بطلان حديث أبي موسى وبيان أنه من الإسرائيليات وقد جاء بلفظ:( الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل..):

[عود الخيزران]

بطلان حديث أبي موسى وبيان أنه من الإسرائيليات وقد جاء بلفظ:( الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل..):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث عبدالصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن عمارة بن عمير، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
((الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل)).
أخرجه البيهقي في كتاب ((الأسماء والصفات)) وليس للأطيط مدخل في الصفات أبداً بل هو كاهتزاز العرش لموت سعد، وكتفطر السماء يوم القيامة، ونحو ذلك].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

كذب إسرائيلي. وقد سبق تخريجه في التعليق على النص رقم (132) وقال متناقض العصر في ضعيفته (2/307): [ولا يصح في الأطيط حديث مرفوع كما تقدم تحت رقم (866)]. قلت: وهذا رواه البيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (404) وغيره وعمارة بن عمير لم يدرك أبا موسى الأشعري وإنما روى عن ولده إبراهيم بن أبي موسى كما في ترجمته في ((تهذيب الكمال)) (21/256). وورد في ترجمة بعض أولاد أبي موسى الأشعري وهو أبو بردة أنه روى عن عبدالله بن سلام الإسرائيلي كما في ((تهذيب الكمال)) (33/66) وروايته عنه في البخاري (3814و7342) فعندي أنَّ هذا ممن وصل إلى ابن عمير من الإسرائيليات المنقولة عن عبدالله بن سلام ثمَّ صُيِّر قولاً لأبي موسى!! ونقله أيضاً ابن عباس عن عبدالله بن سلام أو كعب الأحبار كما تقدَّم برقم (132). ومن تطاول الألباني المتناقض!! على التصحيح والتضعيف أنه زعم في "مختصر العلو" ص (124) بأنَّ إسناد هذا الأثر صحيح فقال هنالك: ((قلت: وإسناده موقوف صحيح))!! وهذا تخبّط وخلط لا مثيل له وقد خالفه إخوانه من مجسمة العصر! منهم محقق كتاب "السنة" لابن أحمد فإنه قال هناك (1/302): ((في إسناده انقطاع لأنَّ عمارة لم يدرك أبا موسى)). ثمَّ استرسل المتناقض! في نقد الإمام العلامة الكوثري في تضعيف هذا الحديث ونسي أنه وقع في ورطة ومزلق سحيق وهو يظن نفسه محققاً يستطيع أن يرد على الإمام الكوثري!! على أنه ناقض نفسه في هذا الأثر في "ضعيفته" (2/307) في تخريج الحديث رقم (906)!! فقال: (ضعيف) وكان الواجب عليه أن يحكم عليه بأنه باطل موضوع(!!) ولنا رسالة خاصة في بيان بطلانه وكونه من الموضوعات! اسمها: " إعلام الثقلين بخرافة الكرسي موضع القدمين". وكنت قد بينت ذلك في كتاب ((تناقضات الألباني الواضحات)) (2/289-291) فارجع إليه!!