صفحة 1 من 1

بيان عدم صحة جملة: (والذي نفسي بيده إن لها لساناً يقدس الله تعالى عند العرش) الواردة في حديث آية الكرسي:

مرسل: الجمعة نوفمبر 08, 2024 3:10 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان عدم صحة جملة: (والذي نفسي بيده إن لها لساناً يقدس الله تعالى عند العرش) الواردة في حديث آية الكرسي:

وهو قوله عليه السلام لأُبَي بن كعب:
((يا أبا المنذر: أيُّ آيةٍ في كتاب الله تعالى أعظم؟)) فتردد فيه مرتين. ثم قال في الثالثة: آية الكرسي. فضرب يده عليه السلام على صدره، وقال:
((أصبت. والذي نفسي بيده إن لها لساناً يقدس الله تعالى عند العرش))


أقول :

الحديث صحيح دون ذكر (والذي نفسي بيده إن لها لساناً يقدس الله تعالى عند العرش) فقد رواه مسلم في الصحيح (810) فقال: (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ |: ((يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟)) قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟)) قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: ((وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ))). والزيادة المذكورة في الرواية التي ساقها المصنف شاذة مردودة. وهي عند عبد الرزاق (3/370) وأحمد (5/141) وفي السند اضطراب عند أحمد لأنه وقع في رواية (ثنا الجريري عن بعض أصحابه عن عبد الله بن رباح)، والذي يُثْبِتُ شذوذها أنَّ الحديث روي من أربعة طرق دون هذه الزيادة، الأولى: عند مسلم (810) من طريق عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل، والثانية: عند الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/134) من طريق سفيان عن الجريري عن أبي السليل، والثالثة عند أحمد (5/58) من طريق عثمان بن غياث عن أبي السليل، والرابعة عند ابن أحمد كما في المسند (5/142) من طريق جعفر ابن سليمان عن أبي السليل. كل هذه الطرق ليس فيها الزيادة الشاذة وانفرد بزيادتها سفيان في رواية عبد الرزاق عن الثوري عنه فلا يعوَّل عليها، لا سيما والإمام أحمد يقول كما في "شرح علل الترمذي" لابن رجب (1/770): ((سماع عبدالرزاق بمكة من سفيان مضطرب جداً... وأما سماعه باليمن فأحاديث صحــاح)). لذلك وجب رد هذه الزيادة. وهناك في تعليقاتنا على "العلو" النص (62) زيادة في بيان تدليس في هذا الخبر وقع للألباني في هذا الحديث فارجع إليه إن شئت.