Page 1 of 1

بيان عدم ورود عبارة:( وفوقهاـ يقصد الفردوس ـ عرش الرحمن عزَّ وجل) التي يريد المجسمة إلصاقها بالحديث:

Posted: Thu Aug 01, 2024 12:02 pm
by عود الخيزران
بيان عدم ورود عبارة:( وفوقهاـ يقصد الفردوس ـ عرش الرحمن عزَّ وجل) التي يريد المجسمة إلصاقها بالحديث:

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث روح بن عبادة، حدثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، أنَّ الرُّبَيِّع بنت النضر أتت النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابنها الحارث بن سراقة أُصيب يوم بدر فقالت: يا رسول الله أخبرني عن حارثة، فإن كان في الجنة احتسبت وصبرت، وإن كان لم يصب الجنة اجتهدت في الدعاء، فقال: ((يا أُمَّ حارثة إنها جنان في الجنة، وإنَّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى))
والفردوس ربو الجنة وأوسطها أفضلها، يعني: وفوقها عرش الرحمن عزَّ وجل.
قال ثابت عن أنس: خرج حارثة يوم بدر نظاراً، لم يخرج لقتال كان غلاماً، فجاءه سهم في نحره فقتله.... الحديث].

أقول في التعليق على هذا الحديث:

إسناده صحيح وليس في الحديث (وفوقها عرش الرحمن). رواه الترمذي (3174) من طريق روح بهذا الإسناد وليس للعرش فيه ذِكْرٌ، ولفظه: [حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ النَّضْرِ أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وَكَانَ ابْنُهَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَاقَةَ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَتْ أَخْبِرْنِي عَنْ حَارِثَةَ لَئِنْ كَانَ أَصَابَ خَيْراً احْتَسَبْتُ وَصَبَرْتُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْ الْخَيْرَ اجْتَهَدْتُ فِي الدُّعَاءِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: ((يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جَنَّةٌ فِي جَنَّةٍ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى)). وَالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا. قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ]. فزيادة (...وفوقها عرش الرحمن) تفسيرٌ وزيادةٌ من أحد الرواة كما هو واضح. وقد رواه البخاري (2809و3982و6550و6567) وأحمد في ستة مواضع من طرق وليس في جميع هذه الروايات ذِكْرٌ للعرش. ولفظ البخاري (2809): [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ F فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ قَالَ: ((يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى))]. فزيادات الرواة وتصرُّفاتهم – عندما يتم تتبعها وكشفها – لا يجوز أن تكون أصولاً شرعية تُبنى عليها العقائد! التي يجب أن تبنى على أصول راسخة قطعية لا يصح أن يكون للخطأ فيها مجال! فلا دلالة في الحديث لما يريد الذهبي إثباته