صفحة 1 من 1

بيان عدم ما صحة رواه ابن خزيمة بلفظ: ( لا تقبحوا الوجه ..):

مرسل: الجمعة نوفمبر 08, 2024 3:22 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان عدم ما صحة رواه ابن خزيمة بلفظ: ( لا تقبحوا الوجه ..):

وقد رواه ابن خزيمة في كتابه الذي سماه بـ ((التوحيد)) بإسناده عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن)).

أقول:

هذا من جملة الأباطيل لأن قوله فيه (على صورة الرحمن) من تصرُّف بعض الرواة من أصحاب الفهم السقيم، وأصل الرواية كما هو معلوم بلفظ: (على صورته). رواه بهذا اللفظ المنكر ابن خزيمة في كتاب التوحيد برقم (41)، والطبراني في الكبير (11/60)، والحارث بن أسامة كما في "بغية الباحث عن زوائد الحارث" (872)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" برقم (627) كلهم عن ابن عمر وقال عقبه: [ويحتمل أن يكون لفظ الخبر في الأصل كما روينا في حديث أبي هريرة، فأدَّاه بعض الرواة على ما وقع في قلبه من معناه]. وضعفه متناقض عصرنا في ضعيفته (1175و1176) بأربع علل تجدها هنالك. وقال النووي في شرح مسلم (16/166): [ورواه بعضهم: ((إن الله خلق آدم على صورة الرحمن))، وليس بثابت عند أهل الحديث، وكأن من نقله رواه بالمعنى الذي وقع له، وغلط في ذلك. قال المازري: وقد غلط ابن قتيبة في هذا الحديث، فأجراه على ظاهره، قال:(( لله تعالى صورة لا كالصور)). وهذا الذي قاله ظاهر الفساد؛ لأن الصورة تفيد التركيب، وكل مركب مُحْدَث، والله تعالى ليس هو مركباً، فليس مصوراً. قال: وهذا كقول المجسمة: جسم لا كالأجسام لما رأوا أهل السنة يقولون: الباري سبحانه وتعالى شيء لا كالأشياء طردوا الاستعمال فقالوا: جسم لا كالأجسام. والفرق أن لفظ شيء لا يفيد الحدوث، ولا يتضمن ما يقتضيه، وأما جسم وصورة فيتضمنان التأليف والتركيب، وذلك دليل الحدوث. قال: العجب من ابن قتيبة في قوله: صورة لا كالصور، مع أن ظاهر الحديث على رأيه يقتضي خلق آدم على صورته، فالصورتان على رأيه سواء، فإذا قال: لا كالصور تناقض قوله. ويقال له أيضاً: إن أردت بقولك: صورة لا كالصور أنه ليس بمؤلف ولا مركب فليس بصورة حقيقية، وليست اللفظة على ظاهرها، وحينئذ يكون موافقاً على افتقاره إلى التأويل]. انتهى كلام النووي