بطلان حديث:( أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلَّت عليكم الملائكة، وذكركم الله فيمن عنده) وبيان أنه ليس في ال
مرسل: الأحد أغسطس 04, 2024 3:08 pm
بطلان حديث:( أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلَّت عليكم الملائكة، وذكركم الله فيمن عنده) وبيان أنه ليس في الصحيحين:
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[وفي الصحيحين: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا لقوم فقال:
((أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلَّت عليكم الملائكة، وذكركم الله فيمن عنده)).
قال الله تعالى: {إنَّ الذين عند ربكلا يستكبرون عن عبادته} الأعراف: 206 وقال: {وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} الأنبياء: 19].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
باطـل. ليس هو في الصحيحين وهذه الزيادة (وذكركم الله فيمن عنده) باطلة إذ لم يذكرها أحد ممن روى هذا الحديث فيما أعلم. وقد رواه الدارمي في سننه (1772) وأبو داود (3854) وأحمد من حديث سيدنا أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((كان إذا أفطر عند أناس قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة)). ورواه ابن ماجه (1747) من حديث عبدالله بن الزبير. وهو حسن الإسناد. ومعنى (وذكرهم الله فيمن عنده) لو وردت أي: باهى بهم الملائكة، ولا دلالة في ذلك على العـلو الحسي!!
( ) تقدَّم الكلام على العندية على معنى هذه الآية الكريمة ولا دلالة فيها لما يريده المصنّف، وأعيد بعض ذلك فأقول: قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره (14/27/130) عند تفسير قوله تعالى: {فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار} ما نصه: [المشبهة تمسكوا بقوله: {فالذين عند ربك} في إثبات المكان والجهة لله تعالى!! والجواب: أنه يقـال: عنـد الملك من الجند كذا وكذا، ولا يراد به قُرْب المكان. فكذا ههنا. ويـدل عليه قوله ((أنا عند ظن عبدي بي))، و ((أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي))، {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}، ويقال: عند الشافعي رضي الله عنه أن المسلم لا يقتل بالذمي]. انتهى. وقال الحافظ أبو حيان في ((البحر المحيط)) (9/308) في تفسير {فالذين عند ربك يسبحون له}: ((فإنَّ الملائكة الذين هم عند الله بالمكانة والرتبة الشريفة ينزهونه عّما لا يليق بكبريائه)).
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[وفي الصحيحين: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا لقوم فقال:
((أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلَّت عليكم الملائكة، وذكركم الله فيمن عنده)).
قال الله تعالى: {إنَّ الذين عند ربكلا يستكبرون عن عبادته} الأعراف: 206 وقال: {وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} الأنبياء: 19].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
باطـل. ليس هو في الصحيحين وهذه الزيادة (وذكركم الله فيمن عنده) باطلة إذ لم يذكرها أحد ممن روى هذا الحديث فيما أعلم. وقد رواه الدارمي في سننه (1772) وأبو داود (3854) وأحمد من حديث سيدنا أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((كان إذا أفطر عند أناس قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة)). ورواه ابن ماجه (1747) من حديث عبدالله بن الزبير. وهو حسن الإسناد. ومعنى (وذكرهم الله فيمن عنده) لو وردت أي: باهى بهم الملائكة، ولا دلالة في ذلك على العـلو الحسي!!
( ) تقدَّم الكلام على العندية على معنى هذه الآية الكريمة ولا دلالة فيها لما يريده المصنّف، وأعيد بعض ذلك فأقول: قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره (14/27/130) عند تفسير قوله تعالى: {فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار} ما نصه: [المشبهة تمسكوا بقوله: {فالذين عند ربك} في إثبات المكان والجهة لله تعالى!! والجواب: أنه يقـال: عنـد الملك من الجند كذا وكذا، ولا يراد به قُرْب المكان. فكذا ههنا. ويـدل عليه قوله ((أنا عند ظن عبدي بي))، و ((أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي))، {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}، ويقال: عند الشافعي رضي الله عنه أن المسلم لا يقتل بالذمي]. انتهى. وقال الحافظ أبو حيان في ((البحر المحيط)) (9/308) في تفسير {فالذين عند ربك يسبحون له}: ((فإنَّ الملائكة الذين هم عند الله بالمكانة والرتبة الشريفة ينزهونه عّما لا يليق بكبريائه)).