بيان عدم صحة ما جاء عن ابن مسعود وأنه قال: (السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه):
مرسل: الجمعة نوفمبر 08, 2024 3:18 pm
بيان عدم صحة ما جاء عن ابن مسعود وأنه قال: (السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه):
أقول:
هذا قول يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه ولا نراه ثابتاً عنه لكن نصه كالتالي كما في صحيح مسلم (2645): [.. عن أبي الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول: الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فأتى رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدَّثه بذلك من قول ابن مسعود فقال: وكيف يشقى رجل بغير عمل..] ثم ذكر له حديثاً وفيه أنه يُكتب أجله ورزقه عند اليوم الـ (42)، لكن رواه البخاري (3208) ومسلم (2643) عن عبد الله بن مسعود أن ذلك يحصل بعد (120) يوماً. وهذا نوع اضطراب، ثم راويه عن عبد الله بن مسعود هو: زيد بن وهب، قال فيه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/769): ((وحديث زيد به خلل كثير)). والحديث مروي أيضاً عن عبدالله بن عمرو بن العاصي من قوله موقوفاً وهو من أكبر رواة الإسرائيليات، وروايته له في "كتاب القدر" لعبد الله بن وهب (45)، و"القدر" للفريابي (123)، و"شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي" (1236)، فيحتمل أن يكون أصل الحديث من كتب أهل الكتاب ثم صَيَّرَه الرواة عن عبد الله بن مسعود وهو في الحقيقة من الإسرائيليات التي رواها عبد الله بن عمرو. قال الحافظ ابن حجر في كتاب "النكت على كتاب ابــن الصلاح" (2/532) ما نصه: [وكعبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب أهل الكتاب فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة، حتى كان بعض أصحابه ربما قال له: حدّثنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ولا تحدّثنا عــن الصحيفـة، فمثل هذا لا يكون حكم ما يخبر به من الأمور التي قدَّمنا ذكرهـا الرفـع]. انتهى كلام الحافظ ابن حجر. والله أعلم
أقول:
هذا قول يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه ولا نراه ثابتاً عنه لكن نصه كالتالي كما في صحيح مسلم (2645): [.. عن أبي الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول: الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فأتى رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدَّثه بذلك من قول ابن مسعود فقال: وكيف يشقى رجل بغير عمل..] ثم ذكر له حديثاً وفيه أنه يُكتب أجله ورزقه عند اليوم الـ (42)، لكن رواه البخاري (3208) ومسلم (2643) عن عبد الله بن مسعود أن ذلك يحصل بعد (120) يوماً. وهذا نوع اضطراب، ثم راويه عن عبد الله بن مسعود هو: زيد بن وهب، قال فيه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/769): ((وحديث زيد به خلل كثير)). والحديث مروي أيضاً عن عبدالله بن عمرو بن العاصي من قوله موقوفاً وهو من أكبر رواة الإسرائيليات، وروايته له في "كتاب القدر" لعبد الله بن وهب (45)، و"القدر" للفريابي (123)، و"شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي" (1236)، فيحتمل أن يكون أصل الحديث من كتب أهل الكتاب ثم صَيَّرَه الرواة عن عبد الله بن مسعود وهو في الحقيقة من الإسرائيليات التي رواها عبد الله بن عمرو. قال الحافظ ابن حجر في كتاب "النكت على كتاب ابــن الصلاح" (2/532) ما نصه: [وكعبدالله بن عمرو بن العاص، فإنه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب أهل الكتاب فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة، حتى كان بعض أصحابه ربما قال له: حدّثنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ولا تحدّثنا عــن الصحيفـة، فمثل هذا لا يكون حكم ما يخبر به من الأمور التي قدَّمنا ذكرهـا الرفـع]. انتهى كلام الحافظ ابن حجر. والله أعلم