صفحة 1 من 1

بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:( أتتكم الساعة يسمعه الأحياء والأموات، ثمَّ ينزل الله إلى السماء الدنيا...):

مرسل: الخميس أغسطس 08, 2024 11:42 am
بواسطة عود الخيزران
بطلان أثر ابن عباس الذي جاء بلفظ:( أتتكم الساعة يسمعه الأحياء والأموات، ثمَّ ينزل الله إلى السماء الدنيا...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[وقال ابن المبارك: عن سليمان التيمي، عن أبي نضرة عن ابن عباس: ينادي مناد بين يدي الساعة: أتتكم الساعة يسمعه الأحياء والأموات، ثمَّ ينزل الله إلى السماء الدنيا... الحديث رواته ثقات].

أقول في بيان هذا الأثر:

أبو نضرة؛ هو المنذر بن مالك بن قطعة، ترجمته في ((تهذيب الكمـال)) (28/508) وذكره العلائي في ((جامع التحصيل في أحكام المراسيل)) ص (287) فقال: [روى عن علي وأبي ذر رضي الله عنهما وغيرهما من قدماء الصحابة وذلك مرسل]. توفي سنة 109هـ لم يرو له البخاري ولا مالك، وإنما ذكره البخاري في موضع واحد (2718) في كتاب الشروط من جهة تفسير الوقية في ثمن بعير.
والأثر بـاطـل. لو أتمه المؤلف لعلم الناس بطلانه من تمامه ولكنه حذفه وتمامه عند عبد الله بن أحمد في ((السنة)) (1/177/220): [فينادي مناد: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} غافر:16]. وإنما استنكرناه لأنَّ هذا الأثر مخالف لما جاء في كتاب الله تعالى!! حيث أثبت أنَّ هذا الكلام ينادي به ملك في الدنيا قبل النفخ في الصور!! والواقع أنَّ القرآن أثبت أنَّ عبارة {لمـن الملك اليوم لله الواحد القهار} إنما هي بعد قيام الناس من قبورهم وعند جمعهم للحساب والثواب والعقاب ولا أدل على ذلك من سياق الآيات التي وردت فيها، قال الله تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} غافر: 16-17. وبعض أهل العلم يقولون: إنَّ معنى هذا هو التعبير عن حاكمية الله تعالى لا أنه ينادى بـه. وأما رجال إسناد هذا الأثر: (فأبو نضرة المنذر بن مالك) قال ابن حِبَّان في "الثقات" (5/420): [كان ممن يخطىء]. وقال ابن سعد في ترجمته في "الطبقات" (7/208): [وكان ثقة إن شاء الله كثير الحديث وليس كل أحد يَحْتَجُّ به]. ولم يحتج به البخاري كما قال الذهبي في "الميزان"، وأورده العُقَيلي (4/199) وابن عَدِي (6/367) في "الضعفاء". وأنا هنا لن أنقل ما قاله أهل الحديث في أبي نَضْرة ولن أبحث في مسألة الانقطاع بينه وبين ابن عباس في الرواية مع احتمالها، وإنما أكتفي بأن هذا مما نقله ابن عباس عن أهل الكتاب فتدبـروه!!