صفحة 1 من 1

بيان ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن الله تعالى خلق آدم على صورته):

مرسل: الجمعة نوفمبر 08, 2024 3:12 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن الله تعالى خلق آدم على صورته):

أقول :

رواه البخاري (6227)، ومسلم (2841)، من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وهو من جملة الإسرائيليات عندنا، ففي السِّفْر الأول من التوراة: (سنخلق بشراً على صورتنا يشبهها). وقد يقول قائل بأنه لا مانع من أن يأتي ذلك في التوراة ويأتي أيضاً في شريعتنا لأن كلاً من الشريعتين من عند الله تعالى، ونحن نقول: نعم قد يكون لكن في مثل هذا لا يكون. مع أن للحديث تأويلاً سائغاً، يظهر في التعليق التالي. ولكننا حكمنا على هذا الحديث بأنه من جملة الإسرائيليات لأنه جزء من حديث مروي عن عبد الله بن سلام الإسرائيلي وتمامه: (طوله ستون ذراعاً فلمَّا خلقه قال اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة..). ورواه الترمذي (3368) وفيه: ((اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم.. فَقَالَ اللَّهُ لَهُ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ: اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ قَالَ اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ)). ونص النسائي في السنن الكبرى (6/63/10047): [.. عن عبد الله بن سلام قال: خلق الله آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة ثم نفخ فيه من روحه فلما تبالغ فيه الروح عطس.. ثم قال له: اذهب إلى أهل هذا المجلس من الملائكة فسلم عليهم ففعل. فقال: هذه تحيتك وتحية ذريتك. قال أبو عبد الرحمن -النسائي-: وهذا هو الصواب والآخر خطأ والذي بعده حديث محمد بن خلف وهو منكر]. والذي بعده هو حديث أبي هريرة هذا المنكر الذي ظاهر إسناده الثبوت. وبذلك انكشف أن أصل هذا الحديث المروي في صحيح البخاري (3326و6227) ومسلم (2841) مما رواه أبو هريرة عن أهل الكتاب وليس عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم. وسيأتي الكلام عليه في التعليق رقم (164و197). وقال ابن حجر في الفتح (6/367): [وَيَشْكُل عَلَى هَذَا مَا يُوجَد الْآن مِنْ آثَار الْأُمَم السَّالِفَة كَدِيَارِ ثَمُود فَإِنَّ مَسَاكِنهمْ تَدُلّ عَلَى أَنَّ قَامَاتهمْ لَمْ تَكُنْ مُفْرِطَة الطُّول عَلَى حَسَب مَا يَقْتَضِيه التَّرْتِيب السَّابِق، وَلَا شَكَّ أَنَّ عَهْدهمْ قَدِيم، وَأَنَّ الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن آدَم دُون الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن أَوَّل هَذِهِ الْأُمَّة، وَلَمْ يَظْهَر لِي إِلَى الْآن مَا يُزِيل هَذَا الْإِشْكَال].