بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:( رأى محمد ربه عزَّ وجلَّ مرتين):

أحاديث العقائد
أضف رد جديد
عود الخيزران
مشاركات: 777
اشترك في: السبت نوفمبر 04, 2023 1:45 pm

بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:( رأى محمد ربه عزَّ وجلَّ مرتين):

مشاركة بواسطة عود الخيزران »

بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:( رأى محمد ربه عزَّ وجلَّ مرتين):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ وقال حجاج بن محمد: عن ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عبـاس يقول: ((رأى محمد ربه عزَّ وجلَّ مرتين))].


أقول في بطلان هذا الأثر:

باطـل مـردود لأنه منقول عن كعب الأحبار كما في الحاشية السابقة. رواه ابن خزيمة في التوحيد ص (200) ورواه مسلم (176) والنَّسائي في "السنن الكبرى" (6/472/11535) بلفظ: ((رآه بفؤاده مرتين)) وكلها أقوال مضطربة متناقضة عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه. فروى البخاري (4855) ومسلم (177) واللفظ له: عن مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنْتُ مُتَّكِئاً عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ ثَلَاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قُلْتُ: مَا هُنَّ؟ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قَالَ: وَكُنْتُ مُتَّكِئاً فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِي وَلَا تَعْجَلِينِي! أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: ((إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطاً مِنْ السَّمَاءِ سَادّاً عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ)). فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}.. وقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} النجم:13، أي مرَّتينِ يؤكِّدُ أن المرئي مرَّتين على صورته هو سيدنا جبريل عليه السلام. وروى الترمذي (3278) (عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَقِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَعْباً بِعَرَفَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَكَبَّرَ حَتَّى جَاوَبَتْهُ الْجِبَالُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّا بَنُو هَاشِمٍ. فَقَالَ كَعْبٌ (الأحبار اليهودي الأصل): إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ رُؤْيَتَهُ وَكَلَامَهُ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى فَكَلَّمَ مُوسَى مَرَّتَيْنِ وَرَآهُ مُحَمَّدٌ مَرَّتَيْنِ، قَالَ مَسْرُوقٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِشَيْءٍ قَفَّ لَهُ شَعْرِي..) كعب هو كعب الأحبار اليهودي الأصل.. وهذا مروي عن كعب الأحبار مباشرة دون ذكر ابن عباس رواه اسحاق بن راهويه في "مسنده" (3/790/1421) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/298)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1/286)، واللالكائي في "السنة" (3/500)، وابن جرير في "تفسيره" (22/512) وهذه رواية إسحاق بن راهويه: [حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: ثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، عن عامر، قال: ثني عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن كعب (الأحبار) أنه أخبره أن الله تبارك وتعالى قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد، فكلَّمه موسى مرّتين، ورآه محمد مرّتين، قال: فأتى مسروق عائشة، فقال: يا أمّ المؤمنين، هل رأى محمد ربه، فقالت: سبحان الله لقد قفّ شعري لما قلت: أين أنت من ثلاثة من حدّثك بهنّ فقد كذب، من أخبرك أن محمداً رأى ربه فقد كذب]. وإسناده صحيح. إسماعيل هو ابن أبي خالد من رجال الصحيحين وعامر هو الشعبي. فالسيدة عائشة عندما كذَّبت رجلاً قصدت كعبَ الأحبار بكل وضوح وصراحة! فالذي جاء بفكرة أن سيدنا رسول الله F رأى ربه وأنه رآه مرتين هو كعب الأحبار وممن نقلها عنه ابن عباس فصيَّره الرواة عنه قولاً لابن عباس وهو حكاية ابن عباس عن كعب الأحبار! فهذه فكرة يهودية! والسلام! والغريب العجيب أن الألباني المتناقض ضعف رواية الترمذي في القصة الحادثة بين ابن عباس وكعب الأحبار مع أنها ثابتة فأوردها في "ضعيف الترمذي" (3278) وتناقض فصححها في التعليق على "المشكاة" (3/230/5661) مع أن لها إسناداً آخر وهو صحيح كما ترى عن كعب الأحبار من رواية عبد الله بن الحارث.



أضف رد جديد

العودة إلى ”أحاديث العقائد“