صفحة 1 من 1

بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:( تفكَّروا في كل شيء ولا تفكَّروا في ذات الله فإنَّ بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آ

مرسل: الاثنين أغسطس 05, 2024 2:00 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:( تفكَّروا في كل شيء ولا تفكَّروا في ذات الله فإنَّ بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ أنبأونا عن أبي الفتح المنداني، أخبرنا عبيدالله بن محمد بن أبي سلـم البيهقي، أنا جدي، أنا الحاكم، نا الأصم، حدثنا الصغاني، نا عاصم بن علي، نا أبـي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: تفكَّروا في كل شيء ولا تفكَّروا في ذات الله فإنَّ بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك]
.


أقول في بيان بطلان هذا الأثر:

واهٍ موقوف وأصله عن ابن سلام فهو إسرائيلي. أصل الحديث مأخوذ من عبدالله بن سلام الإسرائيلي وقد اقتصر بعض مَنْ رواه على شطره الأول الذي لا نكارة فيه فرووه بلفظ: ((تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله)) أو نحو هذا اللفظ وحوَّر الرواة ودوَّروا في اللفظ روايةً بالمعنى، وله طرق عديدة لا بد أن نتكلم عليها ونبدأ بالكلام على رواية سيدنا ابن عباس رضي الله تعالى عنهمـا:
1- حديث ابن عباس مرفوعاً وموقوفاً رواه أبو الشيخ في كتاب ((العظمة)) ص (18حديث رقم 2و3)، والبيهقي موقوفاً في ((الأسماء والصفات)) ص (420) وإسناده ضعيف جداً أو واهٍ فيه عاصم ابن علي بن عاصم الواسطي وأبوه وهو أضعف منه بل رماه ابن مَعِين بالكذب، وعطاء ابن السائب اختلط وهذا الحديث مما رواه في الاختلاط. ومن الخطأ قول الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (13/383): ((موقوف وسنده جيد)) قلت: لقد رأينا أنه واه وليس بجيد.
2- حديث عبدالله بن عمر مرفوعاً رواه أبو الشيخ في ((كتاب العظمة)) ص (17حديث رقم 1) والطبراني في ((الأوسط)) واللالكائي في ((السنة))، ورواه في ترجمة الوازع بن نافع أحد رواته الوضاعين: ابن حِبَّان في ((المجروحين)) (3/83) وابن عَدِي في ((الكامل)) وذكره الحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (6/259)، والوازع متروك وقد روى أحاديث موضوعة. فلا يعتضد حديثه.
3- حديث أبي هريرة رواه ابن النجار في ((ذيل تاريخ بغداد)) (18/216) بإسناد مظلم تالف فيه مجاهيل لا تقوم له قائمة.
4- حديث أبي ذر: رواه أبو الشيخ في كتاب "العظمة" ص (18برقم4) وفي إسناده سيف بن محمد ابن أخت سفيان وهو كذاب وضاع مشهور، كذَّبه أحمد وابن مَعِين وغيرهما، وقال الحافظ في التقريب: ((كذبوه)). فلا يصلح للشواهد ولا تقوم له قائمة.
5- حديث عبدالله بن سلام: وهو بإسناد واهٍ رواه أبو نُعَيم في ((الحلية)) (6/66-67) مرفوعاً وفي السند ثلاث علل: (الأولى): ضعف شهر بن حوشب الراوي عن ابن سلام. (والثانية): الانقطاع بين شهر وابن سلام. (والثالثة): ضعف يسير في عبدالجليل بن عطية الراوي عن شهر.
قال أبوحاتم الرازي كما في المراسيل (98و90): ((شهر بن حوشب لم يلق عبدالله بن سلام)). انظر حاشية ((تهذيب الكمال)) (12/588). وقال ابن عَدِي عن شهر: ((ليس بالقوي في الحديث وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به)) وقال أيضاً: ((ضعيف جداً)). وعبد الجليل وثقه ابن مَعِين وابن حِبَّان. وقال البخاري: ((ربما يهم في الشيء بعد الشيء)). وقال أبو أحمد الحاكم: ((حديثه ليس بالقائم)). انظر ((تهذيب الكمال)) (16/399). وبذلك يتبين أنه من جملة الواهيات المردودة. والذهبي يلملم الواهيات ويجمعها ليجعلها عقيدة أهل السنة وأهل الحديث! وهي محض التشبيه والتجسيم!