بطلان قصة ابن عمر مع الراعي وقد ورت بلفظ:( مرَّ ابن عمر براعٍ فقال: هل من جزرة؟ فقال: ليس ههنا ربها، قال ابن عمر: تقول ل

أحاديث العقائد
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بطلان قصة ابن عمر مع الراعي وقد ورت بلفظ:( مرَّ ابن عمر براعٍ فقال: هل من جزرة؟ فقال: ليس ههنا ربها، قال ابن عمر: تقول ل

Post by عود الخيزران »

بطلان قصة ابن عمر مع الراعي وقد ورت بلفظ:( مرَّ ابن عمر براعٍ فقال: هل من جزرة؟ فقال: ليس ههنا ربها، قال ابن عمر: تقول له أكلها الذئب. قال: فرفع رأسه إلى السماء وقال: فأين الله؟! فقال ابن عمر: أنا والله أحق أن أقول أين الله):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي مصعب الزهري، حدثنا عبدالله بن الحارث الجمحي، حدثني زيد بن أسلم، قال: مرَّ ابن عمر براعٍ فقال: هل من جزرة؟ فقال: ليس ههنا ربها، قال ابن عمر: تقول له أكلها الذئب. قال: فرفع رأسه إلى السماء وقال: فأين الله؟! فقال ابن عمر: أنا والله أحق أن أقول أين الله. واشترى الراعي والغنم، فأعتقه وأعطاه الغنم].

أقول في بيان بطلان هذه القصة:

ضعيف منكر منقطع الإسناد، ولا دلالة في القصة لأنهـا ليست مرفوعـة. رواها الطبراني في ((المعجم الكبير)) (12/263/13054) والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/386)، بإثبات لفظ (السماء)! لكن رواه أبو داود السجستاني بسند صحيح في كتاب "الزهد" (293) بلفظ ليس فيه لفظ (فرفع رأسه إلى السماء) وهذا مما يُعَكِّر عليه ويؤكّد ضعفها وأنها مردودة! فقال: [حدثنا أبو داود قال: نا محمود بن خالد السلمي، قال: نا عمر يعني ابن عبد الواحد، عن عمر بن محمد، عن نافع: أن عبد الله بن عمر لقي راعياً بطريق مكة قال له: بعني شاة؟ قال: ليست لي. قال له: فتقول لأهلك أكلها الذئب؟ قال: فأين الله؟ قال: اسمع، وافِنِي ههنا إذا رجعت من مكة، ومُرْ مولاك يوافيني هاهنا، فلما رجع لقي رب الغنم واشترى منه الغنم، واشترى منه الغلام، فأعتقه ووهب له الغنم]. ورواية الطبراني لم يروها زيد بن أسلم عن ابن عمر مباشرة لأنه أوردها على سبيل الحكاية فقال: (مرَّ ابن عمر) ولم يقل أنه كان معه أو سمعت أو حدثنا. وقد توفي زيد بـن أسلم سنة (136) وتوفي ابن عمر سنة (73) فبين وفاتيهما نحو (64) سنة. قال الحافظ العلائي في ((جامع التحصيل في أحكام المراسيل)) ص(178): ((قال علي بن المَدِيني: سئل سفيان بن عُيَيْنَة عن زيد بن أسلم فقال: ما سمع من ابن عمر إلا حديثين)). فهذا نص واضح في أنه لم يسمع هذه الحكاية منه مباشرة. وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (3/342): [..عن ابن مَعِين: لم يسمع من جابر ولا من أبي هريرة... قال ابن عُيَيْنَة: كان زيد بن أسلم رجلاً صالحاً وكان في حفظه شيء،... وقال أبو زُرْعة: لم يسمع من سعد ولا من أبي أمامة، قال: وزيد بن أسلم عن عبد الله بن زياد أو زياد عن علي مرسل، وقال أبو حاتم: زيد عن أبي سعيد مرسل، وذكره ابن حِبَّان في الثقات، وذكر ابن عبد البر في مقدمة "التمهيد" ما يدل على أنه كان يدلس، وقال في موضع آخر: لم يسمع من محمود بن لبيد]. وانظر ترجمتـه مـن ((تهذيب الكمال)) (10/15). فهذا كله يجعل رواية نافع عن ابن عمر التي ليس فيها لفظ (السماء) هي المعتمدة والمقدَّمة على رواية زيد بن أسلم والحاكمة عليها بالنكارة والضعف، وهكذا نجد هؤلاء القوم – المجسمة – يجمعون الروايات الشاذة والمنكرة والواهية والموضوعات ويؤلفون منها عقائدهم المردودة!

Post Reply

Return to “أحاديث العقائد”