التعليق على حديث: ( من تقرّب إلي شبرًا....):
مرسل: السبت نوفمبر 09, 2024 2:44 pm
التعليق على حديث: ( من تقرّب إلي شبرًا....):
وقال عليه السلام حكاية عن الله تعالى: (مَنْ تقرَّب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
أقول :
رواه البخاري (7405) ومسلم (2675) عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تعالى: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)). وجملة النفس التي فيه لا تصح كما في التعليق (132). قال الترمذي في سننه (3603): [وَيُرْوَى عَنْ الْأَعْمَشِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ: مَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا يَعْنِي بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ. وَهَكَذَا فَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ قَالُوا: إِنَّمَا مَعْنَاهُ يَقُولُ: إِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ الْعَبْدُ بِطَاعَتِي وَمَا أَمَرْتُ أُسْرِعُ إِلَيْهِ بِمَغْفِرَتِي وَرَحْمَتِي. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ قَالَ اذْكُرُونِي بِطَاعَتِي أَذْكُرْكُمْ بِمَغْفِرَتِي]. فهنا يُفَسِّر الترمذي وينقل التفسير عن بعض أهل العلم وعن الأعمش وسعيد بن جبير وهؤلاء من السلف (!) وينقل أيضاً تفسيرها في مواضع عديدة في سننه، مع أنه يقول في موضع آخر من سننه أن مثل هذه الأمور (لا تُفَسَّر) فانتبهوا. وقال الحافظ ابن حبان مؤوِّلاً له أيضاً في صحيحه (3/93): [الله أجل وأعلى من أن يُنْسب إليه شيء من صفات المخلوق، إذ ليس كمثله شيء، وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم، ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به إلى ربه ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلاً وجوداً، ومَن ذَكَر ربَّه في ملأ من عباده ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له وقبول ما أتى عبده من ذكره، ومَنْ تقرَّب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له أقرب بذراع، ومَنْ تقرَّب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع، ومَنْ أتى في أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي أتته أنواع الوسائل ووجود الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة، والله أعلى وأجل]. وربما يكون هذا الحديث مما تلقوه عن أهل الكتاب وصُيِّرَ حديثاً فيما بعد. وحديث الهرولة هذا مروي في البخاري من حديث أبي هريرة (7405) ومن حديث أنس بن مالك (7536) والحقيقة أنه حديث واحد رواه سيدنا أنس عن أبي هريرة كما تبين من رواية مسلم (2675) حيث قال مسلم: [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ..] به. وإذا كان أبو هريرة قد رواه عن كعب الأحبار فيكون سيدنا أنس قد رواه عنه ثم صُيِّرَ بعد ذلك حديثين ثم صار لكل واحد منهما طُرُق عِدَّة ثم يجعلونه متواتراً ويقاتلون من أنكر حديثاً متواتراً أو مشهوراً بزعمهم!
وقال عليه السلام حكاية عن الله تعالى: (مَنْ تقرَّب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
أقول :
رواه البخاري (7405) ومسلم (2675) عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله تعالى: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)). وجملة النفس التي فيه لا تصح كما في التعليق (132). قال الترمذي في سننه (3603): [وَيُرْوَى عَنْ الْأَعْمَشِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ: مَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا يَعْنِي بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ. وَهَكَذَا فَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ قَالُوا: إِنَّمَا مَعْنَاهُ يَقُولُ: إِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ الْعَبْدُ بِطَاعَتِي وَمَا أَمَرْتُ أُسْرِعُ إِلَيْهِ بِمَغْفِرَتِي وَرَحْمَتِي. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ قَالَ اذْكُرُونِي بِطَاعَتِي أَذْكُرْكُمْ بِمَغْفِرَتِي]. فهنا يُفَسِّر الترمذي وينقل التفسير عن بعض أهل العلم وعن الأعمش وسعيد بن جبير وهؤلاء من السلف (!) وينقل أيضاً تفسيرها في مواضع عديدة في سننه، مع أنه يقول في موضع آخر من سننه أن مثل هذه الأمور (لا تُفَسَّر) فانتبهوا. وقال الحافظ ابن حبان مؤوِّلاً له أيضاً في صحيحه (3/93): [الله أجل وأعلى من أن يُنْسب إليه شيء من صفات المخلوق، إذ ليس كمثله شيء، وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم، ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به إلى ربه ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلاً وجوداً، ومَن ذَكَر ربَّه في ملأ من عباده ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له وقبول ما أتى عبده من ذكره، ومَنْ تقرَّب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له أقرب بذراع، ومَنْ تقرَّب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع، ومَنْ أتى في أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي أتته أنواع الوسائل ووجود الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة، والله أعلى وأجل]. وربما يكون هذا الحديث مما تلقوه عن أهل الكتاب وصُيِّرَ حديثاً فيما بعد. وحديث الهرولة هذا مروي في البخاري من حديث أبي هريرة (7405) ومن حديث أنس بن مالك (7536) والحقيقة أنه حديث واحد رواه سيدنا أنس عن أبي هريرة كما تبين من رواية مسلم (2675) حيث قال مسلم: [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ..] به. وإذا كان أبو هريرة قد رواه عن كعب الأحبار فيكون سيدنا أنس قد رواه عنه ثم صُيِّرَ بعد ذلك حديثين ثم صار لكل واحد منهما طُرُق عِدَّة ثم يجعلونه متواتراً ويقاتلون من أنكر حديثاً متواتراً أو مشهوراً بزعمهم!