بطلان حديث أنس الذي جاء بلفظ:( إذا نزل الله إلى السماء الدنيا نزل على عرشه):
مرسل: الثلاثاء يوليو 30, 2024 4:43 pm
بطلان حديث أنس الذي جاء بلفظ:( إذا نزل الله إلى السماء الدنيا نزل على عرشه):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث في "الفاروق" من طريق يحيى بن زكريا السني بمرو، نا العلاء بن عمرو، نا جرير، عن ليث بن أبي سُلَيم، عن بشر، عن أنس قال رسول الله : ((إذا نزل الله إلى السماء الدنيا نزل على عرشه)).
هذا إسناد ساقط، وبشر لا ندري من هو، وقد قال ابن مَنْدَه: روى نُعَيم بن حماد عن جرير بهذا لكن لفظه: ((إذا أراد أن ينزل عن عرشه نزل بذاته)) ، ولعل هذا موضوع].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
موضوع منكر واعترف الذهبي بأن إسناده ساقط. وقد رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/276برقم1674) فقال: [حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو بكر محمد بن عيسى الطرسوسي العنبري، ثنا نُعَيم بن حماد، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن بشر، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن الله تعالى إذا أراد أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل على عرشه))]. وذكره أبو يعلى في "إبطال التأويلات" برقم (263)، وابن عرَّق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" (1/147). والظاهر أن طابعي كتاب أبي نُعَيم أسقطوا لفظة بذاته لأن الحفاظ الذين ذكروا الحديث رووه عن نُعَيم بلفظ: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَنْزِلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا يَنْزِلُ عَنْ عَرْشِهِ بِذَاتِهِ) كما ذكره السيوطي في "ذيل اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" برقم (3) كما سيأتي وقال عقبه: [أتعبنا نُعَيم بن حماد من كثرة ما يأتي بهذه الطامات، وكم ندرأ عنه وعن الطرسوسي الراوي عنه، قال فيه ابن عَدِي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وهو في عداد من يسرق الحديث..]. وقال الحافظ ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/144): ((وقال نُعَيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه. قال أبو عمر: هذا ليس بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة)). أقول: ويعني هذا أن الله تعالى عما يقولون ينزل مع العرش وهو حديث مسلسل بالمُخرِّفين، ويكفي في سقوطه والحكم عليه بالوضع أن الهروي المجسم رواه في كتبه!! وأبو إسماعيل الأنصاري حنبلي مجسم صوفي مخرِّف اتحادي كان يقول بأنَّ ذبائح الأشعرية لا تحل، كما بين ذلك الإمام السبكي في ((طبقات الشافعية الكبرى)) (4/272) في ترجمة أبي عثمان الصابوني، وقال الذهبي عن كتاب "الفاروق" لأبي إسماعيل الأنصاري المجسم في "سير أعلام النبلاء" (18/509) وهو يصف هذا الهروي المجسم: [وكان طَوداً راسياً في السنة لا يتزلزل ولا يلين، لولا ما كدَّرَ كتابه "الفاروق في الصفات" بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها..]. أقول: كيف يكون طوداً في السنة وهو يروي الأكاذيب والأباطيل! إلا أن يكون طوداً في السنة الإسرائيلية والتجسيم! وانظر كتاب سيدنا الإمام عبدالله ابن الصديق أعلى الله درجته ((فتح المعين بنقد كتاب الأربعين)) ص (62) وحاشية ص (11). وتأتي ترجمته في موضعها من هذا الكتاب وهي الترجمة رقم (158) فانظر ما علَّقناه هناك.
واللفظ الآخر كذلك موضـوع. وهذه مخازٍ يندى لها الجبين حشا به الذهبي كتابه كبقية إخوانه المجسمة، وهذا الحديث أورده الحافظ السيوطي في كتابه ((ذيل الموضوعات)) ص (5) من طبعتنا برقم (3) فقال: [أبو نُعَيم في التاريخ: حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبوبكر محمد بن عيسى الطرسوسي، ثنا نُعَيم بن حماد، ثنا جرير، عن ليث، عن بشر، عن أنس قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته)). أقول- أي السيوطي-: أتعبنا نُعَيم بن حماد من كثرة ما يأتي بهذه الطامات، وكم ندرأ عنه وعن الطرسوسي الراوي عنه قال فيه ابن عَدِي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وهو في عداد من يسرق الحديث. وقال غيره: هو محدّث رَحَّال. فلا أدري البلاء في هذا الحديث منه أو من شيخه نُعَيم]. انتهى كلام السيوطي.
قلت: نُعَيم بن حماد مخرِّف وكذَّاب شهير تقدّم الكلام عليه وترجمته في ((تهذيب الكمال)) (29/466) وفيها أنه كان يضع قصصاً وأحاديث في ثلب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى. وعبارته هذه (ينـزل على عرشـه بذاتـه) أنكرها الحافظ ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/144) كما تقدَّم حيث قال: ((وقال نُعَيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه. قال أبو عمر: هذا ليس بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة)). وقال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى في ((تأنيب الخطيب)) ص (100طبعة جديدة) وص (73-74طبعة قديمة): [ونُعَيم بن حماد معروف باختلاق مثالب ضد أبي حنيفة، وكلام أهل الجرح فيه واسع الذيل، وذكره غير واحد من كبار علماء أصول الدين في عداد المجسمة، بل القائلين باللحم والدم، وكان هو ربيب ابن أبي مريم، وكلام أهل الجرح فيه معلوم، وهو أيضاً كان ربيب مقاتل بن سليمان شيخ المجسمة]. وهو واضع حديث أم الطفيل في أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه بصورة شاب موفِّـر رِجْـلاه في خضرة. انظر ((تهذيب الكمال)) (29/475) و ((دفع شبه التشبيه)) ص (152) للحافظ ابن الجوزي.
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث في "الفاروق" من طريق يحيى بن زكريا السني بمرو، نا العلاء بن عمرو، نا جرير، عن ليث بن أبي سُلَيم، عن بشر، عن أنس قال رسول الله : ((إذا نزل الله إلى السماء الدنيا نزل على عرشه)).
هذا إسناد ساقط، وبشر لا ندري من هو، وقد قال ابن مَنْدَه: روى نُعَيم بن حماد عن جرير بهذا لكن لفظه: ((إذا أراد أن ينزل عن عرشه نزل بذاته)) ، ولعل هذا موضوع].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
موضوع منكر واعترف الذهبي بأن إسناده ساقط. وقد رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/276برقم1674) فقال: [حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو بكر محمد بن عيسى الطرسوسي العنبري، ثنا نُعَيم بن حماد، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن بشر، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن الله تعالى إذا أراد أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل على عرشه))]. وذكره أبو يعلى في "إبطال التأويلات" برقم (263)، وابن عرَّق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" (1/147). والظاهر أن طابعي كتاب أبي نُعَيم أسقطوا لفظة بذاته لأن الحفاظ الذين ذكروا الحديث رووه عن نُعَيم بلفظ: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَنْزِلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا يَنْزِلُ عَنْ عَرْشِهِ بِذَاتِهِ) كما ذكره السيوطي في "ذيل اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" برقم (3) كما سيأتي وقال عقبه: [أتعبنا نُعَيم بن حماد من كثرة ما يأتي بهذه الطامات، وكم ندرأ عنه وعن الطرسوسي الراوي عنه، قال فيه ابن عَدِي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وهو في عداد من يسرق الحديث..]. وقال الحافظ ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/144): ((وقال نُعَيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه. قال أبو عمر: هذا ليس بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة)). أقول: ويعني هذا أن الله تعالى عما يقولون ينزل مع العرش وهو حديث مسلسل بالمُخرِّفين، ويكفي في سقوطه والحكم عليه بالوضع أن الهروي المجسم رواه في كتبه!! وأبو إسماعيل الأنصاري حنبلي مجسم صوفي مخرِّف اتحادي كان يقول بأنَّ ذبائح الأشعرية لا تحل، كما بين ذلك الإمام السبكي في ((طبقات الشافعية الكبرى)) (4/272) في ترجمة أبي عثمان الصابوني، وقال الذهبي عن كتاب "الفاروق" لأبي إسماعيل الأنصاري المجسم في "سير أعلام النبلاء" (18/509) وهو يصف هذا الهروي المجسم: [وكان طَوداً راسياً في السنة لا يتزلزل ولا يلين، لولا ما كدَّرَ كتابه "الفاروق في الصفات" بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها..]. أقول: كيف يكون طوداً في السنة وهو يروي الأكاذيب والأباطيل! إلا أن يكون طوداً في السنة الإسرائيلية والتجسيم! وانظر كتاب سيدنا الإمام عبدالله ابن الصديق أعلى الله درجته ((فتح المعين بنقد كتاب الأربعين)) ص (62) وحاشية ص (11). وتأتي ترجمته في موضعها من هذا الكتاب وهي الترجمة رقم (158) فانظر ما علَّقناه هناك.
واللفظ الآخر كذلك موضـوع. وهذه مخازٍ يندى لها الجبين حشا به الذهبي كتابه كبقية إخوانه المجسمة، وهذا الحديث أورده الحافظ السيوطي في كتابه ((ذيل الموضوعات)) ص (5) من طبعتنا برقم (3) فقال: [أبو نُعَيم في التاريخ: حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبوبكر محمد بن عيسى الطرسوسي، ثنا نُعَيم بن حماد، ثنا جرير، عن ليث، عن بشر، عن أنس قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته)). أقول- أي السيوطي-: أتعبنا نُعَيم بن حماد من كثرة ما يأتي بهذه الطامات، وكم ندرأ عنه وعن الطرسوسي الراوي عنه قال فيه ابن عَدِي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وهو في عداد من يسرق الحديث. وقال غيره: هو محدّث رَحَّال. فلا أدري البلاء في هذا الحديث منه أو من شيخه نُعَيم]. انتهى كلام السيوطي.
قلت: نُعَيم بن حماد مخرِّف وكذَّاب شهير تقدّم الكلام عليه وترجمته في ((تهذيب الكمال)) (29/466) وفيها أنه كان يضع قصصاً وأحاديث في ثلب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى. وعبارته هذه (ينـزل على عرشـه بذاتـه) أنكرها الحافظ ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/144) كما تقدَّم حيث قال: ((وقال نُعَيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه. قال أبو عمر: هذا ليس بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة)). وقال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى في ((تأنيب الخطيب)) ص (100طبعة جديدة) وص (73-74طبعة قديمة): [ونُعَيم بن حماد معروف باختلاق مثالب ضد أبي حنيفة، وكلام أهل الجرح فيه واسع الذيل، وذكره غير واحد من كبار علماء أصول الدين في عداد المجسمة، بل القائلين باللحم والدم، وكان هو ربيب ابن أبي مريم، وكلام أهل الجرح فيه معلوم، وهو أيضاً كان ربيب مقاتل بن سليمان شيخ المجسمة]. وهو واضع حديث أم الطفيل في أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه بصورة شاب موفِّـر رِجْـلاه في خضرة. انظر ((تهذيب الكمال)) (29/475) و ((دفع شبه التشبيه)) ص (152) للحافظ ابن الجوزي.