بطلان أثر سليمان بن حبيب الذي جاء بلفظ:(... فإنَّ الله جلَّ جلاله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار ف

[عود الخيزران]

بطلان أثر سليمان بن حبيب الذي جاء بلفظ:(... فإنَّ الله جلَّ جلاله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار فيقول: وعزتي وجلالي لا يجوز بي اليـوم ظالـم):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث هشام بن عمار، حدثنا صدقة، حدثنا عثمان بن أبي العاتكة، حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، قال: نزلنا حمص قافلين من الروم فإذا بعبدالله ابن أبي زكريا ومكحول، فانطلقنا إلى أبي أمامة فإذا هو شيخ هرم، فلـمَّا تكلَّم إذا رجل يبلغ حاجته ويزيد، فوعظنا وقال: إياكم والظلم، فإنَّ الله جلَّ جلاله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار فيقول: وعزتي وجلالي لا يجوز بي اليـوم ظالـم، الحديث منكر وإسناده وسط].

أقول في بيان بطلان هذا الأثر:

موضـوع تعالى الله عن هذا الهُرَاء علواً كبيراً!! رواه العقيلي في "الضعفاء" (3/221) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/127)، وأورده ابن عرَّاق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة" (1/146)، وأصل الحديث رواه الطبراني في "الكبير" (8/100) عن أبي أمامة من قوله وفيه: (إن جهنم جسراً له سبع قناطر على أوسطهن القضاء فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له ماذا عليك من الدين؟..). فتم تحريفه بعد ذلك إلى اللفظ الذي أورده الذهبي هنا، وقام بذلك المتخصصون في ترويج التشبيه والتجسيم في هذه الأمة. ثم إن هذا موقوف وهو من جملة ما نقله أهل الشام عن كعب الأحبار من الخرافات. وعثمان بن أبي العاتكـة الذي في إسناده. قال النَّسائي: ((ضعيف)). وقال ابن مَعِين: ((ليس بشيء)). انظر ((الميزان)) (3/40) و ((تهذيب الكمال)) (19/397).