بيان اضطراب حديث أنس الذي جاء فيه:( والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها، فما دروا كيف يكتبون
Posted: Thu Aug 01, 2024 12:04 pm
بيان اضطراب حديث أنس الذي جاء فيه:( والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها، فما دروا كيف يكتبونها، حتى رفعوه إلى ذي العزة فقال: اكتبوها كما قـال عبـدي..):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أنبأنا الفخر علي المقدسي، نا عمر بن محمد، نا أبوبكر الأنصاري، نا أبومحمد الجوهري، نا عبدالله بن موسى الهاشمي، نا الحسن بن الطيب إملاء، نا قتيبة بن سعيد، نا خلف بن خليفة، عن حفص ابن أخي أنس عن أنس قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحلْقة إذ جاء رجل فسلَّم فردَّ عليه، فلمَّا جلس قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي :
((والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها، فما دروا كيف يكتبونها، حتى رفعوه إلى ذي العزة فقال: اكتبوها كما قـال عبـدي)) أخرجه النَّسائي.
أقول في بيان اضطراب هذا الحديث:
مضطرب ضعيف منكر ولا دلالة فيه على العلو. لأنه يقال: رُفِع الأمر إلى القاضي. ولا يدل هذا على أنه في السماء أو فوق العرش. ومنه حديث أنس عند أحمد في "مسنده" (3/252): ((أن رسول الله لم يُرْفَع إليه قصاص قط إلا أمر بالعفو)). وهذا الحديث الذي أورده الذهبي رواه النَّسائي في "السنن الكبرى" (4/409/7718) و (6/92/10173). وفي إسناده خلف بـن خليفة وكان قد اختلط، وقال فيه ابن عَدِي: ((أرجو أنه لا بأس به ولا أُبَـرِّئُه من أن يخطىء في بعض الأحايين في بعض رواياته)). وخالفت هذه الرواية رواية أبي داود (1495) فقد رواه أبوداود من طريق خليفة، عن حفص، عن سيدنا أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً ورجل يصلي ثمَّ دعا ((اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد... فقال النبي F ((لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دُعِيَ به أجاب وإذا سئل به أعطى)). وللحديث الذي ذكره الذهبي ألفاظ أخرى بغير ذلك اللفظ ليس فيها (رفعوه) منها عند ابن حِبَّان في "الصحيح" (3/125) ولفظه عن أنس أيضاً: [والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها فما دروا كيف يكتبونها فرجعوه إلى ذي العزة جل ذكره فقال: اكتبوها كما قال عبدي]. وعند أحمد (3/269): [حدثنا بهز، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أنس قال: جاء رجل والنبي F في الصلاة فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه فلما قضى النبي F الصلاة قال: ((أيكم القائل كذا وكذا؟)) قال: فأرَمَّ القوم. قال: فأعادها ثلاث مرات. فقال رجل: أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير. قال: فقال النبي F: ((لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم عز وجل قال اكتبوها كما قال عبدي))]. وأصل الحديث فيما أرى هو ما رواه مالك في "الموطأ" (491) والبخاري في صحيحه (799) [عَنْ رِفَاعَة بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ كُنَّا يَوْماً نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ F فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: (رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ) فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((مَنْ الْمُتَكَلِّمُ؟)) قَالَ: أَنَا. قَالَ: ((رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ))]. ورواه ابن خزيمة (1/237) وأن ذلك في الصلاة كحديث رِفَاعَة عن أنس بلفظ: [لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم فقال: اكتبوها كما قال عبدي]. بدون لفظ (يرفعها) أو (يصعد بها) أو نحو ذلك، وبه يدرك العاقل كيف يتصرَّفُ الرواة في اللفظ. وكيف أنه لا يجوز البناء على زيادة الراوي أو حديث الآحاد أصولاً وقواعد، لأنها تكون مبنية على جرف هار! وفيما ذكرناه كفاية والله المعين.
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أنبأنا الفخر علي المقدسي، نا عمر بن محمد، نا أبوبكر الأنصاري، نا أبومحمد الجوهري، نا عبدالله بن موسى الهاشمي، نا الحسن بن الطيب إملاء، نا قتيبة بن سعيد، نا خلف بن خليفة، عن حفص ابن أخي أنس عن أنس قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحلْقة إذ جاء رجل فسلَّم فردَّ عليه، فلمَّا جلس قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي :
((والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها، فما دروا كيف يكتبونها، حتى رفعوه إلى ذي العزة فقال: اكتبوها كما قـال عبـدي)) أخرجه النَّسائي.
أقول في بيان اضطراب هذا الحديث:
مضطرب ضعيف منكر ولا دلالة فيه على العلو. لأنه يقال: رُفِع الأمر إلى القاضي. ولا يدل هذا على أنه في السماء أو فوق العرش. ومنه حديث أنس عند أحمد في "مسنده" (3/252): ((أن رسول الله لم يُرْفَع إليه قصاص قط إلا أمر بالعفو)). وهذا الحديث الذي أورده الذهبي رواه النَّسائي في "السنن الكبرى" (4/409/7718) و (6/92/10173). وفي إسناده خلف بـن خليفة وكان قد اختلط، وقال فيه ابن عَدِي: ((أرجو أنه لا بأس به ولا أُبَـرِّئُه من أن يخطىء في بعض الأحايين في بعض رواياته)). وخالفت هذه الرواية رواية أبي داود (1495) فقد رواه أبوداود من طريق خليفة، عن حفص، عن سيدنا أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً ورجل يصلي ثمَّ دعا ((اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد... فقال النبي F ((لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دُعِيَ به أجاب وإذا سئل به أعطى)). وللحديث الذي ذكره الذهبي ألفاظ أخرى بغير ذلك اللفظ ليس فيها (رفعوه) منها عند ابن حِبَّان في "الصحيح" (3/125) ولفظه عن أنس أيضاً: [والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها فما دروا كيف يكتبونها فرجعوه إلى ذي العزة جل ذكره فقال: اكتبوها كما قال عبدي]. وعند أحمد (3/269): [حدثنا بهز، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أنس قال: جاء رجل والنبي F في الصلاة فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه فلما قضى النبي F الصلاة قال: ((أيكم القائل كذا وكذا؟)) قال: فأرَمَّ القوم. قال: فأعادها ثلاث مرات. فقال رجل: أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير. قال: فقال النبي F: ((لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم عز وجل قال اكتبوها كما قال عبدي))]. وأصل الحديث فيما أرى هو ما رواه مالك في "الموطأ" (491) والبخاري في صحيحه (799) [عَنْ رِفَاعَة بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ كُنَّا يَوْماً نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ F فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ: (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: (رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ) فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: ((مَنْ الْمُتَكَلِّمُ؟)) قَالَ: أَنَا. قَالَ: ((رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ))]. ورواه ابن خزيمة (1/237) وأن ذلك في الصلاة كحديث رِفَاعَة عن أنس بلفظ: [لقد ابتدرها اثنا عشر ملكاً فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم فقال: اكتبوها كما قال عبدي]. بدون لفظ (يرفعها) أو (يصعد بها) أو نحو ذلك، وبه يدرك العاقل كيف يتصرَّفُ الرواة في اللفظ. وكيف أنه لا يجوز البناء على زيادة الراوي أو حديث الآحاد أصولاً وقواعد، لأنها تكون مبنية على جرف هار! وفيما ذكرناه كفاية والله المعين.