تفضيل بعض الأنبياء على بعض في مثل قوله تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} وسيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الخلق في الدنيا ويوم القيامة، هذا اعتقادنا جميعاً فهو أفضل من سيدنا موسى عليه السلام، وقد أخبر بذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول مـن ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع)) رواه مسلم (2278) من حديث أبي هريرة ورواه الترمـذي (3615) وأبـوداود (4673) من حديث أبي سعيد.
2- أنَّ سيدنا موسى عليه السلام مدفون أيضاً في قبر مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جاء في صحيح مسلم (2375) [وانظر البخاري (1339)] أن النبي مرَّ به ليلة الإسراء فوجده قائماً في قبره يصلي، وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنه هو أول من تنشق الأرض عنه لا سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
3- أنَّ هذا الصعق يكون يوم القيامة أي بعد النفخة الثانية، ولأنَّ الصعق إنما يكون للأحياء الذين يكونون أحياء عند النفخة الأولى، والأنبياء وخيار الخلق من غيرهم قال الله فيهم {لا يحزنهم الفزع الأكبر} وقال تعالى {وهم من فزع يومئذ آمنون} فكيف يصعقون هنا بعد النفخة الثانية أي يوم القيامة؟ هذا محال عندنا. ولذا قال الحافظ في ((الفتح)) (6/444/3408) عن هذه القضايا: [... وقد اسْتُشْكِل، وجزم المزي فيما نقله ابن القيم في ((كتاب الروح)) أنَّ هذا اللفظ وَهمٌ من راويه وأنَّ الصواب ما وقع في رواية غيره، فأكون أول من يفيق، وأنَّ كونه F أول من تنشق عنه الأرض صحيح، لكنه في حديث آخر ليست فيه قصة موسى انتهى].
4- العرش إن أثبتناه هو جسم كبير جداً كما تقدَّم أكبر وأعظم من السموات والأرض فلا يمكن الأخذ بقوائمه. وورد في أحاديث أنكرناها وصححها الباقون أنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر أنه يستأذن على ربه في داره وهي الجنة فيؤذن له فإذا رآه على العرش خرَّ ساجداً والجنة لا يدخلها أحد قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا سيدنا موسى عليه السلام ولا غيره. وقد سبق الكلام على تلك الأحاديث في تخريج الحديث رقم (49).
5- أنَّ العرش سقف الجنة أعلى من الفردوس كما جاء فيما صححوه وأنكرناه، وهي طبقات تتراءى كالكوكب الدري وأعلاها الفردوس والعرش فوق ذلك فكيف يصل إلى ذلك سيدنا موسى عليه السلام وهم بَعْدُ في أرض المحشر ولم يدخلوا الجنة.
فلهذا وغيره نرد قصة سيدنا موسى عليه السلام في هذا الحديث أو نرد الحديث بأسره لإشكاله، وهو على كل حال لا دلالة فيه على العلو الذي يريده الذهبي والسلام.