بيان اضطراب حديث أنس الذي جاء فيه:( أُذِنَ لي أن أُحَدِّث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أُذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائ
Posted: Thu Aug 01, 2024 12:07 pm
بيان اضطراب حديث أنس الذي جاء فيه:( أُذِنَ لي أن أُحَدِّث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أُذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة سنة):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعاً: ((أُذِنَ لي أن أُحَدِّث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أُذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة سنة)). إسناده صحيح].
لأقول في بيان اضطراب هذا الحديث:
مضطرب ولا دلالة فيه على العلو. والظاهر أنه من الإسرائيليات كما يأتي في آخر تخريجه! رواه أبو داود في ((السنن)) (4/232/4727) ووقع عند الطبراني في "الأوسط" (4/356) بلفظ: ((سبعين عاماً)) وعنده أيضاً (2/199) ((أربعمائة عام)). وكذلك أيضاً (6/314) ((سبعمائة سنة)) (!!) وإبراهيم بن طهمان وإن كان من رجال الستة فقد قال عنه ابن حِبَّان في ((الثقات)) (6/27): ((قد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات، وقد تفرَّد عن الثقات بأشياء معضلات)). ودافعوا عنه في كتب الرجال إلا أن دفاعهم لا ينفي أن في أحاديثه بعض المعضلات كهذا. ثمَّ إنَّ أحاديث محمد بن المنكدر عن جابر مما ينبغي للباحث أن يقف عندها لتمحيصها فإنَّ في بعضها اختلال كما يظهر لي. وقد ذكر الحافظ الزبيدي في ((شرح الإحياء)) (10/465-466) روايات لهذا الحديث عديدة فليتأمل هذا!! وله أسانيد أخرى بألفاظ متقاربة، منها: عند أبي يعلى (11/496) بسند صححه ابن حجر في "المطالب العالية" (3/267) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أُذِنَ لي أن أُحَدِّث عن مَلَك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول: سبحانك أين كنت؟ وأين تكون؟)). وأعلَّه الدارقطني في "العلل" (8/156) وفي هذا اللفظ تنزيه الله تعالى عن المكان بعبارة صريحة! ورواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (2/106) من حديث ابن عمر مرفوعاً وفي إسناده أبو معشر نجيح المدني وهو ضعيف، ورواه أبو الشيخ في "العظمة" (3/948) من حديث ابن عباس، ورواه أبو نُعَيم في "الحلية" (3/158) من حديث جابر وابن عباس وقال عقبه: [غريب من حديث محمد عن ابن عباس، لم نكتبه إلا من حديث جعفر، عن ابن عجلان، وحديث جابر قد رواه عن محمد وغيره]. قلت: وفيه من لم أعرفهم.
وقد جاء هذا الكلام منقولاً عن كعب الأحبار فقد رواه أبو نُعَيم في "الحلية" (6/4) بسند حسن من كلام كعب الأحبار اليهودي، ولفظه: (عن كعب قال: إن لله تعالى ملكاً على صورة ديك رجلاه في التخوم الأسفل من الأرض ورأسه تحت العرش، فما من ليلة إلا والجبار تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول ألا من سائل فيعطى ألا من تائب فيتاب عليه ألا من مستغفر فيغفر له).
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن ابن المنكدر، عن جابر مرفوعاً: ((أُذِنَ لي أن أُحَدِّث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أُذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة سنة)). إسناده صحيح].
لأقول في بيان اضطراب هذا الحديث:
مضطرب ولا دلالة فيه على العلو. والظاهر أنه من الإسرائيليات كما يأتي في آخر تخريجه! رواه أبو داود في ((السنن)) (4/232/4727) ووقع عند الطبراني في "الأوسط" (4/356) بلفظ: ((سبعين عاماً)) وعنده أيضاً (2/199) ((أربعمائة عام)). وكذلك أيضاً (6/314) ((سبعمائة سنة)) (!!) وإبراهيم بن طهمان وإن كان من رجال الستة فقد قال عنه ابن حِبَّان في ((الثقات)) (6/27): ((قد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات، وقد تفرَّد عن الثقات بأشياء معضلات)). ودافعوا عنه في كتب الرجال إلا أن دفاعهم لا ينفي أن في أحاديثه بعض المعضلات كهذا. ثمَّ إنَّ أحاديث محمد بن المنكدر عن جابر مما ينبغي للباحث أن يقف عندها لتمحيصها فإنَّ في بعضها اختلال كما يظهر لي. وقد ذكر الحافظ الزبيدي في ((شرح الإحياء)) (10/465-466) روايات لهذا الحديث عديدة فليتأمل هذا!! وله أسانيد أخرى بألفاظ متقاربة، منها: عند أبي يعلى (11/496) بسند صححه ابن حجر في "المطالب العالية" (3/267) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أُذِنَ لي أن أُحَدِّث عن مَلَك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول: سبحانك أين كنت؟ وأين تكون؟)). وأعلَّه الدارقطني في "العلل" (8/156) وفي هذا اللفظ تنزيه الله تعالى عن المكان بعبارة صريحة! ورواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (2/106) من حديث ابن عمر مرفوعاً وفي إسناده أبو معشر نجيح المدني وهو ضعيف، ورواه أبو الشيخ في "العظمة" (3/948) من حديث ابن عباس، ورواه أبو نُعَيم في "الحلية" (3/158) من حديث جابر وابن عباس وقال عقبه: [غريب من حديث محمد عن ابن عباس، لم نكتبه إلا من حديث جعفر، عن ابن عجلان، وحديث جابر قد رواه عن محمد وغيره]. قلت: وفيه من لم أعرفهم.
وقد جاء هذا الكلام منقولاً عن كعب الأحبار فقد رواه أبو نُعَيم في "الحلية" (6/4) بسند حسن من كلام كعب الأحبار اليهودي، ولفظه: (عن كعب قال: إن لله تعالى ملكاً على صورة ديك رجلاه في التخوم الأسفل من الأرض ورأسه تحت العرش، فما من ليلة إلا والجبار تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول ألا من سائل فيعطى ألا من تائب فيتاب عليه ألا من مستغفر فيغفر له).