بطلان حديث طلق بن حبيب الذي جاء فيه عن رجل:( ربنا الله الذي في السماء...):
مرسل: الخميس أغسطس 08, 2024 11:58 am
بطلان حديث طلق بن حبيب الذي جاء فيه عن رجل:( ربنا الله الذي في السماء...):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن منصور، عن يونس بن خباب، عن طلق بن حبيب، عن رجل كان يأتيه الأُسْر فبعث إلى المدينة وركب إلى الشام فلقي شيخاً فشكا إليه فقال: ما أدري غير كلمات سمعت رسول الله يقولهنَّ: ((ربنا الله الذي في السماء...)) وذكر الحديث. أخرجه صاحب "الفاروق"].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
مضطرب الإسناد واهٍ. (ومعنى يأتيه الأُسْر: أي يصيبه احتباس البول). ومعنى (الذي في السماء تقدس اسمك) أي: الله تعالى معظَّم في السماء لا يعصى وجميع من في السماء وهم الملائكة الكرام يعظمون اسمه بتقديسه وتسبيحه، وليس المعنى أنه حال في السماء كما يتوهمه المجسمة! وهذا رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/256في كتاب "عمل اليوم والليلة" (1035)، قال النسائي: [أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: ثنا مخلد قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن طلق، عن أبيه: أنه كان به الأُسْر فانطلق إلى المدينة والشام يطلب من يداويه فلقي رجلاً فقال: ألا أعلمك كلمات سمعتهن من رسول الله F؟: ((ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ))]. قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/170): [حبيب العنزي والد طلق روى حديثه الثوري عن منصور عن طلق بن حبيب عن أبيه عن رجل وفيه اختلاف في إسناده روى له النسائي في اليوم والليلة هذا الحديث الواحد]. قال الحافظ حجر في "التقريب" (1114): [حبيب العنزي بفتح النون بعدها زاي والد طلق مجهول]. فهذا فيه مجهولان، والد طلق والرجل الذي علَّم والدَ طلق.
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة (حبيب العنزي) في "الإصابة" (2/26): [أورده عبدان في الصحابة، وأخرج له من طريق يونس بن خباب عن طلق بن حبيب عن أبيه أنه أتى النبي F وبه الأُسْر فأمره أن يقول: ربنا الله الذي في السماء الحديث. قال: ورواه شعبة عن يونس عن طلق عن رجل من أهل الشام عن أبيه وهو أصح]. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/238): [قال أبي كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحَدِّثُ عن يونس بن خباب.. وعن يحيى بن مَعِين أنه قال: يونس بن خبَّاب لا شيء.. سألت أبي عن يونس بن خباب فقال: مضطرب الحديث ليس بالقوي]. وقال الذهبي في "الكاشف" (برقم6467): [قال البخاري: منكر الحديث].
وقال الطبراني في كتاب "الدعاء" ص (331برقم1082): [حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي زِيَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَذَكَرَ لَهُ أَنَّ أَبَاهُ احْتَبَسَ بَوْلُهُ وَأَصَابَهُ الْأُسْرُ بِحَصَاةِ الْبَوْلِ فَعَلَّمَهُ رُقْيَةً سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ F: ((رَبُّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ تَقَدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ، فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الْأَرْضِ، وَاغْفِرْ لَنَا حُوبَنَا وَخَطَايَانَا، أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ، فَأَنْزِلْ شِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ وَرَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، عَلَى هَذَا الْوَجَعِ فَيَبْرَأُ)) وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْقِيَهُ بِهَا، فَرَقَاهُ فَبَرَأَ].
أقول: (عبد الله بن صالح كاتب الليث) ضعيف مشهور، (وزيادة بن محمد) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/446): [منكر الحديث]. وكذلك قال النسائي وأبو حاتم كما في "تهذيب الكمال" للمزي (9/533). فهذا واهٍ. ورواه أبو داود (3892) فقال: [حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ زِيَادَةَ بِنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ F يَقُولُ: ((مَنْ اشْتَكَى مِنْكُمْ شَيْئاً أَوْ اشْتَكَاهُ أَخٌ لَهُ فَلْيَقُلْ: رَبَّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ تَقَدَّسَ اسْمُكَ أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الْأَرْضِ اغْفِرْ لَنَا حُوبَنَا وَخَطَايَانَا أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَعِ فَيَبْرَأَ))]. وفيه كالرواية التي قبله: (زيادة بن محمد) وهو منكر الحديث. وقال متناقض عصرنا الألباني في هذا الحديث: (ضعيف جداً) كما في كتابه "ضعيف الترغيب" (2013). فالحديث من جميع طرقه ضعيف جداً واهٍ ومضطرب الإسناد!
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن منصور، عن يونس بن خباب، عن طلق بن حبيب، عن رجل كان يأتيه الأُسْر فبعث إلى المدينة وركب إلى الشام فلقي شيخاً فشكا إليه فقال: ما أدري غير كلمات سمعت رسول الله يقولهنَّ: ((ربنا الله الذي في السماء...)) وذكر الحديث. أخرجه صاحب "الفاروق"].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
مضطرب الإسناد واهٍ. (ومعنى يأتيه الأُسْر: أي يصيبه احتباس البول). ومعنى (الذي في السماء تقدس اسمك) أي: الله تعالى معظَّم في السماء لا يعصى وجميع من في السماء وهم الملائكة الكرام يعظمون اسمه بتقديسه وتسبيحه، وليس المعنى أنه حال في السماء كما يتوهمه المجسمة! وهذا رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/256في كتاب "عمل اليوم والليلة" (1035)، قال النسائي: [أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: ثنا مخلد قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن طلق، عن أبيه: أنه كان به الأُسْر فانطلق إلى المدينة والشام يطلب من يداويه فلقي رجلاً فقال: ألا أعلمك كلمات سمعتهن من رسول الله F؟: ((ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ))]. قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/170): [حبيب العنزي والد طلق روى حديثه الثوري عن منصور عن طلق بن حبيب عن أبيه عن رجل وفيه اختلاف في إسناده روى له النسائي في اليوم والليلة هذا الحديث الواحد]. قال الحافظ حجر في "التقريب" (1114): [حبيب العنزي بفتح النون بعدها زاي والد طلق مجهول]. فهذا فيه مجهولان، والد طلق والرجل الذي علَّم والدَ طلق.
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة (حبيب العنزي) في "الإصابة" (2/26): [أورده عبدان في الصحابة، وأخرج له من طريق يونس بن خباب عن طلق بن حبيب عن أبيه أنه أتى النبي F وبه الأُسْر فأمره أن يقول: ربنا الله الذي في السماء الحديث. قال: ورواه شعبة عن يونس عن طلق عن رجل من أهل الشام عن أبيه وهو أصح]. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/238): [قال أبي كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحَدِّثُ عن يونس بن خباب.. وعن يحيى بن مَعِين أنه قال: يونس بن خبَّاب لا شيء.. سألت أبي عن يونس بن خباب فقال: مضطرب الحديث ليس بالقوي]. وقال الذهبي في "الكاشف" (برقم6467): [قال البخاري: منكر الحديث].
وقال الطبراني في كتاب "الدعاء" ص (331برقم1082): [حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي زِيَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَذَكَرَ لَهُ أَنَّ أَبَاهُ احْتَبَسَ بَوْلُهُ وَأَصَابَهُ الْأُسْرُ بِحَصَاةِ الْبَوْلِ فَعَلَّمَهُ رُقْيَةً سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ F: ((رَبُّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ تَقَدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ، فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الْأَرْضِ، وَاغْفِرْ لَنَا حُوبَنَا وَخَطَايَانَا، أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ، فَأَنْزِلْ شِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ وَرَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، عَلَى هَذَا الْوَجَعِ فَيَبْرَأُ)) وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْقِيَهُ بِهَا، فَرَقَاهُ فَبَرَأَ].
أقول: (عبد الله بن صالح كاتب الليث) ضعيف مشهور، (وزيادة بن محمد) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/446): [منكر الحديث]. وكذلك قال النسائي وأبو حاتم كما في "تهذيب الكمال" للمزي (9/533). فهذا واهٍ. ورواه أبو داود (3892) فقال: [حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ زِيَادَةَ بِنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ F يَقُولُ: ((مَنْ اشْتَكَى مِنْكُمْ شَيْئاً أَوْ اشْتَكَاهُ أَخٌ لَهُ فَلْيَقُلْ: رَبَّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ تَقَدَّسَ اسْمُكَ أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الْأَرْضِ اغْفِرْ لَنَا حُوبَنَا وَخَطَايَانَا أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَعِ فَيَبْرَأَ))]. وفيه كالرواية التي قبله: (زيادة بن محمد) وهو منكر الحديث. وقال متناقض عصرنا الألباني في هذا الحديث: (ضعيف جداً) كما في كتابه "ضعيف الترغيب" (2013). فالحديث من جميع طرقه ضعيف جداً واهٍ ومضطرب الإسناد!