Page 1 of 1

بطلان حديث أنس الذي جاء فيه عن رب العزة:( وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا تبكينَّ عينُ عبد في الدنيا من خشيتي إلا أكثر

Posted: Thu Aug 01, 2024 12:06 pm
by عود الخيزران
بطلان حديث أنس الذي جاء فيه عن رب العزة:( وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا تبكينَّ عينُ عبد في الدنيا من خشيتي إلا أكثرت ضحكها في الجنة):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[أنبأني جماعة عن محمود بن أحمد العبدكوي، نا إسماعيل بـن محمد الحافظ، نا رزق الله التميمي، نا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، نا محمد بن الحسن الكوفي، نا محمد بن يونس القرشي، نا أبو عتاب، نا مبارك بن فضالة، نا ثابت، عن أنس قال: تلا رسول الله {ناراً وقودها الناس والحجارة} التحريم: 6 وبين يديه رجل أسود فهتف بالبكاء، فنزل جبريل فقال: مَنْ هذا؟ قـال: رجل من الحبشة، وأثنى عليه، قال: فإنَّ الله يقول: ((وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا تبكينَّ عينُ عبد في الدنيا من خشيتي إلا أكثرت ضحكها في الجنة)). هذا الحديث في نقدي موضوع، والقرشي ليس بثقة، والكوفي لا أعرفه، فلعلَّه آفته].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

محمد بن يونس القرشي؛ هو الكُدَيمي الكذاب المشهور.
والحديث موضوع منكر. رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (1/489/799) وفي سنده الكُدَيمي وضاع كذاب له ترجمة مطوَّلة في ((تهذيب الكمال)) (27/66-81) وفيها قال الدارقطني: ((كان الكُدَيمي يتهم بوضع الحديث)) وكَذَّبَهُ أبو داود وأحمد بن حنبل وسليمان الشاذكوني. وتلميذه الكوفي صرَّح الذهبي بأنه لا يعرفه وكفى بهذا للحكم على الحديث بالوضع.
والحديث عند البيهقي في "الشُّعَب" من رواية أحمد بن عبيد الصفار عن الكُدَيمي فبرئت عهدة الكوفي وظهر أنَّ آفته الكُدَيمي وليس كما توقع الذهبي أنَّ آفته الكوفي، وفي رواية البيهقي زيادة لم يذكرها الذهبي في روايته وقعت بعد الآية مباشرة وهي: ((أُوْقِدَ عليها ـ أي النار ـ ألف سنة حتى احمرَّت، وألف عام حتى ابيضَّت، وألف عام حتى اسودَّت، فهي سوداء مظلمة، لا يطفأ لَهَبها)). قال الحافظ الزبيدي في ((اتحاف السادة المتقين)) (10/514) بعد أن ذكر بعض رواياته: [وأخرجه البيهقي في "البعث" من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه عن علقمة عن عاصم عن أبي صالح عن كعب (الأحبار اليهودي الأصل). وقال: هذا أصح. فتبين بهذا أنه من الإسرائيليات]. فتأملوا!!