بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد):
مرسل: الثلاثاء يوليو 30, 2024 4:45 pm
بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء بلفظ:( إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث ابن جريج، نا يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي قال: ((إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد)). رواه مسلم ، وأحاديث نزول الباري تعالى متواترة قد سُقْتُ طرقه وتكلَّمت عليها بما أسأل عنه يوم القيامة، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
هذا كذب على الإمام مسلم! وهذا موضـوع إسرائيلي لم يروه مسلم. وإنما رواه بهذا اللفظ المنكر الباطل الترمذي (2382)!! وابن خزيمة (4/116/2482) والبغوي في "شرح السنة" (14/332/4143) والحاكم (1/418-419). وعندما يسوق الإنسان حديثاً يدَّعي بأنه في صحيح مسلم وهو موضوع أو منكر ويشفعه بدعوى تواتر النزول مع عدم صحة هذه الدعوى فإن هذا يُعَدُّ من الكذب البين! وسنتكلم بعد قليل إن شاء الله تعالى على سنده بالتفصيل.
ورواه الخلال في سنته ص (257) برقم (309) عن عبدالله بن سلام الإسرائيلـي. ولفظـه هناك: ((إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار عن عرشه، وقدميه على الكرسي فَيُقْعِدُ محمداً على الكرسي)). تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. ومنه نعلم من أين أتت هذه الأفكار الخبيثة التجسيمية الإسرائيلية التي يبثها عبد الله بن سلام الإسرائيلي وأمثاله في هذه الأمة فيحملها الحنابلة ويتبنونها ويقاتلون الناس ليثبتوا أنها أسُّ الإسلام وهي خرافات يهودية مصدرها التلموذ تنزَّه سيد الخلق نبينا الكريم أن تصدر عنه وهو الذي قال عن مثلها {وما قدروا الله حق قدره}! وقد أضاع الخلال صفحات كثيرة وهي من ص (209-260) لإثبات هذه الخرافة وهي إجلاس سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على العرش مع الله سبحانه تعالى الله عن ذلك الهُرَاء اليهودي. فارجع إليه إن شئت.
وعزو الذهبي الحديث هنا بهذا اللفظ المستشنع المنكر لصحيح مسلم جريمة اقترفها وتدليس وتلبيـس واضح!! فإن اعتذر له متعصب بأنه إنما عنى أصل الحديث. قلنا له: هذه خرافة باطلة وتعليل فاسد لا يقبل عند الله تعالى ولا عند عباده! وخاصة إذا كان لتضليل الناس عن الحقائق وإيهامهم بأنَّ هذا الكذب ثابت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!! فالتعصب للحق والتنزيه خير من التعصب للكذب والذهبي! والله المستعان!! وهذه الحروف ليست في صحيح مسلم البتة ودون إثباتها فيه خرط القتاد!! والمتناقض أثبت هذا الحديث الموضوع المكذوب في ((مختصر العلو)) واكتفى بأن يقول إنَّ عزوه لمسلم وهم من الذهبي فقال هناك ص (110) ما نصه: [قلت: عزوه لمسلم وهم، فإنه لم يخرجه بهذا اللفظ أصلاً، وإنما أخرج بالسند الذي ذكره المؤلف في الأصل لفظاً آخر (6/47). وأما هذا فإنما أخرجه الترمذي (2/61) وابن خزيمة (ق250/2) والحاكم (1/418) من طريق آخر عن أبي هريرة وصححوه]. قلت: الترمذي قال: (حسن غريب) وهذا تضعيف منه وليس تصحيحاً، وهذا المتناقض لا يعير لتصحيح الترمذي ولا لتصحيح ابن خزيمة والحاكم بالاً إلا إذا وافق هواه! ولو عزاه صوفي أو أشعري لصحيح مسلم وهو ليس فيه لأبرق وأرعد في ذلك ووصفه بالكذب والتدليس!
ومن قرأ الحديث من المصادر التي عزوناه إليها عرف أنه مكذوب موضوع مركب بذلك اللفظ، وإليكم صدر الحديث الذي يقول عنه الألباني وصححوه مع مقارنته بالرويات الصحيحة قبل الكلام على سنده لتدركوا القطعة الموضوعة المدسوسة من عقائد اليهود فيه:
[حدّث الوليد بن أبي الوليد أنَّ عقبة بن مسلم حدثه أن شُفَيَّاً حدَّثه أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع الناس عليه فقال: من هذا؟! قالوا: أبو هريرة. قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدّث الناس، فلمَّا سَكَتَ وخلا قلت: أنشدك الله بحق وحق لما حدثتني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمته فقال أبو هريرة: أفعل. لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم عقلته وعلمته ثمَّ نَشَغَ أبو هريرة نشغة فمكث قليلاً ثمَّ أفاق، فقال لأحدثنك حديثـاً... (ثلاثاً، وهذا من جملة دلائل وضع القصة، ونشغ: شهق حتى كاد يغشى عليه، لكن هنا قال: ((ثمَّ أفاق)) فهذا يفيد أنه أُغْمِيَ عليه!! وقد حصل ذلك من أبي هريرة ثلاث مرات قبل تحديثه بالحديث) ثمَّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ الله عزَّ وجلَّ إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أُمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال....))] الحديث بينما رواه مسلم (1905) والنَّسائي في الصغرى (6/23) وفي الكبرى (3/17/4345و5/30و6/478) والبيهقي (9/168) بلفظ: [عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة، فقال نَاتِلُ أهل الشام أيها الشيخ حدِّثنا حديثاً سمعته من رسول الله قال: نعم. سمعت رسول الله يقول: ((إنَّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد.... ورجل تعلم علماً..... ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله...))] وذكر الحديث. و(ناتل أهل الشام) وفي الرواية الأخرى فقال له (ناتل الشامي) وهو: ناتل بن قيس الحزامي الشامي من أهل فلسطين وهو تابعي. قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (10/355): [وكان ناتل مع معاوية في صفين وكان من سادات أهل الشام قاله ابن سعد. وقال ابن مَعِين: ما أعلمه رويَ عنه شيء.. وقال العسكري: خرج ناتل على عبد الملك فبعث إليه عمرو بن سعيد فقتله وحكى عن الليث أنه قُتِلَ سنة ست وستين].
فأولاً: هل يصح بعد هذا عزو الحديث المنكر المستبشع لمسلم في الصحيح؟!
وثانياً: أنَّ شُفَيَّ هذا كذَّاب عندي وهو يهودي وضَّاع. وذلك لأنَّ اسم ماتع اسم يهودي!! وكعب الأحبار اسمه كعب بن ماتع، وابن شفي بن ماتع واسمه حسين روى عن تُبَيْع الحميري ابن امرأة كعب الأحبار، وعن أبيه، وعن ابن عمرو راوي الإسرائيليات!! ومن ذلك تعلم الاتصال والعلاقة الوثيقة باليهودية وفكر التشبيه والتجسيم!!
ثمَّ إنَّ شُفَيَّ لا يعرف مَنْ هو جده ولا نسبه وقد نُسِبَ إلى الأصبحي تغطية على حقيقة أصله لا سيما لا يعرف اسم جده ولا آباؤه الأوَّلون!!
وقد توفي شفي بن ماتع سنة(105هـ) وأبو هريرة توفي سنة (57هـ)، وبين وفاتيهما نحو (50) عاماً. ولا ندري كم عاش إذ لم تذكر كتب التراجم ذلك، فالظاهر عندي الانقطاع.
ثالثاً: أن الوليد بن أبي الوليد قال عنه الحافظ ابن حجر في "التقريب" (7464): (لين الحديث)، أي: ضعيف. وقال ابن حِبَّان في "الثقات" (7/552): (ربما خالف على قلة روايته). وقد خالف هنا، فقد رواه مسلم (1905) وغيره كما تقدَّم من غير طريقه وليس فيه تلك الزيادة المنكرة. وتحايد مسلم روايته، وروايةُ الحديث من غير طريقه - باللفظ الذي لا نكارة فيه - تدل على أن روايته منكرة شاذة، والوليد ليس من رجال البخاري وليس له في صحيح مسلم إلا حديثاً واحداً في الآداب، وما قاله المعلق على "تهذيب الكمال" (31/109) فمما لا يعوَّل عليه وهو دال على قصوره وعلى عدم تتبعه لما روى الوليد وخالف فيه غيره! فإذا جعله البخاري ثلاثة فكيف نجعله واحداً مجمعاً على توثيقه كما ادَّعى المُعَلِّق على "تهذيب الكمال" ونخالف قول ابن حبان أنه يخالف وتضعيف الحافظ ابن حجر له والتغاضي عن روايته المنكرة هذه التي خالف فيها الرواية التي رواها مسلم في صحيحه (1905) والتي خلت من كل تلك المنكرات والترهات! وإذا كان البخاري قد عدَّ في تاريخه الوليد بن أبي الوليد ثلاثة أشخاص كما يقول ذلك المعلّق على "تهذيب الكمال" فأي واحد من هؤلاء الثلاثة راوي هذا الحديث؟! ومن قارن ما بين رواية الوليد بن أبي الوليد الشنيعة المنكرة وما بين رواية مسلم علم أن الوليد يخطىء ولا يعوَّل عليه في هذه الرواية! ولذلك قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب) وهذا تضعيف من الترمذي للحديث عند من يفهم هذه الصناعة. إلى هنا تم التدقيق بالقراءة 21/6/2024
رابعاً: ورواية الأئمة الأشد تَثَبُّتَاً وتحرياً كمسلم والنَّسائي لهذا الحديث دون تلك الزيادة الشنيعة والمقدمة الخرافية التي عزاها الذهبي لمسلم من أوضح الأدلة على أنه حديث معلٌّ باطل مردود!! والحمد لله رب العالمين.
ووالله لتُسْأَلَنَّ يوم القيامة عن عزو هذا الكذب إلى صحيح مسلم قبل أن تُسْأل عن تواتر حديث النزول!! الذي لم يتواتر ولم يصحَّ بالمفهوم الذي تريده!! وقد بينَّا أن النزول هو نزول مَلَك ينادي بأمر الله تعالى وقد صحت الأحاديث في أن الذي ينزل هو الـمَلَك، وقد فصَّلنا القول في ذلك فيما علقناه على ((دفع شبه التشبيه)) ص (192-197). وفي ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (343-346). مع أننا نميل أخيراً إلى أنَّ حديث النزول من أصله وبجميع طرقه ليس حديثاً ثابتاً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا قاله؛ وإنما هو من مقولات كعب الأحبار المنقولة من التوراة المحرَّفة!
(لا حول ولا قوة إلا بالله) على مصائب وكوارث وطامات هذا الكتاب الذي أتى بها الذهبي الذي يتظاهر بالتقوى والنسك فيحوقل!!
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث ابن جريج، نا يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي قال: ((إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد)). رواه مسلم ، وأحاديث نزول الباري تعالى متواترة قد سُقْتُ طرقه وتكلَّمت عليها بما أسأل عنه يوم القيامة، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
هذا كذب على الإمام مسلم! وهذا موضـوع إسرائيلي لم يروه مسلم. وإنما رواه بهذا اللفظ المنكر الباطل الترمذي (2382)!! وابن خزيمة (4/116/2482) والبغوي في "شرح السنة" (14/332/4143) والحاكم (1/418-419). وعندما يسوق الإنسان حديثاً يدَّعي بأنه في صحيح مسلم وهو موضوع أو منكر ويشفعه بدعوى تواتر النزول مع عدم صحة هذه الدعوى فإن هذا يُعَدُّ من الكذب البين! وسنتكلم بعد قليل إن شاء الله تعالى على سنده بالتفصيل.
ورواه الخلال في سنته ص (257) برقم (309) عن عبدالله بن سلام الإسرائيلـي. ولفظـه هناك: ((إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار عن عرشه، وقدميه على الكرسي فَيُقْعِدُ محمداً على الكرسي)). تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. ومنه نعلم من أين أتت هذه الأفكار الخبيثة التجسيمية الإسرائيلية التي يبثها عبد الله بن سلام الإسرائيلي وأمثاله في هذه الأمة فيحملها الحنابلة ويتبنونها ويقاتلون الناس ليثبتوا أنها أسُّ الإسلام وهي خرافات يهودية مصدرها التلموذ تنزَّه سيد الخلق نبينا الكريم أن تصدر عنه وهو الذي قال عن مثلها {وما قدروا الله حق قدره}! وقد أضاع الخلال صفحات كثيرة وهي من ص (209-260) لإثبات هذه الخرافة وهي إجلاس سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على العرش مع الله سبحانه تعالى الله عن ذلك الهُرَاء اليهودي. فارجع إليه إن شئت.
وعزو الذهبي الحديث هنا بهذا اللفظ المستشنع المنكر لصحيح مسلم جريمة اقترفها وتدليس وتلبيـس واضح!! فإن اعتذر له متعصب بأنه إنما عنى أصل الحديث. قلنا له: هذه خرافة باطلة وتعليل فاسد لا يقبل عند الله تعالى ولا عند عباده! وخاصة إذا كان لتضليل الناس عن الحقائق وإيهامهم بأنَّ هذا الكذب ثابت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!! فالتعصب للحق والتنزيه خير من التعصب للكذب والذهبي! والله المستعان!! وهذه الحروف ليست في صحيح مسلم البتة ودون إثباتها فيه خرط القتاد!! والمتناقض أثبت هذا الحديث الموضوع المكذوب في ((مختصر العلو)) واكتفى بأن يقول إنَّ عزوه لمسلم وهم من الذهبي فقال هناك ص (110) ما نصه: [قلت: عزوه لمسلم وهم، فإنه لم يخرجه بهذا اللفظ أصلاً، وإنما أخرج بالسند الذي ذكره المؤلف في الأصل لفظاً آخر (6/47). وأما هذا فإنما أخرجه الترمذي (2/61) وابن خزيمة (ق250/2) والحاكم (1/418) من طريق آخر عن أبي هريرة وصححوه]. قلت: الترمذي قال: (حسن غريب) وهذا تضعيف منه وليس تصحيحاً، وهذا المتناقض لا يعير لتصحيح الترمذي ولا لتصحيح ابن خزيمة والحاكم بالاً إلا إذا وافق هواه! ولو عزاه صوفي أو أشعري لصحيح مسلم وهو ليس فيه لأبرق وأرعد في ذلك ووصفه بالكذب والتدليس!
ومن قرأ الحديث من المصادر التي عزوناه إليها عرف أنه مكذوب موضوع مركب بذلك اللفظ، وإليكم صدر الحديث الذي يقول عنه الألباني وصححوه مع مقارنته بالرويات الصحيحة قبل الكلام على سنده لتدركوا القطعة الموضوعة المدسوسة من عقائد اليهود فيه:
[حدّث الوليد بن أبي الوليد أنَّ عقبة بن مسلم حدثه أن شُفَيَّاً حدَّثه أنه دخل المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع الناس عليه فقال: من هذا؟! قالوا: أبو هريرة. قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدّث الناس، فلمَّا سَكَتَ وخلا قلت: أنشدك الله بحق وحق لما حدثتني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمته فقال أبو هريرة: أفعل. لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم عقلته وعلمته ثمَّ نَشَغَ أبو هريرة نشغة فمكث قليلاً ثمَّ أفاق، فقال لأحدثنك حديثـاً... (ثلاثاً، وهذا من جملة دلائل وضع القصة، ونشغ: شهق حتى كاد يغشى عليه، لكن هنا قال: ((ثمَّ أفاق)) فهذا يفيد أنه أُغْمِيَ عليه!! وقد حصل ذلك من أبي هريرة ثلاث مرات قبل تحديثه بالحديث) ثمَّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنَّ الله عزَّ وجلَّ إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أُمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال....))] الحديث بينما رواه مسلم (1905) والنَّسائي في الصغرى (6/23) وفي الكبرى (3/17/4345و5/30و6/478) والبيهقي (9/168) بلفظ: [عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة، فقال نَاتِلُ أهل الشام أيها الشيخ حدِّثنا حديثاً سمعته من رسول الله قال: نعم. سمعت رسول الله يقول: ((إنَّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد.... ورجل تعلم علماً..... ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله...))] وذكر الحديث. و(ناتل أهل الشام) وفي الرواية الأخرى فقال له (ناتل الشامي) وهو: ناتل بن قيس الحزامي الشامي من أهل فلسطين وهو تابعي. قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (10/355): [وكان ناتل مع معاوية في صفين وكان من سادات أهل الشام قاله ابن سعد. وقال ابن مَعِين: ما أعلمه رويَ عنه شيء.. وقال العسكري: خرج ناتل على عبد الملك فبعث إليه عمرو بن سعيد فقتله وحكى عن الليث أنه قُتِلَ سنة ست وستين].
فأولاً: هل يصح بعد هذا عزو الحديث المنكر المستبشع لمسلم في الصحيح؟!
وثانياً: أنَّ شُفَيَّ هذا كذَّاب عندي وهو يهودي وضَّاع. وذلك لأنَّ اسم ماتع اسم يهودي!! وكعب الأحبار اسمه كعب بن ماتع، وابن شفي بن ماتع واسمه حسين روى عن تُبَيْع الحميري ابن امرأة كعب الأحبار، وعن أبيه، وعن ابن عمرو راوي الإسرائيليات!! ومن ذلك تعلم الاتصال والعلاقة الوثيقة باليهودية وفكر التشبيه والتجسيم!!
ثمَّ إنَّ شُفَيَّ لا يعرف مَنْ هو جده ولا نسبه وقد نُسِبَ إلى الأصبحي تغطية على حقيقة أصله لا سيما لا يعرف اسم جده ولا آباؤه الأوَّلون!!
وقد توفي شفي بن ماتع سنة(105هـ) وأبو هريرة توفي سنة (57هـ)، وبين وفاتيهما نحو (50) عاماً. ولا ندري كم عاش إذ لم تذكر كتب التراجم ذلك، فالظاهر عندي الانقطاع.
ثالثاً: أن الوليد بن أبي الوليد قال عنه الحافظ ابن حجر في "التقريب" (7464): (لين الحديث)، أي: ضعيف. وقال ابن حِبَّان في "الثقات" (7/552): (ربما خالف على قلة روايته). وقد خالف هنا، فقد رواه مسلم (1905) وغيره كما تقدَّم من غير طريقه وليس فيه تلك الزيادة المنكرة. وتحايد مسلم روايته، وروايةُ الحديث من غير طريقه - باللفظ الذي لا نكارة فيه - تدل على أن روايته منكرة شاذة، والوليد ليس من رجال البخاري وليس له في صحيح مسلم إلا حديثاً واحداً في الآداب، وما قاله المعلق على "تهذيب الكمال" (31/109) فمما لا يعوَّل عليه وهو دال على قصوره وعلى عدم تتبعه لما روى الوليد وخالف فيه غيره! فإذا جعله البخاري ثلاثة فكيف نجعله واحداً مجمعاً على توثيقه كما ادَّعى المُعَلِّق على "تهذيب الكمال" ونخالف قول ابن حبان أنه يخالف وتضعيف الحافظ ابن حجر له والتغاضي عن روايته المنكرة هذه التي خالف فيها الرواية التي رواها مسلم في صحيحه (1905) والتي خلت من كل تلك المنكرات والترهات! وإذا كان البخاري قد عدَّ في تاريخه الوليد بن أبي الوليد ثلاثة أشخاص كما يقول ذلك المعلّق على "تهذيب الكمال" فأي واحد من هؤلاء الثلاثة راوي هذا الحديث؟! ومن قارن ما بين رواية الوليد بن أبي الوليد الشنيعة المنكرة وما بين رواية مسلم علم أن الوليد يخطىء ولا يعوَّل عليه في هذه الرواية! ولذلك قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب) وهذا تضعيف من الترمذي للحديث عند من يفهم هذه الصناعة. إلى هنا تم التدقيق بالقراءة 21/6/2024
رابعاً: ورواية الأئمة الأشد تَثَبُّتَاً وتحرياً كمسلم والنَّسائي لهذا الحديث دون تلك الزيادة الشنيعة والمقدمة الخرافية التي عزاها الذهبي لمسلم من أوضح الأدلة على أنه حديث معلٌّ باطل مردود!! والحمد لله رب العالمين.
ووالله لتُسْأَلَنَّ يوم القيامة عن عزو هذا الكذب إلى صحيح مسلم قبل أن تُسْأل عن تواتر حديث النزول!! الذي لم يتواتر ولم يصحَّ بالمفهوم الذي تريده!! وقد بينَّا أن النزول هو نزول مَلَك ينادي بأمر الله تعالى وقد صحت الأحاديث في أن الذي ينزل هو الـمَلَك، وقد فصَّلنا القول في ذلك فيما علقناه على ((دفع شبه التشبيه)) ص (192-197). وفي ((صحيح شرح العقيدة الطحاوية)) ص (343-346). مع أننا نميل أخيراً إلى أنَّ حديث النزول من أصله وبجميع طرقه ليس حديثاً ثابتاً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا قاله؛ وإنما هو من مقولات كعب الأحبار المنقولة من التوراة المحرَّفة!
(لا حول ولا قوة إلا بالله) على مصائب وكوارث وطامات هذا الكتاب الذي أتى بها الذهبي الذي يتظاهر بالتقوى والنسك فيحوقل!!