بطلان حديث ابن عمر الذي ورد بلفظ:(... وانتفض انتفاضة كاد يصعق منها محمد..):
Posted: Thu Aug 01, 2024 12:16 pm
بطلان حديث ابن عمر الذي ورد بلفظ:(... وانتفض انتفاضة كاد يصعق منها محمد..):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن عطاء، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر، قال رجل: يا رسول الله أيُّ البقاع خير؟ قال: ((لا أدري)) فأتاه جبريل فسأله فقال: لا أدري، قال: سل ربك، قال: ما نسأله عن شيء وانتفض انتفاضة كاد يصعق منها محمد فلما صعد جبريل قال الله عزَّ وجل: سألك محمد أي البقاع خير، حدّثه أنَّ خير البقاع المساجد وأنَّ شر البقاع الأسواق. هذا حديث غريب صالح الإسناد].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
منكر بهذا اللفظ. هذا الحديث لا يصح باللفظ الذي ذكره الذهبي هنا والذي فيه: (انتفض..) وفيه: (فلما صعد جبريل)! كما سنبين إن شاء الله تعالى في تخريجه، والمجسمة يتصيدون الألفاظ الشاذة والمنكرة في الروايات فيجمعونها ليصنعوا منها عقيدتهم الفاسدة المردودة! فممن رواه بهذه الزيادة المنكرة: محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب ((العرش)) ص (84) برقم (74). ومحمد بن عثمان كذَّاب مشهور تقدَّم الكلام عليه مرات. والحاكم في "المستدرك" (2/9)، والحارث بن أسامة في مسنده (بغية الباحث1/52)، ولاحظ أن العلماء السابقين لم ينتبهوا لزيادة كلمة (صعد جبريل) عليه السلام! فإذا صححوا الحديث بالشواهد فإنما يقصدون جملة الحديث، ونحن دققنا في هذه الأمور بسبب ما أثير في عصرنا من الشبه التي أتى بها المجسمة الوثنيون! قال الحاكم في "المستدرك" (1/294): [وهذا الحديث أصل في قول العالم لا أدري].
وفي إسناده من هذا الطريق: جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب وروايات جرير عن عطاء ضعيفة عند الحفاظ لأن جريراً رواها عن عطاء في زمن اختلاط عطاء! قال المزي في "تهذيب الكمال" (20/91): [عن يحيى أيضاً: عطاء بن السائب اختلط فمن سمع منه قديماً فهو صحيح وما سمع منه جرير وذويه ليس من صحيح حديث عطاء]. وانظر أيضاً "تهذيب التهذيب" (7/185). وقال الحافظ البوصيري في "اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" (2/8) بعد أن ساقه من رواية الحارث بن أسامة من طريق جرير عن عطاء بن السائب: [قلت:.. وفي الحكم بصحته نظر، فإن جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بعد اختلاطه، قاله أحمد بن حنبل وشيخه يحيى بن سعيد القطان كما بينته في تبين حال المختلطين، لكن له شاهد من حديث أبي هريرة، (رواه) مسلم في صحيحه].
ثم إن هذا الحديث قد رويَ بنفس الطريق عن جرير أيضاً وليس فيه لفظ (انتفض) ولا (صعد جبريل)! رواه الحاكم في "المستدرك" (1/167)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/536/461)، وفي سننه الكبرى (3/65)، وابن بشران في أماليه (2/233). ورواه مسلم في صحيحه (671) وابن حِبَّان (4/477) وغيرهما من حديث أبي هريرة أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: ((أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا)). وليس فيه تلك الزيادة. ورواه الطبراني في "الأوسط" (7/154) فقال: [حدثنا محمد بن نوح ثنا محمد بن خالد بن خداش ثنا عبيد بن واقد القيسي عن عمار بن عمارة الأزدي حدثني محمد بن عبد الله عن أنس بن مالك] وفيه: (فعرج إلى السماء ثم أتاه). قلت: عبيد بن واقد ضعيف، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (6/5): [ضعيف الحديث يُكتَب حديثه] وقال ابن عَدِي في "الضعفاء" (5/352): [وعامة ما يرويه لا يُتابَع عليه].
وروي أيضاً بإسناد ضعيف ليس في متنه نكارة من حديث جبير بن مطعم عند أحمد (4/81) وأبو يعلى (13/329) والحاكم (1/166): [عن عبد الله بن عقيل، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رجلاً أتى النبي F، فقال: يا رسول الله، أي البلاد شر؟ فقال: ((لا أدري)) فلما أتاه جبريل قال: ((يا جبريل أي البلدان شر؟)) قال: لا أدري حتى أسأل ربي، فانطلق جبريل فمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم جاء..]. وأخطأ محقق أبي يعلى فقال: (إسناده حسن) (!!) وقال الذهبي في التعليق على "المستدرك" (2/9): [زهير ذو مناكير هذا منها وابن عقيل فيه لين]. فالعجب من الذهبي هنا في "العلو" كيف يقول: صالح الإسناد؟!!! وقوله فيه: (فلما صعد جبريل) أي: فلما صعد إلى منزله في السماء.
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن عطاء، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر، قال رجل: يا رسول الله أيُّ البقاع خير؟ قال: ((لا أدري)) فأتاه جبريل فسأله فقال: لا أدري، قال: سل ربك، قال: ما نسأله عن شيء وانتفض انتفاضة كاد يصعق منها محمد فلما صعد جبريل قال الله عزَّ وجل: سألك محمد أي البقاع خير، حدّثه أنَّ خير البقاع المساجد وأنَّ شر البقاع الأسواق. هذا حديث غريب صالح الإسناد].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
منكر بهذا اللفظ. هذا الحديث لا يصح باللفظ الذي ذكره الذهبي هنا والذي فيه: (انتفض..) وفيه: (فلما صعد جبريل)! كما سنبين إن شاء الله تعالى في تخريجه، والمجسمة يتصيدون الألفاظ الشاذة والمنكرة في الروايات فيجمعونها ليصنعوا منها عقيدتهم الفاسدة المردودة! فممن رواه بهذه الزيادة المنكرة: محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب ((العرش)) ص (84) برقم (74). ومحمد بن عثمان كذَّاب مشهور تقدَّم الكلام عليه مرات. والحاكم في "المستدرك" (2/9)، والحارث بن أسامة في مسنده (بغية الباحث1/52)، ولاحظ أن العلماء السابقين لم ينتبهوا لزيادة كلمة (صعد جبريل) عليه السلام! فإذا صححوا الحديث بالشواهد فإنما يقصدون جملة الحديث، ونحن دققنا في هذه الأمور بسبب ما أثير في عصرنا من الشبه التي أتى بها المجسمة الوثنيون! قال الحاكم في "المستدرك" (1/294): [وهذا الحديث أصل في قول العالم لا أدري].
وفي إسناده من هذا الطريق: جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب وروايات جرير عن عطاء ضعيفة عند الحفاظ لأن جريراً رواها عن عطاء في زمن اختلاط عطاء! قال المزي في "تهذيب الكمال" (20/91): [عن يحيى أيضاً: عطاء بن السائب اختلط فمن سمع منه قديماً فهو صحيح وما سمع منه جرير وذويه ليس من صحيح حديث عطاء]. وانظر أيضاً "تهذيب التهذيب" (7/185). وقال الحافظ البوصيري في "اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" (2/8) بعد أن ساقه من رواية الحارث بن أسامة من طريق جرير عن عطاء بن السائب: [قلت:.. وفي الحكم بصحته نظر، فإن جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بعد اختلاطه، قاله أحمد بن حنبل وشيخه يحيى بن سعيد القطان كما بينته في تبين حال المختلطين، لكن له شاهد من حديث أبي هريرة، (رواه) مسلم في صحيحه].
ثم إن هذا الحديث قد رويَ بنفس الطريق عن جرير أيضاً وليس فيه لفظ (انتفض) ولا (صعد جبريل)! رواه الحاكم في "المستدرك" (1/167)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/536/461)، وفي سننه الكبرى (3/65)، وابن بشران في أماليه (2/233). ورواه مسلم في صحيحه (671) وابن حِبَّان (4/477) وغيرهما من حديث أبي هريرة أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: ((أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا)). وليس فيه تلك الزيادة. ورواه الطبراني في "الأوسط" (7/154) فقال: [حدثنا محمد بن نوح ثنا محمد بن خالد بن خداش ثنا عبيد بن واقد القيسي عن عمار بن عمارة الأزدي حدثني محمد بن عبد الله عن أنس بن مالك] وفيه: (فعرج إلى السماء ثم أتاه). قلت: عبيد بن واقد ضعيف، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (6/5): [ضعيف الحديث يُكتَب حديثه] وقال ابن عَدِي في "الضعفاء" (5/352): [وعامة ما يرويه لا يُتابَع عليه].
وروي أيضاً بإسناد ضعيف ليس في متنه نكارة من حديث جبير بن مطعم عند أحمد (4/81) وأبو يعلى (13/329) والحاكم (1/166): [عن عبد الله بن عقيل، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أن رجلاً أتى النبي F، فقال: يا رسول الله، أي البلاد شر؟ فقال: ((لا أدري)) فلما أتاه جبريل قال: ((يا جبريل أي البلدان شر؟)) قال: لا أدري حتى أسأل ربي، فانطلق جبريل فمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم جاء..]. وأخطأ محقق أبي يعلى فقال: (إسناده حسن) (!!) وقال الذهبي في التعليق على "المستدرك" (2/9): [زهير ذو مناكير هذا منها وابن عقيل فيه لين]. فالعجب من الذهبي هنا في "العلو" كيف يقول: صالح الإسناد؟!!! وقوله فيه: (فلما صعد جبريل) أي: فلما صعد إلى منزله في السماء.