الرد على الذهبي في نقله لكلام ابن خزيمة حول حديثأبي ذر:( قلت يا رسول الله هل رأيت ربـك؟ فقال: ((نور أنَّى أراه؟)))،والتع
مرسل: الأحد أغسطس 04, 2024 2:50 pm
الرد على الذهبي في نقله لكلام ابن خزيمة حول حديثأبي ذر:( قلت يا رسول الله هل رأيت ربـك؟ فقال: ((نور أنَّى أراه؟)))،والتعليق على كلامه:
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ وقد ساق ابن خزيمة حديث أبي ذر: قلت يا رسول الله هل رأيت ربـك؟ فقال: ((نور أنَّى أراه؟)) وعدَّ ابن خزيمة هذا منكراً. ثمَّ قال: والذي عندي في هذا ما حدَّثنا بندار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبدالله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله لسألته. قال: عن أي شيء تسأله؟ قـال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذر: قد سألته فقال: ((رأيت نوراً)).
قال ابن خزيمة فعلى هذا يكون معنى قوله ((أنى أراه)) أيـن أراه، أوكيف أراه، فإنما أرى نوراً.
قلت: هذا بعينه ينفي الرؤية حيث يقرر: إنما أُرِيَ نوراً. قال ابن خزيمة: فعائشة نفت ومن أثبت معه زيادة علم.
ونقل المَرُّوذِي عن أبي عبدالله وسأله: بِمَ تدفع قول عائشة؟ قال: بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((رأيت ربي))].
أقول في الرد على هذا الكلام:
لا يصـح. رواه مسلم في الصحيح (178). وفيه يزيد بن إبراهيم وروايته عن قتادة فيها ضعف، قال يحيى بن سعيد: يزيد بن إبراهيم عن قتادة ليس بذاك. انظر ((تهذيب الكمال)) (32/80). وفيه عبدالله بن شقيق وهو ناصبي. نسأل الله تعالى السلامة. قال أحمد بن حنبل: ثقة وكان يحمل على علي. قلت: من يحمل على سيدنا علي لا يكون ثقة البتة. ولو أنَّ أحمد أعمل فيه قول صاحبه أبي زرعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق لأصاب! لكنَّ هذه القاعدة لا يستعملونها إلا في منتقص معاوية وحزبه.
ثمَّ وقفتُ على كلام لابن خزيمة يؤيد ما أذهب إليه من ضعف أو بطلان حديث عبدالله بن شقيق بكافة ألفاظه وهو قول ابن خزيمة في كتابه ((التوحيد)) ص (206): ((في القلب من صحة سند هذا الخبر شيء لم أر أحداً من أصحابنا من علماء أهل الأثر فطن لعلة في إسناد هذا الخبر، فإنَّ عبدالله بن شقيق كأنه لم يكن يثبت أبا ذر ولا يعرفه باسمه وعينه ونسبه)). فارجع إليه هناك فإنه مهم جداً في بيان انقطاع السند وقد خلت كتب الجرح والتعديل والرجال والتراجم التي وقفت عليها من هذه الفائدة. والحديث على كل حال مضطرب في لفظه، وقد رواه أحمد في ((المسند)) (5/147) بلفـظ ((رأيته نوراً أنَّى أراه)) كذا في المطبوع!! وهو إذا لم يكن محرفاً من ((رأيت)) فإنه يزيد الاضطراب فيه والتضارب. وابن خزيمة قال عن هذا اللفظ (منكر) كما سيأتي بعد أسطر فيما نقله الذهبي عنه لكني لم أره في كتابـه ((التوحيـد)) ص (206)!! والواقع أنَّ الذهبي حذف من الكلام وتصرَّف فيه!!
و لم يعدَّ ابن خزيمة هذا اللفظ منكراً!! وإنما ضعَّف حديث عبدالله بن شقيق باللفظين!! ولم يقل (والذي عندي) وإنما أوَّله على فرض ثبوت صحته!! فتأمّل!! وتصرَّف الذهبي في عبارات الأئمة واسع ومشهور!! وكنت قد نقلت شيئاً مما يثبت ذلـك في (فصل مناقشة دعوى رجوع بعض الأئمة عن علم الكلام) في كتابي ((صحيح شرح العقيـدة الطحاوية)) ص (66) ونقلت هناك أنَّ محققي الجزء الحادي والعشرين من ((سير أعلام النبلاء)) شهدا بذلك عليه ص (86) منه حيث قالا في الحاشية ما نصه: ((تصرَّف الذهبي تصرفاً كبيراً بعبارات ابن الأبَّار وهذه عادته رحمه الله...)) ونقلت في مقدمة هذا الكتاب شيئاً من ذلك!!
وقد ورد في كتاب التوحيد ص (207) في السطر (13) من الطبعة التي بين يدي.
وكلام ابن خزيمة؛ كلام غير صحيح ولا نوافق ابن خزيمة عليه إن قاله! فإني لم أقف عليه!! لكن أريد أن أفند هذه الفكرة فأقول ومن الله تعالى التوفيق والإعانة: ثبت أنَّ السيدة عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى قوله تعالى: {ولقد رآه نزلة أخرى} فبين لها أنَّ الذي رآه هو سيدنا جبريل عليه السلام. رواه مسلم (177) والترمذي (3068) وأحمد. فإذاً سألته عن موضوع الرؤية، ولـمَّا أنكرت الرؤية على من قال بها وهو ابن عباس نقلاً عن كعب الأحبار كما سيأتي إن شاء الله تعالى كانت معتمدة على ما فهمته واستفسرت عنه من رسول الله F بالإضافة إلى عموم الآيات التي أوردتها في المسألة وهي قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} وقوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌّ حكيم}. وقد أفتى بما أفتت به من تفسير الآية: ابن مسعود وأبو هريرة كما في الصحيحين فهذا هو المنقول عن رسول الله بدليل قولها رضي الله عنها (أنا أول الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم).
أما ابن عباس فإنه نقل إجازة الرؤية عن كعب الأحبار، فقد روى ابن خزيمة في "التوحيد" ص (197) عن ابن عباس أنه قال: ((أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى، والرؤية لمحمد F ؟)) وقال أيضاً: ((رآه مرتين)) رواه ابن خزيمة ص (200) وفي مسلم (176) أنه: ((رآه بفؤاده مـرتين)). والدليل على أنَّ هذه القضية أخذها ابن عباس من كعب الأحبار ما رواه الترمذي (3278) عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعباً بعرفة فسأله عن شيء..... فقال كعب: إنَّ الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى فكلَّم موسى مرتين ورآه محمد مرتين. ورواه ابـن خزيمة في ((التوحيد)) ص (202) بإسناد آخر عن كعب الأحبار. فشتان بين قول من سأل رسول الله F عن هذا الأمر وبين من سأل كعب الأحبار ونقل هذا عنه!! ومن ثمَّ تصرَّف الرواة بلفظ ابن عباس الذي نقله عن كعب الأحبار فقال بعضهم ((بقلبه)) وبعضهـم ((رأى محمد ربه)) وما إلى ذلك!! وقد تبين الحق في هذا باختصار!! والحمد لله رب العالمين. وقد أفضنا في ذلك في رسالة (الرؤية) فليرجع إليها من شاء التوسع.
وما نقله الذهبي في عبارة:( رأيت ربي)،هو موضوع وهو كلام كعب الأحبار. سيأتي تخريجه في الحاشية التالية إن شاء الله تعالى
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ وقد ساق ابن خزيمة حديث أبي ذر: قلت يا رسول الله هل رأيت ربـك؟ فقال: ((نور أنَّى أراه؟)) وعدَّ ابن خزيمة هذا منكراً. ثمَّ قال: والذي عندي في هذا ما حدَّثنا بندار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبدالله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله لسألته. قال: عن أي شيء تسأله؟ قـال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذر: قد سألته فقال: ((رأيت نوراً)).
قال ابن خزيمة فعلى هذا يكون معنى قوله ((أنى أراه)) أيـن أراه، أوكيف أراه، فإنما أرى نوراً.
قلت: هذا بعينه ينفي الرؤية حيث يقرر: إنما أُرِيَ نوراً. قال ابن خزيمة: فعائشة نفت ومن أثبت معه زيادة علم.
ونقل المَرُّوذِي عن أبي عبدالله وسأله: بِمَ تدفع قول عائشة؟ قال: بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((رأيت ربي))].
أقول في الرد على هذا الكلام:
لا يصـح. رواه مسلم في الصحيح (178). وفيه يزيد بن إبراهيم وروايته عن قتادة فيها ضعف، قال يحيى بن سعيد: يزيد بن إبراهيم عن قتادة ليس بذاك. انظر ((تهذيب الكمال)) (32/80). وفيه عبدالله بن شقيق وهو ناصبي. نسأل الله تعالى السلامة. قال أحمد بن حنبل: ثقة وكان يحمل على علي. قلت: من يحمل على سيدنا علي لا يكون ثقة البتة. ولو أنَّ أحمد أعمل فيه قول صاحبه أبي زرعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق لأصاب! لكنَّ هذه القاعدة لا يستعملونها إلا في منتقص معاوية وحزبه.
ثمَّ وقفتُ على كلام لابن خزيمة يؤيد ما أذهب إليه من ضعف أو بطلان حديث عبدالله بن شقيق بكافة ألفاظه وهو قول ابن خزيمة في كتابه ((التوحيد)) ص (206): ((في القلب من صحة سند هذا الخبر شيء لم أر أحداً من أصحابنا من علماء أهل الأثر فطن لعلة في إسناد هذا الخبر، فإنَّ عبدالله بن شقيق كأنه لم يكن يثبت أبا ذر ولا يعرفه باسمه وعينه ونسبه)). فارجع إليه هناك فإنه مهم جداً في بيان انقطاع السند وقد خلت كتب الجرح والتعديل والرجال والتراجم التي وقفت عليها من هذه الفائدة. والحديث على كل حال مضطرب في لفظه، وقد رواه أحمد في ((المسند)) (5/147) بلفـظ ((رأيته نوراً أنَّى أراه)) كذا في المطبوع!! وهو إذا لم يكن محرفاً من ((رأيت)) فإنه يزيد الاضطراب فيه والتضارب. وابن خزيمة قال عن هذا اللفظ (منكر) كما سيأتي بعد أسطر فيما نقله الذهبي عنه لكني لم أره في كتابـه ((التوحيـد)) ص (206)!! والواقع أنَّ الذهبي حذف من الكلام وتصرَّف فيه!!
و لم يعدَّ ابن خزيمة هذا اللفظ منكراً!! وإنما ضعَّف حديث عبدالله بن شقيق باللفظين!! ولم يقل (والذي عندي) وإنما أوَّله على فرض ثبوت صحته!! فتأمّل!! وتصرَّف الذهبي في عبارات الأئمة واسع ومشهور!! وكنت قد نقلت شيئاً مما يثبت ذلـك في (فصل مناقشة دعوى رجوع بعض الأئمة عن علم الكلام) في كتابي ((صحيح شرح العقيـدة الطحاوية)) ص (66) ونقلت هناك أنَّ محققي الجزء الحادي والعشرين من ((سير أعلام النبلاء)) شهدا بذلك عليه ص (86) منه حيث قالا في الحاشية ما نصه: ((تصرَّف الذهبي تصرفاً كبيراً بعبارات ابن الأبَّار وهذه عادته رحمه الله...)) ونقلت في مقدمة هذا الكتاب شيئاً من ذلك!!
وقد ورد في كتاب التوحيد ص (207) في السطر (13) من الطبعة التي بين يدي.
وكلام ابن خزيمة؛ كلام غير صحيح ولا نوافق ابن خزيمة عليه إن قاله! فإني لم أقف عليه!! لكن أريد أن أفند هذه الفكرة فأقول ومن الله تعالى التوفيق والإعانة: ثبت أنَّ السيدة عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى قوله تعالى: {ولقد رآه نزلة أخرى} فبين لها أنَّ الذي رآه هو سيدنا جبريل عليه السلام. رواه مسلم (177) والترمذي (3068) وأحمد. فإذاً سألته عن موضوع الرؤية، ولـمَّا أنكرت الرؤية على من قال بها وهو ابن عباس نقلاً عن كعب الأحبار كما سيأتي إن شاء الله تعالى كانت معتمدة على ما فهمته واستفسرت عنه من رسول الله F بالإضافة إلى عموم الآيات التي أوردتها في المسألة وهي قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} وقوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌّ حكيم}. وقد أفتى بما أفتت به من تفسير الآية: ابن مسعود وأبو هريرة كما في الصحيحين فهذا هو المنقول عن رسول الله بدليل قولها رضي الله عنها (أنا أول الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم).
أما ابن عباس فإنه نقل إجازة الرؤية عن كعب الأحبار، فقد روى ابن خزيمة في "التوحيد" ص (197) عن ابن عباس أنه قال: ((أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى، والرؤية لمحمد F ؟)) وقال أيضاً: ((رآه مرتين)) رواه ابن خزيمة ص (200) وفي مسلم (176) أنه: ((رآه بفؤاده مـرتين)). والدليل على أنَّ هذه القضية أخذها ابن عباس من كعب الأحبار ما رواه الترمذي (3278) عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعباً بعرفة فسأله عن شيء..... فقال كعب: إنَّ الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى فكلَّم موسى مرتين ورآه محمد مرتين. ورواه ابـن خزيمة في ((التوحيد)) ص (202) بإسناد آخر عن كعب الأحبار. فشتان بين قول من سأل رسول الله F عن هذا الأمر وبين من سأل كعب الأحبار ونقل هذا عنه!! ومن ثمَّ تصرَّف الرواة بلفظ ابن عباس الذي نقله عن كعب الأحبار فقال بعضهم ((بقلبه)) وبعضهـم ((رأى محمد ربه)) وما إلى ذلك!! وقد تبين الحق في هذا باختصار!! والحمد لله رب العالمين. وقد أفضنا في ذلك في رسالة (الرؤية) فليرجع إليها من شاء التوسع.
وما نقله الذهبي في عبارة:( رأيت ربي)،هو موضوع وهو كلام كعب الأحبار. سيأتي تخريجه في الحاشية التالية إن شاء الله تعالى